أيها المسلم إن أعمال البر من الأمور المحببة إلى النفس، بل هي إشراقة للخير ونور يضيء لسالكيه درب الإحسان، وإن جمعية البر بالرياض والتي قامت للعمل في هذا الميدان ضمن أهداف سامية من شأنها تكوين روح تعاونية بين أفراد المجتمع لتدعوك لمؤازرتها وتعضيدها، لتتمكن من إرساء صرحها الإنساني وتقديم خدمة إنسانية لفئة من بني جنسك يصهرها الجوع والشقاء والألم وهي جديرة بتفانيك وعطفك. أيها المسلم إن ما تبذله في مجال أعمال البر لهو من أحسن الطرق العلمية لرسوخ فكرة الخير والحق في النفس بل يطهر مشاعرها ويسمو بأحاسيسها وينتشلها من وسوسة العقل المادي ليصرفها إلى معاني إنسانيتها فيجعلها صافية مشرقة بما يجتذب إليها من معاني الخير والصفاء والإشراف. أيها المسلم: ساهم في أن تجعل من هذه الجمعية معقلاً يجد فيه الأعمى والمقعد والأصم والأبكم أعمالاً تناسبهم وتشهرهم بوجودك من حولهم. أيها المسلم: إننا نتطلع إلى مساهمتك الفعالة وما أحرانا بالبذل والعطاء ونحن أمة مسلمة أشبه بالجسد الواحد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. فكن يا أخي المسلم ممن يسارع إلى فعل الخيرات ويسبق إليها لا سيما في هذا الشهر الكريم الذي تضاعف فيه الحسنة بعشر أمثالها وتخلص النفس من شحها، (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. سلمان بن عبدالعزيز