تعقيباً على اقتراحات الأستاذ فهد الشبيلي، المستشار القانوني بوزارة المالية في توظيف المعلمات السعوديات، والموجَّهة إلى رئيس مجلس الشورى، قد يكون الأستاذ فهد أجاد في هذه المقترحات، لكن ما مدى إيجابية هذه المقترحات بالنسبة للمعلمات .. فمثلاً: تخفيض سنوات التقاعد إلى خمس عشرة سنة قد تسرّ به كلُّ معلمة لأنّها ترغب في الراحة بعد سنوات من عناء العمل والخروج له، والجلوس مع أُسرتها والتفرُّغ لأعمالها الأخرى .. لكن متى يكون هذا؟ .. إذا كان نصيبها من ذلك التقاعد المبكر نصيباً طيباً، فالتعيين الآن والغالب أنّه على المستوى الأول، وكأنّها على بند 105 وتجلس فيه ما شاء الله أن تجلس، ثم ترتقي للمستوى الثاني ثم يكون التقاعد المبكر، وهكذا غالبية المعلمات ممن لا يحملن شهادة عليا أو ليس لديهن محسوبية (واسطة)، لكن لو عُيِّنت على المستوى الذي يليق بالتعليم وبسنوات الخدمة، لطلبت كلُّ معلمة التقاعد المبكر بلا تردُّد .. وكذلك الوضع في التعيين في القرى، فالتعيين والتعليم ليس مشكلة لكن المشكلة تضمر في جعل المعلمة التي في قرى نائية قد تفتقر إلى مقومات الحياة الطيبة، هذه المعلمة تُجعل في مستواها كمستوى المعلمة التي تسكن مسقط رأسها، لكن لو جُعلت تلك المعلمة في مستوى عالٍ، أي عُيِّنت على مستوى عالٍ كالمستوى الرابع مثلاً لطلبت المعلمات تلك القرى بدون تردُّد وهناك تكون الفائدة الاقتصادية، وبدون أن نفتقر إلى غير مواطنات (مقيمات) يجمعن المال ليرجعن به إلى مسقط رأسهن فأيُّ اقتصاد يُرتجى منهن. فوزية عبد الرحمن محمد أبا حسين