لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يدخل فريق النصر هذا الموسم الجديد الذي لم يمضي عليه سوى أربعة أسابيع بهذا الشكل السيئ، ولم تكن تتوقع جماهيره أن يقدم الفريق هذه النتائج مع بداية الدوري، والتي علقت آمالها بالفريق بأن يعيد لها أمجاداً سواءً هذا الموسم أو المواسم المقبلة بالإدارة الجديدة الحالية. لم تكن تتوقع هذه الجماهير أن يستقبل فريقها هذا الموسم بخسائر كبيرة ومتتالية من أقوى الفرق وأضعفها وبمستوى لا يسعد قريباً ولا بعيداً. فحال فريق النصر هذا الموسم مختلف عن بقية المواسم، فالفريق أعلن منذ البداية إشارة خروج من الموسم وانهيار حقيقي واضح من أول المباريات بعكس المواسم السابقة التي يخرج منها في المراحل المتقدمة من البطولات. الجماهير الصابرة حضرت ولم تقدر جماهير (الصبر) أثبتت أنها هي التركة الوحيدة التي بقيت بعد موت فريقها، والتي حضرت وآزرت طوال العشر سنوات العجاف التي لم تر بطولة تسد رمقها وتروي عطشها، هذه الجماهير لم تستطع أن تتمالك أعصابها وانقلبت على فريقها الذي لم يقدرها سواءً لاعبين أو إدارة.. ومن الواضح أن اللاعبين والإدارة تعودوا على هذه الخسائر وأصبح عندهم مناعة من التأثر من الخسائر وأصبح الجمهور هو (المتورط) بهذا الفريق الذي عاش معه سنوات ذاق فيها الأفراح والليالي الملاح. تنسيق اللاعبين ليس هو الحل مع أول خسارة وبعد رباعية الفيصلي الشهيرة الصاعد من دوري الدرجة الأولى قامت الإدارة بغربلة الفريق وكان من ضمن الغربلة تنسيق ستة لاعبين واتهامهم بأنهم سبب الخسارة برباعية من الفيصلي، والجميع يعرف أن هؤلاء الستة لم يلعب منهم إلا لاعب واحد فقط في هذه المباراة وتم الاعتماد بعدها على الصف الثاني ولم تكن الإدارة تعرف أن اللاعبين هؤلاء لن يستطيعوا أن يعيدوا الفريق إلى وضعه وثبت ذلك بعد ثلاثية الاتحاد ثم الأهلي، فالبديل أصبح أسوأ من اللاعبين الذين تم الاستغناء عنهم!. يوسف وقتل اللاعبين.. وسلوكيات محيسن معهم جميع المباريات التي لعبها الفريق بقيادة المدرب الوطني يوسف خميس لم تثبت على تشكيلة معينة فأصبح الفريق بدون هوية أو ملامح، فأصبح يلعب بالبركة وب(العك) الواضح ولم ينته بيوسف الأمر إلى هذا الحد بل أصبح سبباً في تدني مستويات بعض اللاعبين ممثلاً في المهاجم عبدالرحمن البشي الذي ظهر هذا الموسم بمستويات فنية جيدة في المباريات التي لعبها أصبح أسيراً لدكة الاحتياط وحل مكانه المهاجم سعد الحارثي الذي لم يكن في مستواه المعروف لأسباب تعرفها الإدارة ويعرفها يوسف فبهذا الأسلوب قتل يوسف لاعبين برأيه الفني.. وليس البشي والحارثي فقط بل هناك أيضاً لاعبون يعانون من مشاكل نفسية وإدارية ويطلب منهم اللعب وتقديم مستويات جيدة في الملعب رغم ظروفهم. وأيضاً مدير الفريق الكابتن محيسن الجمعان والذي تم استبعاده الموسم الماضي بسبب تصاريحه وطريقته في التعامل مع اللاعبين والإعلاميين (الفوقية) تم استدعاؤه هذا الموسم من قبل الإدارة التي أقالته الموسم الماضي لأسباب غير معروفة حيث تعجب الكثير من هذا التصرف من الإدارة، فقد أبدى كثير من اللاعبين استياءهم من طريقة تعامل محيسن