ميز الله سبحانه تمر العجوة بخاصية دفع السم والسحر عن غيره من أنواع التمور فجاء الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم صريحاً في هذا غير أن سر تفضيل العجوة موضع خلاف بين العلماء، فمنهم من جعل الحكمة غيبية حيث قال النووي في ذلك (وتخصيص عجوة المدينة من الأمور التي علمها الشارع لا نعلم نحن حكمتها فيجب الإيمان بها واعتقاد فضلها والحكمة فيها)، ومنهم من جعل الحكمة ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم للمدينة وتمرها، أي أنه ليس خاصية في العجوة، بينما ذهب آخرون إلى أن الحكمة في أن العجوة قد غُرست بيد النبي صلى الله عليه وسلم وأنها من الجنة. ما سبق هو مما كتبه فضيلة الشيخ محمد بن صالح السليمان الخزيم في كتاب صدر له حديثاً بعنوان (التمر والعجوة بين الغذاء والشفاء) تحدث فيه عن التمر عامة في ضوء الكتاب والسنة، وبين تركيب التمور وقيمتها الغذائية الطبية والحكمة من إفطار الصائم على رطب أو تمر، كما تحدث عن فضل العجوة والتداوي بها خاصة من السم والسحر والاستدلال بالنصوص والأحاديث الشريف، كما بين في معرض حديثه حقيقة السم والسحر. وقال إن النفع الحاصل بأكل سبع تمرات عجوة جاء مقيداً بأكلهن صباحاً على الريق بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (من تصبح) فأكلهن صباحاً يقع على الريق، فيوافق خلو المعدة من الطعام فيتحقق وعده صلى الله عليه وسلم بدفع ضرر السم والسحر عمن تصبح بهن، وقال المصطفى: (من أكل سبع تمرات عجوة مما بين لابتي المدينة على الريق لم يضره يومه ذلك شيء حتى يمسي)، كما تحدث المؤلف عن خاصية العدد سبعة عند التصبح بالعجوة، وعن السر في ذلك، وعن العجوة في الطب الحديث وعلاج القلب. يذكر أن هذا الكتاب ضمن سلسلة إصدارات للشيخ الخزيم مدير المعهد العلمي بمحافظة البكيرية، الذي عُرِفَ عنه في تأليفه التجديد والاستقصاء في البحث والتحقيق، كما أنه لم يهمل جانب الشباب والشابات فقد ألف ونشر ما يهتم بهم وبأحوال تربيتهم وحسن تنشئتهم.