أنهى المؤتمر العالمي العاشر الذي تنظمه الندوة العالمية للشباب الإسلامي في القاهرة أعماله مساء أمس بحضور شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ونخبة من المسؤولين والعلماء والمفكرين من (90) دولة من مختلف العالم. وألقى الدكتور أحمد سيف الدين المتحدث الإعلامي للمؤتمر التوصيات الختامية للمؤتمر والتي تناولت عدداً من المحاور وهي: الأول: الأسس النظرية لبناء المستقبل - الانطلاق في تأسيس وبناء قواعد البناء المستقبلي لشباب الأمة من النهج الشرعي القائم على الهدي القرآني، والسنة النبوية الصحيحة، والاستئناس بمناهج المصلحين. - العناية بالدراسات والبحوث المتعلقة بالتربية الخلقية للشباب وفقاً للمنظور الإسلامي بما يناسب المراحل التعليمية المختلفة. - العمل على تضمين برامج التربية الخلقية ضمن مناهج الإعداد الأكاديمي لطلاب الجامعات في مختلف تخصصاتهم. - اعتماد التنمية الفكرية أسلوباً لحل مشكلات الشباب الاجتماعية والنفسية ورفع سقف اهتماماتهم تجاوزاً لهيمنة النسق القيمي المعرقل للتنمية والبناء. الثاني: تشخيص واقع الشباب استهدف هذا المحور واقع الشباب اليوم بالدراسة والتحليل في كل الميادين للخروج بنتائج تدعم الإيجابي من هذا الواقع، وتعالج السلبي منه معالجة علمية هادفة، ويوصي المؤتمر في هذا المحور بالتالي: - تشجيع الشباب على بناء شخصياتهم من خلال الحوار وإبداء الرأي والصراحة المنضبطة وحرية النقاش، والتفاهم معهم، وقبول آرائهم إن كانت ذات قيمة معرفية دون النظر إلى سنهم وتجربتهم. - ضرورة إيجاد وحدات إرشادية تضم عدداً من الخبراء والاختصاصيين على المستوى النفسي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي والعلاجي في أماكن تجمعات الشباب مثل المدارس والجامعات والمعاهد، وبعض المؤسسات ذات الكثافة الشبابية. - توحيد جهود المنظمات والمؤسسات الشبابية والتربوية للعمل في دعم ارتباط الشباب بالقيم الإسلامية، وتقوية الثقة وتأمين أجود الوسائل الحديثة لتنمية المهارات النافعة وإشراك الشباب في مهام قيادة المجتمع وتوجيههم للاختصاصات العلمية المتطورة بعد تسليحهم بالعقيدة الصحيحة والأخلاق الفاضلة. الثالث: أسس التخطيط للمستقبل: جاء المحور الثالث خادماً لأسس التخطيط للمستقبل، ذلك أن التخطيط السليم هو الذي يقود بعون الله تعالى إلى تحقيق المقاصد والأهداف والغايات، والشباب أحوج ما يكون إلى التخطيط الإستراتيجي لبناء مستقبله وقادم عمره وحياته.. وأهم توصيات المؤتمر في هذا المحور هي: - العناية بالتخطيط الإستراتيجي ورسم السياسات ووضع الإجراءات التي تكفل استغلال الموارد المتاحة وفقاً لأولويات معينة تحدد على أساس مدروس لتحقيق مستقبل أفضل للشباب. - ربط التخطيط المستقبلي بقيم الإيمان والتصور الإسلامي للكون والحياة والإنسان، ذلك أن غاية المسلم تمتد إلى الآخرة مبتغياً وجه الله تعالى ورضاه وليست الدنيا إلا مرحلة ذات هدف أولي، لذلك ينطلق التخطيط من هذا التصور الأكمل والأشمل للحياة الدنيا وللحياة الآخرة. الرابع: مؤسسات التنفيذ: مؤسسات التنفيذ هي المؤسسات المعنية بالشأن الشبابي في الجوانب التنفيذية سواء أكانت قائمة فعلاً أو مقترحة، وجاءت توصيات هذا المحور كالتالي: - التواصل البناء فيما بين المؤسسات الدعوية والإفادة من الخبرات والتجارب الدعوية المختلفة، مع حرصها على التقويم المستمر لجهود العاملين فيها، إضافة إلى المرجعية الدورية لنشاطاتها وبرامجها الدعوية ومدى تقدمها أو تراجعها، وقربها أو بعدها من تحقيق أهدافها. - رصد المؤسسات الدعوية وتحليلها لما يصدر عن الجهات والمراكز المعادية للإسلام وما يدخل في ذلك من خطط ومشروعات وتقارير