لم يكن حصول فريق الأهلي على كأس الأمير فيصل بن فهد بعد تغلّبه على الاتحاد فوزاً جاهد فيه لاعبو الأهلي للوصول إليه، بل جاء طوعاً للأهلاويين بعد أن سطَّروا ملحمةً كرويةً في فعلها ومضمونها وضربوا المستطيل الأخضر بأقدامهم التي لم تترك شبراً في الملعب إلا ومرَّت عليه من خلال صور من السيطرة الأدائية والاستعراضات المهارية والتفوّق الكامل الذي أجبر لاعبي الاتحاد على رفع الراية البيضاء وإعلانهم الاستسلام وعدم القدرة على المجابهة وحتى وهم متأخرون بثلاثة أهداف ليتراجع الفريق الاتحادي إلى حماية مناطقه الخلفية مع بعض التلميحات لإضاعة وقت المباراة وكأنهم يريدون إيصال رسالة للاعبي الأهلي مفادها (مبروك عليكم الكأس.. وثلاثة كفاية). * الانتصار الأهلاوي جاء هذه المرة علقماً على الاتحاديين وبمثابة المفاجأة، بل الصاعقة التي أصابت الاتحاديين بالذهول لأنهم حضروا إلى استاد الأمير عبد الله الفيصل بجدة أعضاء شرف وإدارة وجماهير وهم يمنّون النفس بفوز يزور فيه لاعبو الاتحاد الشباك الأهلاوية لعدة مرات ويحقّقون نتيجة تاريخية. * في المقابل كان الخوف قد ضرب جذور قلوب الأهلاويين التي أرهقها القلق والتفكير منذ أن تأهل الأهلي والاتحاد إلى نهائي المسابقة حتى إن بعض الأهلاويين عبَّر عن حزنه بعد الفوز على القادسية وتأهل فريقه لملاقاة الاتحاد خاصة بعد أن قدَّم لاعبو الأهلي أداء متواضعاً في لقاء القادسية وتأهل الأهلي بشق الأنفس خلال ركلات الحظ الترجيحية. * وفق ثنايا هذا المشهد المتباين إلى درجة كبيرة من التفاؤل وثقة اتحادية في أعلى درجاتها، وخوف وقلق أهلاوي قد أخذ مداه.. حينها تدخل حكماء الأهلي ورجاله لوضع الوصفة والطريقة ليأخذوا بأيدي شباب الأهلي ويقفوا معهم في المواجهة التاريخية.. ويبدأ الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز عضو شرف الأهلي وقلبه النابض الذي وقف على استعدادات الفريق وكانت اتصالاته المتواصلة سبباً رئيسياً في إعادة الصياغة لنفسيات اللاعبين وتهيئتهم المعنوية لتتواصل زيارات أعضاء الشرف يتقدّمهم رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي.. وتقوم إدارة الأهلي برئاسة أحمد المرزوقي بدورها كاملاً، فقد قامت بالاجتماع مع اللاعبين في بداية الاستعداد لنهائي كأس الأمير فيصل بن فهد وركَّزت على التهيئة المعنوية والجانب النفسي المهم في لقاءات الكؤوس مدعمة ذلك بإحضار اثنين من الإخصائيين النفسيين والالتقاء باللاعبين وتوعيتهم وإرشادهم إلى كيفية التعامل مع الضغوط والمؤثرات النفسية خلال المباراة والتعامل الأمثل معها وتحويلها إلى إيجابيات لتساهم في ثبات واستقرار اللاعبين وتجهيزهم من النواحي النفسية وذلك بعد أن اطمأنت الإدارة على الجوانب الفنية والجاهزية البدنية واللياقية في ظل وجودها اليومي في التدريبات والتقاء المرزوقي واجتماعه المتواصل مع مدرب الفريق نيبوشا والجهاز الإداري. * في عز الجدية والتركيز الأهلاوي كان المعسكر الإعلامي الاتحادي الموالي للرئيس يساهم كثيراً في الإطاحة بفريق الاتحاد بعد أن نفخ في أبواق المديح لرئيس النادي واعتبار ديمتري ساحر التخطيط، واللاعبون وصفوا بالأوصاف المبالغ فيها، ما يشير إلى أنهم أباطرة الكرة في العالم وأنهم لا يمكن هزيمتهم وأنهم سيخوضون نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد ويحققون الفوز بكل سهولة، وأن الكأس اتحادية (100%) وكل ما في الأمر هو العامل الزمني لرفع لاعبي الكأس. وسط هذه الأجواء اقتربت ساعة الصفر وقبل ساعات من اللقاء تحرَّك صنَّاع القرار في الأهلي ولتعميق الجانب المعنوي واللعب على وتر النفسيات كآخر الأوراق الرابحة الأهلاوية تم التوصل مع إدارة الهلال إلى اتفاق ينتقل بموجبه اللاعب عبد الله الجمعان بنظام الإعارة للنادي الأهلي.