تعظيم البلد الحرام، وتقدير من يقصده، ورحمة من يرحل إليه من المسلمين, والابتسامة في وجه الحاج والمعتمر والتنافس في خدمة زائري البيت الحرام كلها نوافذ جميلة يطل من خلاله الشباب السعودي ممن منّ الله عليهم بمجاورة البيت الحرام من أهل مكةالمكرمة يطلون من خلالها تلك النوافذ على إخوتهم المسلمين الذين يزورونهم كل حين، بل ما يبقى في ذاكرة الحاج والمعتمر جله حصيلة ما يلقونه من أهل البيت الحرام، فكم من حاج ومعتمر ذكر أهل مكةالمكرمة ودعا لهم نظير تصرف حسن لقيه منهم، أو خدمة إنسانية قدمها أحد شباب مكةالمكرمة له والعكس صحيح. لذا أحسنت إمارة منطقة مكةالمكرمة برعاية مشروع تعظيم البلد الحرام من خلال برنامجهم السنوي (شباب مكة في خدمتك) لموسم شهر البركة والإحسان رمضان، ولقد نجح البرنامج خلال الأربع سنوات الماضية في جعل شباب مكةالمكرمة يتسابقون بشكل حضاري في خدمة الزوار والمعتمرين بالتعاون مع هيئة الحرم المكي الشريف في التنظيم والترتيب داخل ممرات الحرم الشريف وإدارة العربات الخاصة بكبار السن والمرضى وتنظيم الدخول إلى ساحات الحرم حتى أنهم ساهموا بشكل إيجابي في تنظيم مواقف السيارات وتعاونوا مع جمعية الهلال الأحمر السعودي وإرشاد التائهين إلى مقر سكنهم مما يرسم صورة ذهنية, رائعة لهؤلاء الشباب في ذاكرة زائري البيت العتيق. هذه بعض ملامح البرنامج التربوي (شباب مكة في خدمتك) فهو بالإضافة إلى هدفه السامي في خدمة زوار البيت الحرام، إلا أنه يحمل بين طياته الكثير والكثير من الأهداف التربوية السامية. من تكريس أخلاقيات خدمة المجتمع في نفوس الشباب، وتربيتهم على الأعمال التطوعية التي تعود عليهم وعلى وطنهم قبلة المسلمين المملكة العربية السعودية بصورة ذهنية رائعة ترسخ في ذاكرة المسلمين الذين زاروا مكةالمكرمة من مختلف بقاع العالم، مما يؤكد دور هؤلاء الشباب الحضاري وضرورة الإفادة منهم في خدمة زوار البيت العتيق وإحياء هذه الفضيلة الإسلامية الكريمة على أيدي هؤلاء الشباب المتطلع لخدمة الآخرين. إن مثل هذا البرنامج التربوي الرائع يجب أن تتسع دائرة تاثيره ليشمل أكبر عدد ممكن من شباب مكةالمكرمة من خلال تأسيس موقع إلكتروني يحمل أهداف البرنامج والدعوة إليه بين شباب مكةالمكرمة لتصبح خدمة زائري البيت الحرام مفصلاً مهما في منظومة أهداف البرنامج وليتسنى للآخرين المساهمة في تطوير هذا البرنامج أو على الأقل شكر هؤلاء الشباب المبدع بطبع قبلة مستحقة، عفوا أقصد برسالة الكترونية عبر موقع البرنامج، كما أن هذا الموقع سيسهم بشكل عصري في نشر ثقافة البرنامج وأهدافه النبيلة بين الشباب في داخل مكةالمكرمة وخارجها من باقي مناطق ومحافظات المملكة التي قد يمر بها زوار مكةالمكرمة عبر المطارات والمواني لتكتمل الصورة الجميلة لشباب بلد الحرمين الشريفين في ذاكرة المسلمين الذين يتوافدون ليل نهار على بلادنا المباركة، كما أن التحدي الحقيقي أن تبقى آثار ذلك البرنامج دائمة ومستمرة من خلال استمراره وتطويره بشكل سنوي، وهنا ألفت إدارة المشروع المباركة إلى التركيز على تدريب هؤلاء الشباب من خلال دورات تخصصية تتيح لهم تعلم مهارات جديدة أو تحسين مهارات يمتلكونها تجاه تطوير ثقافة العمل التطوعي. وأخيراً: أتمنى من إدارة المشروع المبارك توثيق البرنامج ونشره بشكل احترافي ليأخذ حقه من الحضور في ذاكرة المجتمع المكي ليصبح هؤلاء الشباب قدوة حسنة لكل شباب بلادنا الذين ستسبق - بحول الله - ابتسامتهم خدمتهم لزائري البيت الحرام في إحياء جميل لأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في خدمة أهل البيت الحرام وزائريه من المسلمين ليس في رمضان فقط بل على مدار العام.