ستكون مهمة إعادة كأس دوري أبطال آسيا لكرة القدم إلى الخزائن العربية على عاتق الوحدة الإماراتي والهلال السعودي والكرامة السوري بعد أن اقتصر الحضور العربي عليها فقط في ربع نهائي النسخة الخامسة. وترتبط مسابقة دوري أبطال آسيا منذ انطلاقها بحلتها الجديدة في موسم 2003 بعلاقة وطيدة مع منطقة غرب آسيا، وتحديداً مع الفرق العربية، التي بسطت سيطرتها عليها بشكل واضح فاحتكرت الألقاب الثلاثة الأولى، وافلت منها لقب النسخة الماضية عند المحطة الأخيرة. وارتفعت وتيرة المنافسة لفرق شرق آسيا بشكل ملحوظ للقبض على البطولة، فذهب اللقب للمرة الأولى إلى شونبوك الكوري الجنوبي في النسخة الماضية على حساب الكرامة السوري بعد أن فاز عليه في سيول 2 - صفر وخسر أمامه في حمص (1 - 2). وللتذكير فقط، فإن شونبوك انتزع اللقب رغم وجود خمسة فرق عربية في الدور ربع النهائي، وهي فضلاً عن الكرامة والاتحاد السعودي حامل اللقب في حينها، القادسية الكويتي والعين الإماراتي والشباب السعودي.. وبالتالي فإن المهمة في النسخة الحالية أمامه صعوبات كون الحضور العربي تراجع إلى ثلاثة فرق فقط، ستصطدم بمنافسة قوية من شونبوك الذي سيبدأ مشواره من ربع النهائي مباشرة حسب لوائح البطولة، وأوراوا رد دايموندز وكاوازاكي اليابانيين، وسيونغ نام الكوري الجنوبي وأصفهان الإيراني. وافتقدت منطقة غرب آسيا هذه المرة أفضلية وجود حامل اللقب منها، كما أن أصفهان انتزع بطاقة المجموعة الرابعة من الشباب السعودي بعد أن تفوق عليه في المباراة الحاسمة بهدف للا شيء في إيران، وهي النتيجة ذاتها التي كان عاد بها من الرياض في مباراة الذهاب. وقد يكون الخطر الأبرز على الفرق العربية من سيونغ نام الذي قدم عروضاً قوية في الدور الأول من المسابقة، كما أنه حقق 18 فوزاً متتالياً في الدوري الكوري الجنوبي ويتصدره بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه. 3 تحديات مختلفة اللافت أن لكل من الهلال والوحدة والكرامة تحديه الخاص الذي يسعى إلى تحقيقه، فالهلال الذي فشل في الوصول إلى الدور النهائي للمسابقة حتى الآن، يريد التأكيد على أنه لا يقل عن مواطنه الاتحاد شأناً، وأنه قادر أيضاً على إحراز اللقب والمشاركة في بطولة العالم للأندية في كانون الأول - يناير المقبل. وتوج الاتحاد بطلاً لأندية آسيا مرتين، عام 2004 على حساب سيونغ نام بالذات، و2005 بتغلبه على العين الإماراتي، وحصل في العام الماضي على فرصة المشاركة في بطولة العالم للأندية ممثلاً لقارة آسيا فحقق فيها إنجازاً بتأهله إلى نصف النهائي قبل أن يخسر أمام ساو باولو البرازيلي الذي فاز لاحقاً باللقب. مدرب الهلال هو البرازيلي ماركوس باكيتا الذي استغنى الاتحاد السعودي عن خدماته بعد أن قاد المنتخب في كأس العالم في ألمانيا الصيف الماضي وخرج فيها من الدور الأول، ودورة كأس الخليج الثامنة عشرة في أبو ظبي في كانون الثاني - يناير 2007 وخسر فيها أيضاً في نصف النهائي أمام أصحاب الأرض (صفر-1). والوحدة الذي يبلغ ربع النهائي للمرة الثانية يسعى بقوة إلى حذو حذو العين ومتابعة طريقه إلى الدور النهائي للبطولة أملاً في إحراز اللقب وخوض بطولة العالم للأندية. والعين كان أول فريق يدون اسمه في سجلات البطولة في نسختها الأولى عام 2003 حين تفوق على تيرو ساسانا التايلاندي في الدور النهائي، الذي بلغه مرة ثانية عام 2005 قبل أن يسقط أمام الاتحاد السعودي.. ولا يزال الوحدة في السباق لاستعادة لقب بطل الدوري المحلي إذ يحتل المركز الثاني برصيد 42 نقطة، بفارق نقطتين خلف الوصل، وذلك قبل المرحلة الأخيرة المقررة الأحد المقبل، التي يحتاج فيها إلى الفوز وخسارة المتصدر لتحقيق هدفه.. ورفض الكرامة الخروج من الدور الأول للمسابقة بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من تسطير إنجاز تاريخي في الموسم الماضي بوصوله إلى الدور النهائي. وكانت الأمور تميل لمصلحة نفيتشي الأوزبكستاني الذي تصدر المجموعة الثالثة معظم فترات الدور الأول قبل أن يقلب الكرامة عليه الطاولة في حمص حيث يحظى بدعم جماهيري كبير فحقق فوزاً مطلوباً بهدفين نظيفين في الجولة السادسة والحاسمة منتزعاً بطاقته إلى ربع النهائي. وكانت كلمات مدرب الكرامة محمد قويض في محلها عندما قال: (نملك خبرة كبيرة في هذه البطولة إذ سبق أن لعبنا فيها مباريات قوية)، مضيفاً (كما أن لاعبي فريقنا يتمتعون بالموهبة).. الكرامة اختبر الطريق إلى الدور النهائي، وبالتالي فإن هدفه الجديد بات اجتياز الخطوة الأخيرة وإحراز اللقب.. وتُقام قرعة الدور ربع النهائي في 13 حزيران - يونيو المقبل في كوالالمبور.