* س: - تعايشت مع واقع متنقل بين عمل وعمل بحكم عملي الدؤوب طبيبة عامة ثم طبيبة نفسية بعد ذلك. من خلال عملي وما يطرح علي من آراء تبين لي أن الاكتئاب يعيب كثيرا من الناس خاصة النساء بقدر 66% بزيادة نسبية عن الرجال من خلال بحثي الشخصي وجدت من ضروريات اكتمال البحث الطبي النفسي هذا أن أسترشد برأيك بعد قناعة تامة بك وما سمعته عنك في مجال التجديد التبصيري والعلاجي الإيحائي. أحببت أخذ رأيك في هذا ليكون مقدمة علمية للكتاب لا سيما والمرأة قد تصمت عن مرضها فلا تنبه إليه ولا تحاول علاجه والسؤال: * هل النسبة في مكانها..؟ النساء هل يؤثر فيهن المضادات..؟ ماذا ترون بصرف الدواء للأطفال..؟ أم أسامة/ه.ل.م - جدة * ج: - لا أستطيع أو لعلي لا أستطيع ولا غيري ضرب نسبة صادقة يقينية 100% على تحديد نسبة مئوية كتلك التي ذكرتها 66% عن النساء لكنها حسب المعايير الميدانية المحددة تعتبر مقاربة ذلك، ان الجزم بمثل ما ذهبت إليه يحتاج إلى دراسة جماعية دقيقة طويل أمدها ناهيك عن تصنيف (الاكتئاب نفسه) على أنني (هنا) أجزم بوجوده وليس ثمة نكير ولا ينئبك مثل خبير. ومن نافلة القول طردا أن أبين حقيقة أن النساء قد يكن مصابات بالاكتئاب بقدر معقول منه على طرد آخر يقوم بثان وثالث وعاشر ولم أزل حتى اليوم حتى في دراساتي العلمية والقضائية العليا الدقيقة والسياسية الإدارية أركز على السبب الموجد لخلل ما، ومرض ما، وسوء ما، وشر ما. فلعل من بين الأسباب ما يلي: 1- هضم حق المرأة وإخراجها عن فطرتها. 2- سوء معاملتها لتكون سلعة. 3- دعوة مظلوم عليها. 4- تحميلها ما لا تحتمل. 5- نقص المادة وضيق العيش. 6- الرهبة من واقع زوجي تخافه. 7- الذنوب لها دور خاصة الكبائر. 8- التساهل في صلة الرحم. على أنني هنا أجلب بحثا ذا بال حول هذا الأمر آمل أختي العزيزة (د: ه. ل. م) أن يكون ذا إجابة شافية يضاف إليها ما ذكرته هنا مع بعض تحفظي على بعض ما ورد فيه، ورد في ذلك البحث هذا القول: الاكتئاب مرض مزعج، ومنتشر بصورة كبيرة بين الناس، حتى أن الكثيرين من الأشخاص يعانون من الاكتئاب لا يعرفون بأنهم مصابون بهذا المرض المؤثر على حياة الفرد، خاصة في الدول النامية التي يعتبر الكثيرون من مواطنيها بأن هذا المرض، وأعراضه التي قد تقود إلى مضاعفات في غاية الخطورة مثل أن يقدم الفرد على إيذاء نفسه أو إيذاء من حوله، هو حالة من الاصابة بأمور غير طبية، مثل العين والحسد والمس ولكن المعروف علمياً بأن أعراض مرض الاكتئاب المعروفة، التي تبدأ عادة باضطراب النوم عند المريض مثلا، ثم انخفاض مزاجه بصورة مرضية، حتى أنه يفقد الاهتمام بكل شيء بما في ذلك رعايته لأهله، وتغيبه عن عمله، وعدم رغبته في عمل أي شيء حتى أنه يفقد الشهية للأكل، ويفقد بذلك جزءاً كبيراً من وزنه، وقد يتضرر كثيراً من عدم تناوله للطعام بحيث تختل عنده المواد المعدنية في الجسم ويفقد الجسم كثيراً من المواد المهمة في تسيير عملية بقية أعضاء الجسم المهمة، فقد تتأثر الكلى بسبب نقص بعض المواد المهمة لعملها وكذلك قد يفقد الكبد بعضاً من وظائفه، ويصبح الكبد وهو من اهم الأعضاء في الجسم ضعيفاً، وأحياناً ينتهي الأمر بفشل في الكبد نتيجة عدم علاج الاكتئاب وكذلك يتأثر القلب بنقص المواد المعدنية والغذائية التي تساعده أن يستمر في عمله، من ضخ الدم إلى أجزاء الجسم حتى يمدها بالطاقة والحيوية، لذلك يصبح مريض الاكتئاب ضعيفاً، هشاً، وفي بعض الحالات لا يستطيع الحركة من الهزال