في ليلة حصول الهلال على بطولة الدوري.. كان أهم المعنيين بها شاعر الأغنية الجميلة إبراهيم خفاجي، الذي أنشد منذ عشرات السنين: إذا لعب الهلال، فخبروني فإن الفن منبعه الهلال وكأن شاعر الحجاز الكبير يوجه الدعوة العامة لكل المنحازين للعب النظيف للاستمتاع بحفلة نهاية الموسم التي جمعت قطبي الكرة السعودية الراهنة الاتحاد والهلال، والتي شهدتها جدة.. غير، تلك التي ينزعج لها كامل طاقم قبائلية الكراهية.. المتشدقين بالرياضة.. والرياضة بريئة منهم، ولا دخل لها بهم، ولا علاقة لهم بها.. ولا هم يحزنون. ياسر القحطاني.. كوكب الجنوب العريق المرتدي لفانلة الهلال وزملائه من نجوم الكرة السعودية الشباب كالفريدي والدوسري والزوري ونامي والمرشدي والكلثم والمفرج الصغير والسعود والذياب وسرور.. أفرحوا شيخ الرياضيين السعوديين ومعه مدرج الشعب الكبير عندما أكدوا أن نبع الكرة السعودية مستمر في دفقه وعطائه يمد الملعب السعودي بمزيد من مواهب الكرة الذين سيسهمون في استمرار نهضة الكرة الخضراء.. في لقاء جدة التاريخي، نال نادي الشعب الكبير بطولة المسابقة الكبرى، وأودعها في سجله الإنجازي.. للأبد. وفي نفس الوقت ودّع وللأبد.. (خرافة) ظل أصحابها لا يكلون ولا يملون من تنسيج وهمها، والترويج لها بكل ما يملكون من حيل ووسائل.. تعوّض ما يفقدون، وتبرر ما يفتقدون له من نتاج يحتاج إلى بداية ورعاية، وعلم وعمل.. تماماً تماماً كالفلاح الذي يحرث ويبذر.. فيحصد.. وليس كالفلاح الذي يريد محصولاً بلا جهد ولا بذل ومحصول بدون حرث وبذر وسقي وعناية.. وربما بلا تربة، فقط الاعتماد على جهود الغير.. وربما الاعتماد على عمالة عاجلة، وأسمدة كيماوية.. لإنتاج محصول.. أي حاجة! ومن يريد أن يعرف كيف يتكون إنتاج الهلال الفاخر، عليه أن يتذكر -مثلاً- أن الهلال سبق الجميع ومنذ عشرين عاماً عندما أسس مدرسة الهلال التي أسسها رمز الهلال المحبوب بندر بن محمد والتي قوبلت بالاستخفاف والتعليق الساخر، ممن لا يؤمن بالعلم والعلمية في العمل والإنتاج، إنما يكون رهينة لنواميس الراهن التقليدي والمتوارث. يتعامل الهلاليون بفضل العلم والعالمية مع المستقبليات ولا يعتمدون على فهلوية الإدارة أو الإدارية الفهلوية ولهذا تسيدوا المشهد الرياضي، وأصبحوا أصحاب السجل الأفضل.. وببون شاسع عن البقية. (خرافة) الفهلوية التي وأدت نفسها ليلة الدرع الكبرى.. هي تلك التي تعلقت باستماتة بحكاية التشكيك بإنجازات الهلال، والإيهام بأنه مدعوم، ويحظى بمؤازرة التحكيم ومجاملة أمانة الكرة والانضباطية والفنية.. وكل شيء! لكن (الخرافة) بلعت لسانها.. أمام مدرج الرياضة السعودية، وتأكد المغشوشون بها أنها (أكذوبة.. منقاش).. الذي صدقه المغشوشون به أن أسقط (الكوبرا) ببندقية عصملي! ومدرج الرياضة السعودية المتابع للذي يحدث.. اكتشف الحقائق.. واحدة.. وراء أخرى.. ليعرف بالفعل من الداعم والمدعوم والمدلل. وتأكد له أن فانلة الهلال هي من فقدت بطولات وحقوق.. بفضل دعم ودعامات فنية وتحكيمية وتنظيمية وفهلوية لا تكل ولا تمل في إعاقة الهلال وسلبه بطولات قاب قوسين منها.. بدءاً من خطف لاعبين وإفساد صفقات وتأليب حكام والاستحواذ على قنوات وصفحات الرياضة الأرضي والفضائي.. يقول الأديب والناقد الشهير عبدالله بن بخيت: الهلال يزداد جماهيرية بعكس ما يخطط ويعمل له غيره.. لأنه يعمل بمنهجية علمية، ولما يمتلكه من قاعدة شعبية.. عارمة، لا تشترى.. ولا يدلس عليها.. تهنئة لكل الهلاليين بطولة جاءت في موعدها، كسبت بطولة، ووأدت خرافة ظل أصحابها ينسجونها سنوات عديدة.. تهنئة لإدارة الهلال التي قدمت جهداً تشكر عليه، وتهنئة كبرى لوالد الهلاليين هذلول بن عبدالعزيز ولمؤسس الهلال التاريخي عبدالرحمن بن سعيد.. ولكامل مدرج الرياضة النظيفة.. أسئلة * أبارك للاعب نادي النصر المميز سعد الحارثي حصوله على شهادة البكالوريوس في تخصص التربية البدنية. حصول لاعب الكرة السعودية المحترم على هذا التحصيل العلمي تأكيد على مدى ما حدث في الكرة السعودية من نقلة تطورية علينا أن ندرك قيمة وأهمية وجودها وما تحتاجه هذه المرحلة الجديدة من سيادة العلم والعلمية ووضع حد لهيمنة الفراسة والتقليدية في العبث بشؤون الرياضة. السؤال: متى يكون سعد الحارثي رئيساً لناديه وأمثاله كثيرون ممن يملكون ويمتلكون (الأحقية) أكثر من غيرهم.. أقصد اللاعب الرياضي المؤهل.. فجر ذلك.. قادم، مهما حاول المتنفذون والأقوياء في منع ذلك.. * من 40 - 60 مباراة محلية ضمن المسابقات التنافسية يخوضها نادي الكرة في أوروبا. سؤال: هل الوقت قد آن للأخذ من تجارب الآخرين الأكثر تطور رياضي، من خلال الاستعانة بهم كخبراء ومستشارين لترتيب الفوضى التي تعاني منها المسابقة المحلية؟! المفروض أن هذا.. حدث منذ عشرة أعوام ويزيد! * انتشرت في الملعب السعودي ظاهرة (السجود) من قِبل اللاعبين عند تسجيلهم للهدف، وهي تعبير فرائحي مقلد وفد لنا من ملاعب مصر.. الاخوانية. الشيخ الفوزان يرى أن هذا الفعل (بدعة). شخصياً، أعتقد أن هذا التعبير لا يجب أن يخرج من إطاره الرياضي.. وأن نتعامل معه على أنه اختيار شخصي.. لكن في نفس الوقت علينا الانتباه من خطورة حشر الدين في الرياضة..