في مثل هذا اليوم من عام 1943 تمكنت قوات حكومة فرنسا الحرة من الاستيلاء على جزيرة كورسيكا الفرنسية بعد طرد قوات حكومة فيشي والقوات الألمانية منها، وكانت فرنسا قد خضعت للاحتلال الألماني في بداية الحرب العالمية الثانية وتم تنصيب حكومة عملية بقيادة المارشال بيتان عرفت باسم حكومة فيشي نسبة إلى بلدة قريبة من باريس كانت مقرا لها. في الوقت نفسه نجح الجنرال شارل ديجول من الخروج من فرنسا واللجوء إلى بريطانيا وإقامة حكومة في الخارج عرفت باسم حكومة فرنسا الحرة وتشكيل جيش خاص بها جعل من الجزائر التي كانت مستعمرة فرنسية قاعدة له. كان الجنرال ديجول قد أختار منفردا أن يقاوم الغزو الألماني وأن يحرر فرنسا، كانت كل المعطيات الموضوعية ضد اختياره. وأصر ديجول على اعتبار نفقات الآلاف من جنود المقاومة، سواء فى عمليات التدريب أو الاعاشة، ديونا تلتزم فرنسا بسدادها للخزانة البريطانية، بعد النصر، لم يكن بقية رجال المقاومة فى حالة بطالة، بانتظار يوم العودة، بل شاركوا بأوامر من ديجول، فى المجهود الحربى البريطانى فى الاسطول، والطيران، علاوة على العمليات الخاصة، فى قلب فرنسا. ورغم هذا المجهود الواضح، وجدنا ان ديجول كان يسعى لأن يكون للمقاومة جيشها الخاص بها الذى يقوم بعملياته المستقلة، دون وصاية من الانجليز، أو حتى مشاركتهم! لذا وعندما توفرت له العناصر الكافية، قرر ان تخوض قوات فرنسا الحرة، حملة على مستعمرات غرب افريقيا - الناطقة بالفرنسية - بهدف واضح كما الشمس الاستوائية، يلخص فى التالي: اشراك الممتلكات الفرنسية - على اعتبار انها - جزء من فرنسا نفسها فى القتال. وكتب ديجول إلى تشرشل، يخبره بأنه انتهى من تشكيل فرقتين، ويرغب فى خوض معركة ليبيا، فجاءه الرد بالرفض. كانت صدمة لكنها متوقعة وجاء الرد سريعا، استقبل ديجول الكرة، وصدها على الطاير لملعب الخصم، فكتب رسالة وجهها إلى ستالين، يطلب المشاركة بقواته، فى القتال الدائر على الجبهة الروسية، فجاءه الرد الستاليني، مرحبا مبديا استعداده لتوفير كافة الاعتدة والتجهيزة الضرورية للرفاق الفرنسيين، بالطبع لم يخف على ذئب لندن، مغزى تلك الخطوة فأبرق إلى ديجول، مرحبا بمشاركة قوات فرنسا الحرة، فى معركة الصحراء. وبعد نجاح القوات الفرنسية تثبيت قواعدها بشمال إفريقيا واتجاه الحلفاء إلى جنوب البحر المتوسط لطرد القوات الألمانية هناك قرر الجنرال ديجول بدء معركة تحرير فرنسا واختار جزيرة كورسيكا لتكون نقطة الانطلاق لحملة الحرية وهو ما حدث بالفعل.