وعدم عمل أجهزة الجسم بشكل سليم وصحي. بين النساء إن مرض الاكتئاب كما نتحدث عنه دائماً مرض يصيب حوالي 16% من السكان، وفي بريطانيا تقول آخر الاحصائيات بأن نسبة مرض الاكتئاب بين البريطانيين وصل إلى 17%، ومن خلال عملي في المملكة العربية السعودية، فإني أرى بأن مرض الاكتئاب ينتشر بكثرة بين السعوديين، خاصة النساء..! وأعتقد أنه لو تمت دراسة مسحية للإصابة بمرض الاكتئاب بين السعوديين لكانت النتيجة بأننا قد نتجاوز النسبة التي ذكرتها سابقاً، وأعتقد بأن نسبة الاكتئاب بين النساء السعوديات قد يتجاوز أي نسبة في أي دولة أخرى، وأعود وأقول هذه مجرد ملاحظة من شخص عمل كطبيب نفسي في المملكة العربية السعودية لفترة تصل إلى حوالي عشرين عاماً.! وقد أكون مخطئاً، لكن هذا إحساس نابع من مراجعات النساء السعوديات في العيادات النفسية، وربما يعود ذلك لأسباب كثيرة، في مقدمتها الظروف الاجتماعية التي فرضها المجتمع والتي هي بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي السمح والذي آسف كثيراً لأن بعضاً ممن يجهلون حقيقة المرأة في الدين يستغلون أموراً شخصية ويلصقونها بالدين والدين منها براء، براءة الذئب من دم ابن يعقوب. على كل حال، لا أريد أن أنصب نفسي حكماً، ولكن أعتقد بأن هناك الكثيرين ممن يشاركونني هذا الرأي من الأخوة الأطباء النفسيين وكذلك الاختصاصيين النفسيين وأيضاً علماء الاجتماع الذين أعتب عليهم كثيراً لعدم دراسة ظاهرة اجتماعية مهمة وهي الاكتئاب وظروفه الاجتماعية عند المرأة السعودية. بمشاركة أطباء أو اختصاصيين نفسيين..! الأمر الآخر في انتشار الاكتئاب بين النساء هي الظروف الفسيولوجية التي تحدث عند المرأة من تغير في الهرمونات خلال الدورة الشهرية، كذلك الأعباء الملقاة على عاتق المرأة، دون دعم كبير وواضح من الرجل، وكذلك قلة الفرص المتاحة للمرأة في العمل، وعدم حريتها الكاملة في اختيار شريك حياتها، وكثيراً ما تعيش المرأة حياة زوجية تعيسة ولكنها مضطرة إلى ذلك بسبب الظروف التي تجبرها على أن تستمر، حيث لا يوجد بديل آخر في كثير من الأحيان. ماذا عن الاكتئاب عند الأطفال وعلاجه أعود إلى دراسة أعدتها الهيئة القومية للصحة في بريطانيا، حيث يقول خبراء في مجال الطب بأن الأدوية النفسية لا يجب أن توصف للأطفال والمراهقين المصابين بالاكتئاب. وأظهرت دراسة أعدتها الهيئة القومية للصحة والدقة في بريطانيا إنه لا ينبغي وصف الأدوية في الحالات البسيطة وإنما يمكن وصفها في حالات الاكتئاب المتوسطة والحادة فقط.! وتقول الهيئة ان صغار السن ينبغي علاجهم أولاً باستخدام العلاج النفسي لمدة لا تقل عن ستة أشهر..! مكمل وليس بديلاً وأظهر البحث الذي أجرته المؤسسة الخيرية أن أكثر من ثمانين بالمئة من صغار السن المصابين بالاكتئاب يتم وصف الأدوية المضادة للاكتئاب لهم في حين لايتجاوز نسبة المراهقين الذين يمنحون علاجاً باستخدام الاستشارات النفسية نسبة ستة بالمئة. وشددت الهيئة الطبية على ضرورة أن يكون العلاج الدوائي مكملاً وليس بديلاً للعلاج النفسي الذي يتم تقديمه. ويذكر أن أكثر من نصف أدوية مضادات الاكتئاب من أحد الأنواع قد منعت بشكل كامل عن المراهقين في بريطانيا بسبب المخاوف من تسببها في ارتفاع نسب الانتحار بين صغار السن. وحذرت الهيئة من أن نسبة كبيرة من المراهقين الذين يصابون بالاكتئاب لا يتم تشخيص حالاتهم، مما يعرضهم لخطر إيذاء أنفسهم أو الانتحار في الحالات الحادة (كما ذكرنا