يعود تاريخ فن الوشم إلى أكثر من خمسة آلاف عام فقد عُثِرَ على رجل من العصر الجليدي (يعتقد أنه يبلغ من العمر 5300 عام في النمسا وخلف إحدى ركبتيه وشماً). كما مارس قدماء المصريين من الرسم على الجسد بين عامي 2000 و4000 قبل الميلاد وانتشر كذلك في الصينواليابان، وفي العام 1100 قبل الميلاد انتقل هذا الفن من اليابان إلى الفلبين وجزر الباسفيك. وكان البحار والمستكشف البريطاني (جيمس كوك، قد أدخل الوشم إلى أوروبا في العام 1771 بعد عودته من البحار الجنوبية، حيث شاهد التاهيتيين يمارسون فن الوشم). كما وصف المستكشف الفرنسي (بوغانفيل) بعد الكابتن (كول) كيف تلون نساء تاهيتي أجسادهن باللون الأزرق الداكن، وهذه العلامات كانت تشير إلى بلوغ الفتاة مكانتها في المجتمع. كما استخدم الإغريق وشماً سرياً على جواسيسهم، أما الرومان فاستخدموه لتعليم وتمييز عبيدهم وحيواناتهم. كما غطى الدانماركيون والاسكندنافيون والسكسونيون أجسادهم برموز قبلية وشارات سرية. وقد ظل الوشم بدائياً حتى أواخر القرن التاسع عشر حين اخترع الأمريكي (صامويل أوريلي) جهاز (تاتو) الذي يعمل على الكهرباء وبهذا الاختراع أصبح الوشم سهل التنفيذ ولا يحتاج إلا لبضعة دقائق بينما كان يستغرق تنفيذه في السابق وبالأدوات البدائية ساعات طويلة، هذا عدا عن الألم الشديد الذي كان يزامن عملية التقييد هذه. لقد ارتبط الوشم في الماضي بالديانات الوثنية التي انتشرت شرقاً وغرباً كحامل لرموزها الدينية وأشكال آلهتها، كما استخدم كتعويذة ضد العين الشريرة وللحماية من السحر كما عرفته العقائد البدائية كقربان لغذاء النفس أمام الآلهة - والعياذ بالله - وفي العصر القريب أصبح الوشم عند بعض الشعوب تقليداً لشخصيات تاريخية وشمت أجسادها أمثال: (فرانكلين، روزفيلت، كندي، ستالين وتيتو). واستخدم كوسيلة للزينة والتجميل ورمز للتميز في الانتماء إلى القبيلة. كما استخدمه المصريون القدماء كعلاج ظناً منهم أنه يشفى من الحسد. د.يارا حافظ