من هناك,, من مدينة هاتنج في شمال غرب ألمانيا,, ومن مصحة هلتهاوزن بالذات,, كتب لي الصديق الغالي الوفي اللواء عبدالله بن دليم البدراني,, ذلك الشاعر الذي لا يظهر شعره إلا عند الضرورة القصوى,, ولا تتضح صداقته إلا عندما تنزل الملمات,, أقول: كتب إليّ أبو بدر من هناك عشرة أبيات صادقة مثل صدقه وصداقته، بعد أن فقد ابنته الغالية ندى,, على إثر حادث فاجع على طريق بريدةحائل قبل حوالي ثلاثة أشهر. وكان صديقي قد بعث لي بقصيدته وهو يلازم زوجته في المصحة في ألمانيا,, وهي التي أصيبت أيضاً في نفس الحادثة,, وكنت أنا كذلك مقيماً في مدينة هنف بألمانيا في حالة مماثلة. كتب عبدالله البدراني يقول: يا بو محمد,, تعبت وبانت الخله غربه,, وكربه عسى ربك يسهلها والحال يا صاحبي بالحيل,, مختلَّه ما تنتعدَّل,, ولو حاولت أعدلها ثلاثة أشهر,, وأنا كني على ملَّه كني على النار تصلاني ملايلها من يوم غابت ندى واعضاي منشله ومصيبتي في خفايا الروح شايلها والعين عن لذَّة المهجاع منعلَّه ما ليل,, ما يوم,, كفَّت عن همايلها في درب حايل,, لعل السَّيل ما عله راحت حشاشة فؤادي ما فزعتلها لو أعلم الغيب,, ما سرَّيتها لله لاعاد مسرى بريدتها,, لحايلها وش عاد لو شلت أنا عنها العنا كله واتعبت نفسي ومن حايل سريت إلها لكن الأقدار مكتوبات بسجله ما للمخاليق عنها,, ما يحولها وصلاة ربي على المختار للملَّه ما لاح برق المزون,, وهلّ وابلها عندها كتبت مجيباً: يا من بعث بالرسايل,, قبل ما أرسل له لا هنت,, يابادي الشكوى,, ومرسلها لا هنت يا معذِّب الفنجال,, والدله لين أتعبت بالمساوق كف عاملها يا للّي هلا,, وسهلاً,, بالضيف طبع له طبيعة فيه لضيوفه مسبلها اللي على هاجسي وقته شكا جلِّه مما جرى له من الدنيا,, وحاصلها حتى الأحاسيس والنجوى,, تداعن له وعيوني المتعبات انهل هاملها استرسل الجاري المدرار باكٍ له يوم اشتكى,, سبَّلت عيني بلا يلها حيث إن أبو بدر صافٍ لي,, وصافٍ لَّه روحي,, ثلاثين عام وزود نازلها ما عمره أخلف وفاه,, ولا اختلف دله صداقته لي,, من أولها,, مواصلها لعل ما جاه في دنياه,, فادٍ لَّه واللي توارت عسى الجنة منازلها يا بو بدر,, ما على دنياك من هلَّه دنياك ما يأمن العاقل ختايلها ما دام فيها ولا دايم على حلِّه تعطي,, وتأخذ عطاياها,, بكاملها والختم,, يا صاحبي,, لو بانت الخله أصبر,, وصابر,, عسى ربك يسهلها عايض بن محمد العتيبي ** المحرر: سعدنا بتواصل الشعر,, والشعراء مع الجزيرة وان يختار الزميل عايض العتيبي الجزيرة ومداراتها لنشر جديده الذي أهاجه اللواء الشاعر عبدالله بن دليم البدراني الذي فجع برحيل فلذة كبده,. وما خلّفه ذلك الحادث المفجع من إصابات بعض أفراد عائلته رحم الله من مات,, وشفى بمنه وكرمه المصابين منهم. أقول: أسعدنا التواصل,, وآلمنا ما بثه البدراني من شجن في أبياته العشرة المؤثرة,, لتجد التجاوب الوافي من الصديق الوفي. وسيكون لي تعليق في عدد قادم على القصيدتين ان شاء الله.