أوقفت روسيا أمس الأربعاء جميع إمدادات الغاز الروسية التي يتم نقلها إلى غرب أوروبا عبر أوكرانيا في ظل التصعيد الخطير للخلاف حول الطاقة بين موسكو وكييف الذي مضى عليه الآن أسبوع. وصرح فالنتين زيمليانسكي المتحدث باسم شركة نافتوجاز أوكراني الحكومية الأوكرانية بأن شركة جازبروم قطعت الغاز في الساعة 7.44 بتوقيت كييف (0544 بتوقيت جرينتش). وأكد الكسندر ميدفيديف نائب رئيس شركة (جازبروم)، من برلين حيث يلتقي كبار مسئولي الطاقة الأوروبيين في محاولة للضغط على أوكرانيا من جانب الشركة الروسية العملاقة، قرار وقف شحنات الغاز. وقال ميدفيديف إن قرار وقف الإمدادات بالكامل جاء بعد قيام أوكرانيا بإغلاق آخر محطة ضمن أربع محطات ضخ على الحدود بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. يُذكر أن قطع الغاز يأتي بعد التراجع الحاد في حجم إمدادات الغاز أمس الثلاثاء إلى وسط وشرق أوروبا في ظل موجة البرد القارص التي تضرب القارة. ويلقي كلا الجانبين باللائمة على الآخر في هذا النقص في إمدادات الغاز وقالت جازبروم إنها ستزيد حجم الإمدادات إلى أوروبا عبر بيلاروس وخط أنابيبها المسمى بالتيار الأزرق الممتد تحت البحر الأسود.. لكن 80 في المائة من شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا تمر عبر خط الأنابيب الأوكراني والخطوط البديلة قدرتها محدودة على تحقيق الاستقرار في الإمدادات. وكانت جازبروم قد قطعت الإمدادات التي تمر عبر أوكرانيا بمقدار الثلثين لتصل إلى 72 مليون متر مكعب فقط من الغاز المتجه للمستهلكين الأوروبيين وهو كميات أقل من احتياجات الأوروبيين والعقود المبرمة معهم وذلك لإجهاض ما تصفه الشركة بعمليات سرقة للشحنات تقوم بها كييف. وقامت أوكرانيا بدورها بإغلاق محطة ضخ على حدودها مع رومانيا مما أدى إلى قطع إمدادات الغاز إلى بلغاريا واليونان ومقدونيا بحسب قول هذه الدول. وحذر اليكسي ميللر رئيس شركة جازبروم أثناء مؤتمر صحفي مشترك متلفز مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين قائلاً: (إذا أوقفت أوكراينا إمدادات الغاز للغرب فإننا لا نرى أي معنى في ضخ الغاز إلى الحدود مع أوكرانيا). وأعادت هذه الأزمة إلى الأذهان الذكريات السيئة لخلاف مماثل وقع في 2006 دفع الاتحاد الأوروبي إلى السعي لتأمين احتياجاته من الطاقة من خلال تنويع مصادره بعيداً عن الغاز الروسي. يُذكر أن أوروبا تعتمد بشكل كبير للغاية على إمدادات الغاز الطبيعي الروسي حيث تزود موسكو دول الاتحاد الأوروبي بربع إجمالي حجم استهلاكها من الغاز تقريباً.. وقالت المفوضية الأوروبية إنها تراقب الموقف الآن. ومن المقرر أن يعقد مسئولون أوكرانيون وروس اجتماعاً في موسكو اليوم الخميس لإجراء محادثات لحل الخلاف التجاري الذي بلغ ذروته في نهاية العام المنصرم مع انتهاء عقود إمدادات الغاز بين روسياوأوكرانيا.