* تشكل السياحة صناعة هامة وسريعة النمو في كثير من الدول وتعد مصدراً هاماً من مصادر الدخل القومي ورافداً من روافد التوظيف وتتميز المملكة بغنى وتنوع ثرواتها ، وتكتسب خدمات السياحة الداخلية بعداً إضافياً لكونها وسيلة من الوسائل الفعالة للمحافظة على التراث والقيم السائدة بالمملكة ، فضلاً عن ذلك فإن تنمية السياحة بالمملكة تتسق مع الأهداف الرئيسية للتنمية الاقتصادية بعيدة المدى الرامية إلى تنويع القاعدة الاقتصادية وتعزيز مصادر الدخل وتوفير الفرص للعمالة الوطنية ، وقد شهدت كثير من المناطق السياحية بالمملكة تطوراً ملحوظاً خلال فترة خطط التنمية الخمسية وكانت استجابة القطاع الخاص في هذا الصدد ايجابية ويرجع ذلك إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الرشيدة لدعم القطاع السياحي وتنميته وعلى رأسها القائد الباني مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه وهو أول من نادى بأهمية الاهتمام بالسياحة الداخلية وقد تمثل ذلك مؤخراً بصدور الأمر السامي الكريم بإنشاء الهيئة العليا للسياحة التي يرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وتم تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أميناً عاماً لها بمرتبة وزير لتتولى هذه الهيئة المسؤوليات المتعلقة بتنمية السياحة وتطويرها وتنظيمها وفق استراتيجية تطوير السياحة والتي بإذن الله سوف تقوم بتطوير القطاع السياحي إلى واحد من أكبر القطاعات الاقتصادية القادرة على إيجاد موارد ذاتية ومشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة وتطوير مناطق الجذب السياحي وأماكن الترفيه بما يتماشى مع مكتسبات المملكة الطبيعية والتاريخية والاجتماعية. ومدينة الطائف مصيف المملكة الأول وعروس المصايف يكسبها موقعها المتميز واعتدال مناخها صيفاً وجمال طبيعتها ووجود الكثير من الآثار التاريخية بها إضافة إلى توفر الهياكل الأساسية والبنى التحتية وتوفر سياسات الدعم والتشجيع وتوفر الأسواق وآلياتها والمزايا النسبية هذه مجالاً واسعاً لقيام صناعة سياحية تعمل لاستغلال هذا العنصر وذلك لأن المشاريع السياحية المقامة حالياً أقل بكثير مما يمكن أن تستوعبه المنطقة وما تزال الفرص الاستثمارية في هذا المجال كثيرة جداً ، ومما يشجع على الاستثمار السياحي أن الصرف على السياحة بين المواطنين بالمملكة يستأثر بنصيب غير قليل من دخل الأسر إذ يقدر إنفاق السعوديين على السياحة بحوالي 30 بليون ريال سنوياً وان نصيب السياحة الداخلية لا يتعدى 24% من ذلك ، ومنذ سنوات مضت استشعر عدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال في محافظة الطائف أهمية وجود شركة مساهمة ذات إمكانيات مالية واسعة تستطيع تجميع فوائض رؤوس الأموال ومدخرات المواطنين واستثمارها في مشاريع مجدية قد لا يستطيع الفرد القيام بها. أصبحت هناك قناعة بأن مثل ذلك التوجه سيكون له تأثير ايجابي واضح على الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في المحافظة. وصدر القرار الوزاري بتأسيس شركة الطائف للاستثمار والسياحة لتقوم بمشاريع البنية الأساسية للسياحة الداخلية لخدمة المصطافين وصناعة السياحة الداخلية. والشركة وهي تنفذ مشروعها الأول تتطلع لتكرم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني حفظه الله بوضع حجر الأساس لمشروع تلفريك الهدا ، الذي وقع عقد تنفيذه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ، الرئيس الفخري للشركة مع شركة دوبلماير النمساوية والذي يعتبر أكبر مشروع من نوعه في الشرق الأوسط ومن أكبر خمسة مشاريع على مستوى العالم حيث يربط بين منطقتي الهدا والكر بامتداد طولي 4200 متر ، ويحتوي على العديد من عناصر الجذب السياحي والذي سيتم افتتاحه صيف العام القادم بإذن الله تعالى ليكون أحد أبرز معالم المشاركة الفعالة من القطاع الخاص في ميدان التنمية السياحية. وكل صيف والطائف المأنوس ومصطافيه بخير, الامير تركي بن محمد بن عبد العزيز بن تركي آل سعود