شهدت محافظة جدة فجر أمس أمطاراً غزيرة لم تشهدها العروس منذ فترة طويلة مصحوبة بزخات من البرد تخللها رعد وبرق أغرقت شوارع وأحياء المحافظة، وقال شهود عيان: إن الأمطار الغزيرة تسببت في تعطل عدد من السيارات مع بداية الدوامات ليوم أمس، كما شهدت بعض المدارس عزوفا من الطلاب حيث تعطلت الدراسة أمس خاصة في الأحياء التي شهدت تجمع المياه الأمطار وكان لعدم وجود شبكة تصريف توازي حجم الأمطار المنهمرة والسيول الغزيرة دور كبير في عملية تجمع المياه، أما في بقية الأحياء والشوارع فقد امتلأت تماماً بالسيول. يذكر أن أغلب أولياء الأمور منعوا أبناءهم من التوجه إلى مدارسهم خوفاً عليهم من عواقب الأمطار والسيول. وأحالت الأمطار الغزيرة شوارع العروس في دقائق معدودة إلى مستنقعات من المياه لم تجد طريقا للصرف أو مخرجا لها عبر منافذ التصريف سابقة التجهيز. وقد عاش سكان العروس في أحياء كثيرة منها معاناة كبيرة حيث أنهت السيول آمالهم في الخروج إلى مقر أعمالهم - معلقين على أمل أن تجف الشوارع وتعود حركة السيارات إلى طبيعتها. وأبدى المحتبسون في أماكنهم استياءهم نحو عدم وجود تصريف للمياه بشكل فعال وقالوا: كعادة جدة فإنها تغرق (في شبر مويه) ووصفوا الوضع القائم بأنه افسد عليهم فرحة العيد. ساهمت وايتات شفط الصرف الصحي في أحياء كثيرة بإعادة الوجه الطبيعي لشوارع العروس الذي تلطخ ببقايا الوحل والمطر وقامت فرق الإنقاذ بانتشال أعداد كثيرة من المواطنين بسياراتهم وحالات احتجاز مفاجئة في شوارع مختلفة. وقال كل من سالم العمري وعبد الله الأنصاري ومحمد مهداوي إن ما حدث بالأمس مأساة كبيرة وكم كنا نتمنى ألا نخرج من بيوتنا في هذا اليوم بعد أن غرقت جدة بالسيول والتي تسببت في تأخرنا عن أعمالنا حيث منعنا أبناءنا من الذهاب إلى مدارسهم في ظل غرق منازلنا بتلك الأمطار التي رحمنا الله به بعد أن عمت موجة من الغضب في أعماقنا جراء انقطاع مياه التحلية وتساءلوا أيضا عن المسؤول عن هذه الكارثة التي تحدث عند هطول أي قطرة ماء مستائين من الوضع القائم من عملية إتلاف سيارتهم ومنازلهم لعدم وجود المنافذ التي تسهل عملية تصريف المياه بشكل فعال، كما هو موجود في بعض مناطق المملكة. وحاول سكان أكثر من 56 حيا شعبيا في المحافظة إخراج المياه من بيوتهم خصوصا في إحياء غليل والهنداوية والمصفاه وكيلوا 14 وحي مشرفة والعديد من الأحياء الأخرى.. فيما عزلت الأمطار حي الرويس عند الجهة المقابلة لشارع فلسطين. ولم تختلف الصفا والسامر والبغدادية عن سابقتها حيث تضرر السكان من السيول المنهمرة والتي دخلت إلى بعض البيوت. وأكد مدير عمليات الدفاع المدني بمحافظة جدة العقيد عبد الله جداوي على أن إدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة يوم أمس استنفرت كافة إمكانياتها البشرية والآلية بعد أن تلقت تحذيرا بهذه الأمطار من مصلحة الأرصاد وحماية البيئة وبالتنسيق مع أمانة محافظة جدة والتي أسهمت في عملية مباشرة الحوادث الناجمة عن الأمطار بشكل فعال حيث كان انهيار مبنى يقع بجنوب دوار البيعة من أكبر كوارث هذه الأمطار وقد تم رصد 35 حالة التماس كهربائي و3 حالات احتجاز لباصات طلاب المدارس داخل مياه السيول، كما شهدت إحدى المدارس الثانوية التماسا كهربائيا في جميع عدادت الكهرباء بها وقد تم توزيع فرق الإنقاذ حسب أهمية المناطق التي تتجمع بها السيول والمرصودة لدينا مسبقاً حيث تم إنزال عشر فرق إنقاذ ميدانية وذلك بهدف أن تكون قريبة من مواقع الحدث نظير الربكة التي حدثت في عملية الحركة المرورية، وكذلك شاركت جميع فرق السلامة والتي قدرت ب17 فرقة في عملية المسح الميداني وتمرير المعلومات إلى غرفة العمليات كي يتسنى لهم معرفة كل ما يحصل في الميدان. إلى ذلك استغل عدد من العمالة الوافدة من أصحاب الليموزينات والونشات والبناشر هطول الأمطار حيث عبروا عن ذلك بقولهم بأن هذا موسم جيد لهم وذلك من خلال عملية رفع الأسعار ووصلها درجة اللامعقول التي شهدتها العروس يوم أمس بعد هطول الأمطار حيث إن عملية سحب سيارة من داخل المياه قد تستنزف من جيب مالكها مايقدر على أكثر من 500 ريال خلاف الأعطال التي قد تسببها دخول تلك الأمطار إلى داخل مركباتهم، وأما سائقي الليموزينات فأصبحت أسعارهم خيالية بشكل لا يمكن توقعه مهما كانت الظروف حيث إن أقل مشوار لأقل مسافة قد يصل إلى خمسين ريالا.