من أكثر المشكلات انتشاراً عند بعض الزوجات عدم تواصل وإصغاء أزواجهن إليهن والعكس صحيح.. مثلاً عندما يتجاهل الزوج زوجته حينما تكلمه في موضوع يتعلق بالمنزل أو تربية الأطفال فيسمع جزءا من قولها ثم يبدأ في سرد الحِكَم والمواعظ أو الانفعال والغضب في وجهها أو التزام الصمت السلبي معها. فالبحث عن المودة والاهتمام الصادق بين الطرفين من أكثر الأمور الصعبة في حياتنا، فالمودة تبدأ عندما يسمع الزوجان لبعضهما بعضا، ويعبران لبعضهما عن جميع مشاعرهما حتى التي قد تعرضهما للرفض أحياناً؛ فإن الإصغاء والتواصل يعتبران من أكثر العوامل قوة وتأثيراً في نوعية العلاقة الزوجية، وعندما يكون التواصل والإصغاء جيدين في العلاقة الزوجية فسوف يستطيع الزوجان حل مشاكلهما بطريقة أكثر عقلانية. نضرب مثالا بالزوجة، ونريد أن نعرف ما هي الأسباب التي تدفع الزوجة إلى الحوار والتواصل مع الزوج: 1) ترغب الزوجة في أن تطلع الزوج على ما تريد قوله أو فعله. 2) عندما تكون الزوجة في حالة توتر وقلق شديد فالتواصل مع الزوج والإصغاء لها يساعدها على الشعور بالراحة والتركيز من خلال قدرة الزوج على امتصاص غضب الزوجة. 3) بعض الزوجات تريد التواصل والإصغاء من الزوج بهدف زيادة محبتهما، وذلك من خلال الكلام المفيد أو غير المفيد، ويذكر هنا (خير الكلام ما قل ودل). ومن خلال ذكر الأسباب لا بد أن يكون هناك تحسين التواصل والإصغاء بين الزوجين من حيث لو أن كل طرف أراد أن يحسن طريقة التواصل وإن كان أحد الطرفين لا يريد ذلك، فإن المهمة ستكون أكثر صعوبة؛ لذا نحن نسعى إلى تقديم نصائع للزوجين: أن يتعلم كل طرف فن التواصل والإصغاء والحوار مع بعضهما بطريقة إيجابية، وإذا كان أحد للطرفين غير مهيأ للتواصل والإصغاء فليعتذر للآخر بود واحترام. لا بد على الزوج أن يدرك أن الزوجة من حقها أن تشعر بالغضب كأي شخص، ومن خلال الحديث والنقاش مع الزوج وإخراج الزوجة كل ما في داخلها يوفر لها ذلك الراحة النفسية؛ لذا على الزوجين أن يكون لديهما تأسيس تواصل وإصفاء أفضل في العلاقة الزوجية، وذلك يتطلب مهارات من خلال أن تكون على وعي بأفكارك ومشاعرك الحقيقية، ومشاركة الطرف الآخر بذلك، وإعطاء ردود فعل إيجابية تجاه الموقف، والتعبير عن الأفكار والمشاعر السلبية بطريقة معقولة. أن تشرك الطرف الآخر في مقاصدك وعدم اللجوء إلى الصمت السلبي حتى لا يترتب عليه مشاكل. توفير الجو المناسب للتواصل والإصغاء بين الطرفين بحسن اختيار العبارات وعدم التركيز في الحوار عن المستقبل فقط ولا عن الماضي فقط فلا بد أن يكون هناك وسط في الأمور والتعامل وعدم الإفراط فيه. وأخيراً أقول للزوج والزوجة إن الزواج الناجح يبدأ من الطرفين وليس من طرف واحد فقط، ويلعب كلا الزوجين دوراً مهماً في تحسين الزواج من خلال ما يقدمانه من الحب والدعم والإصغاء الجيد والتواصل وتجنب المشاكل الزوجية. *الإخصائية النفسية - مركز الطب النفسي - الرياض