معهم وأيضاً الإعلاميين والذين اتهمهم الموسم الماضي بسرقة الجوالات من غرفة الملابس. النصر مركز تأهيل للبرازيلي (دينسلون) من المعروف في أنحاء العالم بأن مراكز التأهيل الرياضي تتقاضى مبالغ مقابل تأهيل أي شخص لكن نادي النصر هذه المرة خالف القاعدة، فبعد التعاقد مع اللاعب العالمي دينلسون بمبلغ كبير واستغراب الكثيرين قبول اللاعب الاحتراف في الملاعب السعودية اتضح بأن اللاعب بعيد كل البعد عن الكرة ومنقطع عن المباريات لعدة أشهر ولم يتلق أي عرض أوروبي أو غيره فما كان له إلا أن يقبل عرض النصر حتى يتمكن من إعادة لياقته ومستواه في النادي فها هو اللاعب منذ حضوره للنصر لم يلعب أي مباراة لعدم جاهزيته فاللاعب الآن يؤهل نفسه على حساب النادي فالفترة التي أمضاها حالياً يتقاضى عليها مبالغ مالية فمن المستفيد الآن دينلسون أم النصر؟. ثلاثة مدربين والرابع قريباً الإدارة النصراوية بدأت هذا الموسم بإقالة مدربين للفريق فأصبح بعد كل ثلاث أو أربع مباريات إقالة مدرب وكان أول المدربين البرتغالي آرثر جورج الذي تم التعاقد معه نهاية الموسم الماضي، وتم الاستغاء عنه بعد رباعية الفيصلي وتم الاستغناء حالياً عن الوطني يوسف خميس بعد ثلاثية الأهلي وتكليف الأرجنتيني هيبكر لحين التعاقد مع مدرب أجنبي يقود الفريق بعد هؤلاء الثلاثة والسؤال هل يستطيع المدرب الجديد أن يقدم ما عجز عنه المدربون الذين سبقوه؟. سياسة (الملايين) أمر لابد منه أعلنت إدارة النادي نهاية الموسم الماضي بأنها لن تدخل في مفاوضات مع لاعبين بالملايين وبأنها سوف تتعاقد في حدود الإمكانيات التي يقدر عليها النادي فقط! وقد تناست هذه الإدارة بأنها في عصر الاحتراف والملايين والذي يدفع أكثر هو الكاسب إلا إذا كانت تريد أن تتعاقد مع لاعبين دون المستوى، فالجماهير النصراوية تطالب ببطولات ولن تأتي هذه البطولات إلا بنجوم ولاعبين قادرين على إيصال الفريق لمنصات التتويج وهؤلاء لن يأتوا إلا بالملايين، فالسياسة الحالية التي اتخذتها الإدارة لا تصلح لفريق مثل النصر فهي تصلح لأندية وليدة وجديدة على الدوري. فالفريق حالياً لا يضم إلا لاعباً محلياً واحداً هو المهاجم طلال المشعل الذي تمت استعادته من النادي الأهلي وبقي للفريق ثلاثة مقاعد لم يتم الاستفادة منها بسبب سياسة (الآلاف) التي اتخذتها الإدارة والتي ملتها الجماهير. (الهيبة) النصراوية إلى أين؟ أصبح فريق النصر حالياً بدون (هيبة) هذه الهيبة التي بناها رمز النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود منذ أكثر من أربعين سنة بنجومه من اللاعبين الذين استطاعوا تحقيق الإنجازات والبطولات من الصغار والكبار لم تعد موجودة حالياً بالفريق فأصبح الفريق يخسر من الفرق الصغيرة وبنتائج كبيرة لا تصدقها الجماهير النصراوية. فعلى الإدارة أولاً وأخيراً إعادة الهيبة النصراوية قبل كل شيء والاهتمام بالأمور المهمة التي تعيد الفريق والبعد عن الأشياء التي لا تقدم ولا تؤخر فالجماهير النصراوية مطلبها الوحيد هو إعادة الفريق لهيبته المعروفة وتحقيق البطولات فهي لا تريد تصاريح وهمية أو بطاقات عضوية ومواقع رسمية ومنتديات.