بالأمس القريب فقدت والدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وها أنذا اليوم أفقد والداً آخر لي، فقد فجعت كما فجع الجميع بخبر وفاة سمو الأمير سعد بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ومن لا يعرف الأمير سعد لا يعرف معنى الوفاء والعطاء والمحبة والإخلاص والتواضع والنزاهة وحسن الخلق، إذ يعجز اللسان عن الوصف، وتعجز الأقلام عن كتابة أفضاله وصفاته، إذ لا يذكر اسمه في مجلس إلا ويذكره الجميع بالخير، فهو يحب الجميع ويحبه الجميع، فقد كان أول من يقوم بأداء الواجبات من زيارات للمرضى، وواجبات العزاء، وحضور المناسبات، فضلاً عن أنه كان يعطي كل ذي حقٍ حقه الصغير والكبير، الفقير والغني، فالكل عنده سيان، وعندما قدم لي العزاء في وفاة والدي دمعت عيناه، فكانت هي الطمأنينة والسكينة على قلبي لتسكين مصيبتي، حقاً لقد كان الأمير سعد نادر الوجود، وإذ أعزي أبناء الفقيد وبناته وحرمه وأحفاده وأسرة آل سعود جميعاً، فلأنهم فعلاً فقدوا وفقدنا معهم فارساً مغواراً وشهماً لا يمكن تعويضه في هذا الزمان، هنيئاً لك يا سمو الأمير سعد، بكل هذا الحب والوفاء والعرفان الذي رأيناه في حب الناس لك وتهافت الجميع على حضور الصلاة عليك واحتشادهم في منزلك لتقديم واجب العزاء، فقد قدمت الكثير والآن فأنت تستحق الكثير، (من أحبه الناس أحبه الله)، (والناس شهود الله في أرضه)، وكل ما نستطيع تقديمه الآن هو الدعاء لك بالرحمة والمفغرة والثبات عند السؤال، (اللهم ثبته عند السؤال، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم جازه بالإحسان إحساناً وبالتقصير عفواً منك وغفراناً، اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وقه عذابك يوم تبعث عبادك، وأسكنه في جناتك جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، واجعل البركة في ذريته، واستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه). وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.