أصدرت لجنة الانضباط والعقوبات في إنجلترا قراراً يقضي بإيقاف لاعب مانشستر يونايتد (ناني).. البرتغالي الدولي لقيامه بنطح (لوكاس نيل) لاعب ويست هام يوم الأحد الماضي.. الحكم وجَّه البطاقة الحمراء للاعب لكن ذلك لم يكن كافياً حسب وجهة نظر لجنة العقوبات.. فالخطأ الذي ارتكب غير مرغوب تكراره من قبل أي لاعب.. ولتفادي تكرار مثل تلك الأخطاء كان لا بد من فرض عقوبات صارمة من شأنها ردع الخارجين عن حدود الروح الرياضية المطلوب توافرها أثناء المنافسات الرياضية.. العقوبة تضمنت غرامة تبلغ ستين ألف جنيه إسترليني مع إيقاف ثلاث مباريات.. واحدة ستكون في الجولة الأخيرة من هذا الموسم واثنتان ستكونان في الجولتين الأولى والثانية من منافسات الموسم المقبل (في بطولة الدوري). - مدرب مانشسر يونايتد السير أليكس فيرغسون تحدث عن قرارات اللجنة بأنها منصفة وبأن لاعبه (ناني) استحق العقوبة دون أدنى شك.. وقال أتمنى أن يكون اللاعب صاحب الواحد والعشرين ربيعاً قد تعلَّم الدرس.. لا يجوز لأي لاعب الانتقام بهذه الطريقة داخل المستطيل الأخضر.. الحكم لم يشاهد الاعتداء ولكن الحكم المساعد حدث كل شيء أمام ناظريه.. ناني سيغيب عن اللقاء المصيري لفريقه يوم الأحد المقبل وسط لوم كبير من مدربه وإدارة ناديه. - على الرغم من حساسية موقف المان يونايتد واحتدام المنافسة بينه وبين تشيلسي الإنجليزي.. حيث إن الجولة الأخيرة يوم الأحد المقبل ستكون مصيرية للفريقين.. لم يُنتقد قرار لجنة العقوبات من أي طرف.. بل على العكس الانتقاد وجه للاعب المخطئ.. والتركيز كان على تحسين سلوكه بدلاً من الدخول في معمعة التشكيك في قرار اللجنة. - قرار اللجنة لم يكن مفاجئاً لأي متابع كروي في الدوري الإنجليزي.. السبب الرئيسي أن اللجنة متابعة لكل صغيرة وكبيرة.. تصدر العقوبة لمن يستحقها وتصدر التبرئة لمن وضع في دائرة الاتهام دون ثبوت أي خطأ عليه.. لجنة الانضباط والعقوبات في إنجلترا تعمل كالمحكمة.. دقتها ودقة قرارتها منحتها إطار الثقة من قبل عشاق الكرة في إنجلترا. - أكثر العقوبات التي تصدرها اللجنة دائماً ما تكون عبارة عن غرامات مالية للمدربين أو اللاعبين أو الإداريين المخطئين.. حيث إن الغرامة المالية تلحق الضرر بالمخطئ دون إلحاق الضرر بالنادي الذي ينتمي إليه متى ما كان الخطأ عبارة عن تصرف غير لائق أو تصريح أو اتهام يسيء لأي طرف.. أما فيما يخص الضرب والبصق والتعدي على الغير فإن العقوبات دائماً ما تكون رادعة وقوية. - في فرنسا.. وبالتحديد في نهائي كأس الاتحاد الفرنسي في 29 مارس 2008م رفعت رابطة مشجعي باريس سان جيرمان شعارات تضمنت عبارات عنصرية.. مما دفع الحكومة الفرنسية بالطلب من رئيس لجنة الانضباط السيد جاكويز ريولاتشي باتخاذ قرار يقضي بعقوبة النادي الفرنسي.. جاكويز قال لن يتم خصم النقاط من باريس سان جيرمان، بل إنه سيتم حرمانه من اللعب في البطولة المقبلة (كأس اتحاد الأندية المحترفة) في الموسم القادم.. النادي بدوره لم يتقبل القرار.. وأوضح مسؤولوه أنهم سيقدمون استئنافاً للحكم.. وطالبوا بإجراء التحقيقات مع رابطة المشجعين لقيامهم برفع مثل تلك العبارات العنصرية.. يذكر أن باريس سان جيرمان فاز في النهائي على لينس بهدفين لهدف. - حرمان بطل كأس اتحاد الأندية المحترفة من المشاركة في البطولة المقبلة في الموسم القادم كان بسبب جماهيره الكبيرة.. فمتى سيستوعب الجمهور الكروي بشكل عام أن قيامه بالمخالفات والتصرفات غير اللائقة وغير الحضارية ستلحق الضرر بالنادي الذي تعشقه وحضرت ودفعت الأموال لتشاهده وتؤازره؟ - لجنة العقوبات في فرنسا تعلم كل العلم بأن بطل كأس الاتحاد (باريس سان جيرمان) سيتضرر كثيراً من هذه العقوبة.. ولكن الهدف من ذلك الضرر هو منع تكرار مثل تلك العبارات العنصرية التي كاد أن يعتزل الكثير من نجوم الكرة في العالم بسببها.. كما أن المنع لن يتداخل في بطولة الدوري ولا بطولة كأس فرنسا، بل سيقتصر على نفس البطولة (كأس اتحاد الأندية المحترفة) التي أخطأ فيها جمهور الفريق. - في الموسم الماضي وضمن منافسات الدوري الإنجليزي كاد تيري هنري الدولي الفرنسي والحاج ضيوف الدولي السنغالي قريبين جداً من اتخاذ قرار الاعتزال بعد توجيه الجماهير لعبارات عنصرية وصافرات الاستهجان في أكثر من مناسبة.. مدربو الأندية ونجومها طالبوا الجماهير بإيقاف مثل تلك التصرفات المشينة في أكثر من تصريح لأجهزة الإعلام والتلفزة.. حيث إن أخطاء الجماهير في بعض الأحيان لا يمكن للجنة العقوبات تفاديها إلا بتوجيه النجوم المحبوبين لدى الجماهير بالإدلاء بالتصاريح وبالمشاركة في البرامج التثقيفية وإصدار النشرات التوعوية التي من شأنها الارتقاء بالمفهوم العام عند تلك الجماهير.. قبل إصدار أي عقوبة تلحق الضرر بالنادي واللعبة والجمهور.