توج صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم مساء أمس فريق الأهلي بلقب النسخة الخليجية الرابعة والعشرين من بطولة الخليج بعد فوزه على شقيقه النصر في إياب النهائي السعودي (2-0) وبمجموع المباراتين (3-0) محققاً للمرة الثالثة اللقب وتساوى مع الاتفاق أكثر الأندية فوزاً ?بالبطولة. سجل أهداف المباراة المتخصص حسن الراهب (68) والبديل الناجح بدر الخراشي (80) وتألق في المباراة جميع لاعبي الأهلي بينما لم يظهر من النصر سوى كميل الوباري الذي أنقذ الأصفر من خسارة تاريخية في أسوء لقاء للفريق هذا الموسم. في النهائي الذي شهده 30 ألف متفرج بقي الكأس سعودياً، وفيه قدم البطل وبلغة (الراقي) وتخصص (الراهب) وتألق (المسيلم) وجرأة (الجاسم) وانطلاقات (شبيه الريح) وخبرة (صاحب) وذكاء (ملادينوف) درساً في التعامل مع مباريات الحسم عندما لقنوا مدرب الفريق ?النصراوي رادان الذي أضاع فريقه قبل المباراة بتشكيلته الغريبة وتغييراته الأغرب محاضرة لن تنسى وربما كان بسببها يشهد الأصفر تصحيحات فنية قبل أن يواصل المدرب المكابر تخبطاته. بداية أهلاوية دخل النصر المباراة بتشكيلة مكونة من الوباري في المرمى وأمامه إيدر والصقور وبرناوي والغائب من فترة ليست قصيرة البحري، وفي الوسط الزهراني والموينع وإلتون وحماد وفي الهجوم الشهراني وريان. ومثل الأهلي الحارس المسيليم وفي الدفاع محمد عيد والجحدلي والحربي وهزازي وفي الوسط صاحب وهاريسون ومسعد والجاسم وفي الهجوم الراهب ومالك. وقاد المباراة الحكم الإماراتي محمد الزرعوني وساعده من نفس البلد صالح المرزوقي وناصر بهروز والحكم الرابع علي البداوي. ركلة البداية كانت من نصيب النصر والتفوق الميداني بعدها كان عنوانه الأهلي الذي بحث من البداية عن هدف مبكر مخالفاً التوقعات التي كانت تنتظر هجوماً نصراوياً ضاغطاً لتخليص تأخره من شوط جدة. طبق الأهلي حالة من الضغط على مرمى كميل الوباري لم تتوقف إلا بعد مضي نصف ساعة من الشوط فحقق الضيوف هدفهم الفني والنفسي خلال ال45 دقيقة الأولى عندما زادوا الضغط ?النفسي على عناصر فريق النصر والحال نفسه على المدرج الأصفر الذي ذهل من أداء فريقه ليضعوا الأيادي كثيراً على رؤوسهم في أكثر من فقرة هجومية كان يطبقها الفريق الأهلاوي باقتدار على مرمى الوباري. من البداية اتضح أن حالة التهيئة النصراوية بلغت حد الشحن عند بعض اللاعبين فكان البرناوي دفاعياً خارج الإطار ومثله عبدالله حماد مجهول الأدوار ولم تكن لاجتهادات الزهراني ما يفيد ?العمل الهجومي ولا الدفاع النصراوي، وزاد الوضع سوءاً عدم فاعلية الأطراف في ظل ?انضباط البحري الدفاعي. في المقابل دخل الأهلي بمعنويات مرتفعة وبدت الثقة أعلى من تلك التي كان عليها في أرضه، الفريق كان الأكثر تنظيماً في الملعب ولو تعاون الراهب ومالك لتم الاحتفال في الفترة الأولى في ظل الارتباك النصراوي العام وتألق هاريسون والجاسم ومسعد في إمداد الهجوم بالكرات المطلوبة وقبل ذلك سيطرتهم على وسط الميدان وإلغاء فاعلية وسط مضيفهم. فنياً يحسب لملادينوف نجاحه الكبير في اختيار تشكيلة البداية ويسجل بحق الكرواتي رادان الإخفاق عندما استمرت قناعته باستمرار أكثر من عنصر على حساب عناصر أخرى تملك الخبرة والحلول للتعامل