في بداية المقال). عالجوا الأهل أولاً وطالبت الهيئة أن يتم تدريب الموظفين الطبيين في المدارس الابتدائية على تشخيص أعراض حالات الاكتئاب وتحديدا الأطفال أو المراهقين المعرضين للخطر. كما أشارت الدراسة إلى أنه في بعض الأحيان يجب معالجة المشاكل النفسية للآباء والأمهات بالتوازي مع المشكلة النفسية لأولادهم حتى يمكن علاجها. وقال أندرو ديلان رئيس الهيئة القومية إن العلاج النفسي هو أفضل الوسائل لمعالجة الاكتئاب عند المراهقين والأطفال. غير أنه حذر من التوقف المفاجئ عن تناول هذه الأدوية وقال: لكنني لا أنصح بالاستمرار فيها ولكن ينبغي استشارة طبيب متخصص في المرة القادمة هل من الممكن الاستعاضة عنه بجلسات العلاج النفسي أو اللجوء إليها لتكملة العلاج. ما ورد في تقرير أو دراسة الهيئة القومية البريطانية للصحة والدقة، حول علاج الاكتئاب عند الأطفال والمراهقين، يطرح أسئلة كثيرة في الدول التي ليس لديها خدمات نفسية متخصصة في علاج الأطفال. فالأطباء النفسيون قليلون ولا يكفون لعلاج الحالات الحادة في أكثر الدول النامية، رغم أنه ليس جميع المرضى يذهبون للعيادات النفسية سواء الحكومية أو العيادات الخاصة. إذا كيف نواجه النقص المريع في الخدمات النفسية المطلوبة لعلاج الأطفال، خاصة ونحن في عصر تزداد فيه المشاكل الصحية النفسية بالنسبة للأطفال والمراهقين، خاصة في مجتمعنا وظروف التغير التي يمر بها مجتمعنا، في ظل الانفتاح الكبير على العالم الخارجي عبر القنوات الفضائية الخارجية والتي أصبحت خارج نطاق سيطرة الاسرة في كثير من الأحيان. ثمة أمر آخر وهو تنامي سرعة الحياة الحديثة في مجتمعنا والذي جعل من المراهقين أقل مراقبة من قبل والديه، خاصة إذا كان الوالد يعمل والوالدة كذلك تعمل في الصباح وبعد عودتها تكون مشغولة في أعمالها المنزلية، رغم أن هناك كثيراً من الأسر تعتمد على المربية أو الخادمة، وربما قاد هذا إلى تشوش في تربية الطفل الذي يصبح مراهقاً، وقد يعاني من مشكلات نفسية ولا يجد هناك من يأخذ بيده، ويساعده في حل هذه المشكلات قبل أن تستفحل. صحيح أن هناك فرقاً بين المشكلات النفسية والأمراض النفسية أو العقلية. ولكن كثيراً من المشكلات النفسية تتحول إلى أمراض نفسية، خاصة الاكتئاب، والذي لاحظنا أيضا ازدياد نسبة المصابين بالاكتئاب بين المراهقين والأطفال، حيث بينت دراسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن نسبة الإصابة بالاكتئاب بين المراهقين يصل إلى 13%، وهو رقم عال بكل المقاييس، خاصةً إذا علمنا أن أعراض الاكتئاب عند المراهقين تختلف عنها عند البالغين، إذ تتخذ الأعراض نماذج سلوكية مزعجة للأهل مثل العنف واستخدام المخدرات والهروب من المدرسة، وقد ينتج عن هذا المرض مشاكل قانونية، ويعامل المراهق كمجرم وليس كمريض، وبالتالي تحدث هنا الكثير من المشاكل العائلية. لدينا في المملكة نقص كبير في قطاع المتخصصين في العلاج النفسي، لذلك فيلجأ الأطباء إلى الأدوية المضادة إلى الاكتئاب في حالة تشخيص الطفل والمراهق بالاكتئاب، وسيظل الأمر كذلك حتى يتيسر وجود مثل هؤلاء المتخصصين.. وحتى ذلك الحين سنبقى في الحال نفسه الذي حذرت منه الهيئة البريطانية الصحية.. ونأمل أن يكون للصحة المدرسية دور مهم، وحتى ولو تم بالتدريج، فهناك حاجة ماسة إلى أن يصبح الأخصائي النفسي أو الاجتماعي (إذا كان مثل هؤلاء موجودين) في أن يتم تثقيفهم عن مرض الاكتئاب وكذلك بقية الأمراض النفسية الأخرى.