لأنني فقدت لهفتي لحنو المساء، نثرت قصاصات ورقي. الآن أدركت حجم الغربة التي تتربص بي.! لأن كل ما حولي ينصب في ذاكرة الخوف؛ وكأني أرى ذاتي في صورٍ متصدعة، اسكب دمعتي في زجاجات الكلمات وأفرغها بين أفئدة الصمت. الشجن في قاع نفسي كالمطر لا يكف عن النزف. ما زالت خطواتي تنتظر خلف الباب تعزف لحناً حزيناً. أحمل قلبي حقيبة سفر .. أصافح غربتي.. وأمضي وسط ضباب أعدو إلى قمة سامقة ومجهول ينتظرني. أبحث في ثرى السنين عن عمرٍ غفى تحت شبح رعشة المرض والقلق مشهد ينحدر من مسام الوقت. كلماتي تتهادى في نهر دمي تبحث عن فجرٍ فر من أرصفة الزمن وأوراق بيض نثرت قصاصاتها فسكنها النسيان. وزهرة غاردينيا في كتاب الشتاء. أطرقُ باب المساء. أستيقظ على عمرٍ أهدره الدمع