وإحصاءات، لتفيد من كل ذلك في المدافعة والتوقي والاحتياط المدروس. - الإفادة من وسائل الاتصال والتقنية الحديثة في إبلاغ الدعوة من خلال إنشاء مواقع وقنوات تتسم بالتفاعل والحيوية مع روادها والتواصل الإيجابي معهم، وبعدة لغات حية يمكن من خلالها التعريف بالإسلام، والإجابة عن تساؤلات المتصلين ودلالتهم على المؤسسات والمراكز الموجودة في بلدهم للتواصل معها. - التركيز في المنح الدراسية على المجال العلمي والتقني والتطبيقي الذي يمكن الطالب من الحضور المؤثر في أثناء تحركه في مجتمعه المحلي والمشاركة الفاعلة في نهضته وتنميته. - العمل على تحصين الشباب من الاستلاب الثقافي والفكري والانزلاق في متاهات الانبهار والمحاكاة السلبية للآخرين، وذلك بالتجديد المستمر في بنية مناهجنا العلمية والتربوية لمدافعة غزو العولمة ومواكبة مستجدات المعرفة في شتى مجالات. - مراعاة الأولويات والتوزيع العادل المتوازن لفرص المنح المقدمة مع استصحاب مبدأ التنافس على أساس المقدرة الأكاديمية. - الرعاية اللاحقة لطلاب المنح الدراسية بعد تخرجهم وذلك لتحقيق ارتباطهم فكرياً وروحياً بجامعاتهم، والتأكد من قيامهم بدورهم والإسهام الفاعل في النهضة الحضارية في بلدانهم. - التأكيد على دور الشباب المسلم في الدعوة إلى الله من خلال شبكة الإنترنت كإحدى الوسائط المهمة والجاذبة في الوقت الحاضر. - مراعاة أن يكون الخطاب الدعوي للشباب من خلال شبكة الإنترنت مناسباً لهم، ومتوافقاً مع حاجاتهم، ومراعياً لظروفهم الثقافية والسنية. العمل الجاد على الإفادة من الخبرات والطاقات البشرية الإسلامية في الميدان الدعوي ولاسيما لدى فئة الشباب الواعي، والحرص على دعوة العلماء والمفكرين والمختصين في هذا المجال للمشاركة الفاعلة والإيجابية إشرافاً وطرحاً وحواراً ونقاشاً ودعوةً، ورداً على الاستفسارات. - تنمية المؤسسات التعليمية للاتجاهات الإيجابية نحو القراءة والاطلاع، بتوفير خبرات ونشاطات ومناخ يدفع الشباب إلى القراءة والاطلاع وينمي لديهم المهارة التي تساعدهم على الإفادة مما يقرءون بحيث تكون عملية تنمية مهارات القراءة عملية أساسية في المناهج. الخامس: مشروعات في البناء قائمة ومستقبلية يهدف هذا المحور إلى عرض نماذج لمشروعات في البناء المستقبلي للشباب: قائمة أو متوقعة، من أجل تحفيز الأفراد والمؤسسات ذات العلاقة للقيام بمثل هذه المشروعات وتسليط الضوء عليها، ويوصي المؤتمر في هذا المحور بالتالي: - إسهام المؤسسات والمنظمات الدعوية في تنفيذ المشروعات الجامعية الإنشائية وتوسيعها بهدف إيجاد مناخ جامعي معافى للشباب، ولمواجهة الزيادة المطردة في أعداد الطلاب، على أن تجهز هذه الجامعات بالمعامل والمختبرات وإنشاء محطات التجارب العلمية، والخدمات العامة الأخرى، كما تركز على التطوير النوعي للعملية التعليمية بأقل تكلفة ممكنة وأجود أداء، وتوفير جميع الخدمات وأوجه النشاط غير الأكاديمي في هذه الجامعات، مما يجعلها جامعات نوعية تخدم مقاصد الدين وعمارة الدنيا. - يوصي المجتمعون في ختام مؤتمرهم برفع برقيات شكر لمقام فخامة رئيس جمهورية مصر العربية محمد حسني مبارك وإلى الحكومة المصرية كافة وإلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -ملك المملكة العربية السعودية، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود- ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وإلى فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر على حسن رعايتهم وكريم عنايتهم وعلى جهودهم المباركة والمتواصلة في خدمة الإسلام والمسلمين، وعلى دعم الندوة العالمية للشباب الإسلامي لتحقيق أهدافها الإنسانية العظيمة.