سعادة رئيس التحرير / جريدة الجزيرة تحية طيبة وبعد: تعقيبا على ما نشر في صفحة الشورى بجريدة الجزيرة ليوم الاثنين الموافق 12/ شوال 1426ه عن علاقة التعليم بالبطالة في بلادنا واعتبار التعليم هو المسئول الأول والأساسي في كثير من المشاكل الاجتماعية وتحذيره الواضح من خطورة مستقبلية ما لم يكن هنالك عمل وطني شامل يوقف تداعيات هذه القضية الكبرى التي سماها أزمة وطنية تحيق سلبياتها ببلادنا من شتى الجوانب. وهكذا قرأت كلام عضو مجلس الشورى اللواء محمد أبوساق الذي أشكره على بلاغة تحليله وإيجازه في تشخيص الواقع المؤلم الذي لانزال نخدر أنفسنا حول نتائجه المحزنة حاليا ونتائجه المستقبلية التي لا يعلم إلا الله سبحانه ما سوف تكون عليه تبعات هذا الهدر والإهمال لأهم وعاء اجتماعي فكري يؤثر في شتى مناحي حياتنا العملية على مستوى المؤسسات الرسمية والاجتماعية وحتى المستويات الأسرية والفردية. وفي يوم أمس الأول الأربعاء الموافق 14 شوال 1426ه عقدت ورشة عمل الرياض تمهيدا للقاء القادم للحوار الوطني والذي سوف يعقد في مدينة ابها عن الحوار مع الآخر. وفي هذا اللقاء الفكري الرسمي والشعبي في الرياض كان الصوت الأكثر غلبة وبروزا هو للمشاركين المطالبين بإنهاء احتكار الدعوة وبتحميل المناهج (أي مناهج التعليم) وكذلك الخطاب الديني مسئولية الصراع مع الآخر ناهيك عن نتائج سلبية جمة نحصدها من الواقع المتردي لمنظومة تعليمنا في مناهجه الفعلية ومناهجه الخفية الرديفة التي أصبحت تأثيراتها ونتائجها تفوق ما ينتج عن المناهج الرسمية التي أصبحت شخصيتها مضطربة ونتائجها متواضعة تضيف إلى حال مجتمعنا الكثير من السلبيات. وها هي الكثير من صحفنا والكثير من الباحثين بيننا وغالبيتهم ممن لهم علاقة مباشرة بالتعليم ومن الموثوقين يتحدثون بلغة صريحة وبمعلومات وتحليلات رشيدة ومنطقية عن واقع تعليمنا وعلاقتة بكثير أسباب تردي علاقتنا بالآخر وأقصد العلاقات التي تضر بلادنا وتوتر علاقاتنا وتضر بلادنا وأبناء مجتمعنا وكما قيل تعتبر تفخيخا مؤلما لكثير من مناشطنا الاجتماعية المستقبلية التي أقل ما يمكن أن يقال عنها هي البطالة التي توجد البؤس وتوجد الاحباط (والفقر كافر- ولكفر مجال مفتوح لكل ما نتخيل وما لا نتخيل من تبعات مؤلمة - لا سمح الله -) وها هي صفحة الشورى بجريدة الجزيرة ليوم الخميس الموافق 15 شوال 1426ه تشير إلى اقرار مجلس الشورى إعادة النظر في معايير المدارس الجديدة وكذلك يطالب بمناهج مهنية. وفي هذا الصدد أقول: إن الأمر لا يحتمل التأخير ويستحق منا جميعا العمل الوطني المخلص والجاد للعمل كما ذكر الأخ اللواء أبوساق في إطار رؤية وطنية وضمن خطة منهجية واضحة المعالم غايتها العليا إخراج بلادنا الغالية من نفق تبعات سوء مخرجات التعليم التي شكلت ثقافة وهوية تنتشر بين أجيالنا اليوم ومنذ الأمس القريب بنوع من الانغلاق والغلو والركون إلى الفلسفات الشكلية وانعدام المنطق العلمي والروح العملية. وكلها مستحدثات قابلة للزوال لأنها ليست من ثوابت ديننا ولا هويتنا وأصالتنا ومرة أخرى أحيي جريدة الجزيرة والقائمين عليها لطرحها مثل هذه الموضوعات الوطنية الأكثر حساسية وأولوية.. والله الموفق.