مع المباراة!!. من الدقيقة الأولى كان الصراع قوياً بين اللاعبين فشهدت الدقيقة الأولى اشتباكاً كروياً قوياً بين إلتون وهزازي كان نتيجته حصول الأهلي على أربع رميات تماس حار دفاع النصر في التخلص منها حتى تدخل الصقور في المرة الرابعة. أفصح مالك معاذ عن أول مخططات الأهلي باقتناص هدف مبكر عندما استقبل عرضية محمد مسعد ووجهها برأسه بجانب القائم قبل اكتمال الدقيقة الخامسة، ونتيجة لحالة الشحن الزائد تلقى عبده برناوي البطاقة الصفراء الأولى في الدقيقة السابعة، وحصل الأهلي (الأفضل) على أول ?ضربة زاوية في الدقيقة (11)، ومن عدة كرات كان وراءها هاريسون والجاسم كاد محمد مسعد يخطف هدفاً للضيوف من تسديدة أرضية مرت بجانب القائم الأيمن للوباري (17). انتظر الفريق الأصفر وجماهيره حتى الدقيقة (19) ليصل لمرمى المسيليم عن طريق كرة ثابتة أطلقها إلتون وطار لها الحارس الأهلاوي مبدداً خطورتها، وحصل الفريق بعد تلك الكرة على أول ضربة زاوية لكنها كباقي الكرات الثابتة انتهت بدون خطورة. شعر رادان أن برناوي خارج إطار المباراة وربما غادر في أي وقت مطروداً فأدخل أحمد ?المبارك بدلاً عنه في تغيير مغامر كون البديل لاعب وسط مهاجم كما أن المبارك دخل أكثر شحناً من زميله المغادر. في الدقيقة 27 أنقذ كميل الوباري النصر من هدف محقق عندما تلاعب مالك معاذ بالموينع ?والصقور بحركة واحدة ووجه الكرة بمقدمة القدم راسماً أول خطورة حقيقية في المباراة. الحكم الإماراتي الزرعوني اعتمد البطاقات الصفراء لإيقاف الألعاب العنيفة فأنذر مدافع الأهلي الأيسر الحربي (29) بعد ارتكابه مخالفة قوية على بلال لم يستفد منها النصر كما هو الحال مع ?أكثر من مخالفة على الجهة اليسرى نفذها إلتون بدون عنوان!!. رغم المحاولات النصراوية التي بدأت تظهر إلا أن الارتدادات الأهلاوية بقيت الأخطر مما زاد ?الضغط النفسي على لاعبي النصر وكلف البديل المبارك بطاقة صفراء في الدقيقة 33 عندما ارتكب مخالفة بحق مالك على مشارف منطقة الجزاء ليتقدم هاريسون ويطلق هائلة تمر بجانب القائم النصراوي. هدأت المباراة من طرف الأهلي الأفضل في أخر ربع ساعة وبدأ النصر يشكل بعض التقدم ?الهجومي حتى حانت الدقيقة 44 الموعد الحقيقي لأهم محاولة نصراوية عندما أبرق البحري في أول تقدم له الكرة للشهراني الذي حولها برأسه رائعة للزاوية التسعين يطير لها المسيليم ?ويحولها ببراعة إلى ضربة زاوية عادت له من قدم إلتون ومعها تبدد حلم هدف التقدم الأصفر في شوط انتهى بدون أهداف فيه تفوق الأهلي وتألق نجومه بقيادة الجاسم وكان النصر فيه خارج التغطية وغاب نجمه إلتون واختفى أكثر من لاعب. شوط ناري بعد انتهاء الاستراحة شن النصر هجوماً ضاغطاً للحاق بالنتيجة فحصل على عدة مخالفات لكن أخطرها انطلقت من أحمد المبارك في الدقيقة 57 عندما سدد يسارية هائلة انبرى لها المسيليم ?منقذاً مرماه من كرة هدف محقق. حالة الشد الميداني جعلت الحكم الزرعوني يستدعي البطاقة الصفراء من جديد بحق هاريسون ووليد عبدربه الذين ارتكبوا خطأ مكرراً على ريان بلال. تدخلات خاطئة من رادان من جديد أثبت رادان مدرب النصر أنه لم يقرأ المباراة ولا حساباتها وهو يدخل عبدالرحمن البيشي الغائب عن الملاعب تماماً بدلاً عن عبدالله حماد الغائب عن أجواء المباراة فزادت الفوضى الصفراء مما سهل المهمة لنجوم الأهلي كي يزدادوا تألقاً وظهوراً بقيادة مدربهم ?ملادينوف الذي وجد الظروف أمامه ليقدم نفسه بقوة لجماهير القلعة. هدف بالتخصص جدارة الأهلي الميدانية وقراءة مدربه الصحيحة كان يجب أن تترجم إلى نتيجة وهو ما حدث في الدقيقة 68 التي تسلم فيها المتخصص الراهب كرة مرتدة تلاعب من خلالها بالبرازيلي إيدر وبعد ?خطوتين أطلق زاحفة على يمين الوباري مسجلاً هدف التقدم للأهلي وهدف تأكيد البطولة لنجوم قلعة الكؤوس في ظل فوضوية أصحاب القمصان الصفراء الذين كانوا أشباحاً في الملعب بأمر مدربهم. الخراشي يبصم بالثاني الطرق الممهدة التي أبدع رادان في رسمها لنظيره الأهلاوي هيأت لمالك معاذ وضع توقيعه لكن النجم الدولي رفض الهدية الانفرادية بعد دقيقتين من هدف الراهب وسدد بجانب القائم.ولأن لقصة ضياع مدرب النصر بقية فقد أخرج يوسف الموينع في الدقيقة 78 واستعان برزاق ?الذي لم يقبله طوال الموسم وفي نفس الدقيقة أدخل ملادينوف بدر الخراشي بدلاً عن الراهب وبعد دقيقتين فقط أهدى الخراشي هدف الانتصار النهائي للأهلي عندما تابع انفرادية جديدة لمالك أنقذها المحارب النصراوي الوحيد (الوباري) لكن جهود الأخير لم تكفِ فقد عادت الكرة ?للخراشي الذي وجهها بسهولة إلى الزاوية اليمنى فاتحاً باب منصة التتويج للأجدر ومن خلاله أوضح مدرب الأهلي لمدرب النصر كيف يكون التغيير.. في الدقائق المتبقية بعد الهدف حاول الأهلي إضافة أهداف أخرى في ظل الطرق المعبدة التي شرعّها رادان في صفوف فريقه، وفي نفس الوقت كان هناك محاولات صفراء اجتهادية لهدف شرفي، فسدد البيشي كرة عنيفة حولها المسيليم إلى زاوية وأهدر الخراشي هدفاً ثالثاً وشخصياً ثانياً له من انفراد صريح تصدى له حارس النصر الحاضر الوحيد في المباراة التي شهدت خروجاً عن النص من بعض اللاعبين مما أجبر الحكم على إبراز الصفراء من جديد بحق إلتون وإيدر من النصر قبل إطلاق الصافرة مباشرة أجرى مدرب الأهلي تبديلين بدخول بن معيزة والجيزاوي بدلاً عن ?مالك ومسعد أعلن بعدها الحكم الإماراتي نهايتها بانتصار الراقي (الأهلي) وحصوله على البطولة للمرة الثالثة على التوالي بأمر خطط مدربه الواقعية أمام ضياع مدرب النصر الذي أضاع فريقه على أرضه وبدد حلم جماهير حضرت من الساعة الثالثة لتحتفل باللقب الذي بقي سعودياً وباستحقاق يسجل للأهلي بنجومه وجماهيره ورجاله الذين كللوا جهد الإعداد ليعود الأهلي بطلاً ويؤكد تخصصه الخليجي بدون خسارة. من النهائي ** تألق الأهلي من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة ليفوز باستحقاق في النهاية. ** ملادينوف لقن مدرب النصر درساً راقياً في الإعداد لمباريات الحسم وصنع التشكيل وحتى التغيير. ** رادان بتشكيلته هزم النصر قبل انطلاق المباراة. ** مهاجمو الأهلي رفضوها تاريخية واكتفوا بثنائية. ** الراهب وعد بالبطولة فأوفى وانطلق هدافاً متخصصاً في مرمى النصر. ** الشحن النفسي الزائد كان واضحاً على لاعبي النصر فحتى إيدر الأهدأ فقد أعصابه. ** باستثناء الوباري لا يوجد لاعب يستحق الإشادة من النصر. ** إذا قبل النصراويون من رادان مبررات غير تسببه في الخسارة فهم سيكتبون على فريقهم مزيداً من المتاعب.