من المُسلم به أن نعمة الإبصار لا يعادلها أي شيء في هذه الدنيا، ولهذا يجب الاعتناء بها منذ الصغر حتى لا يفقدها الإنسان أو يفقد بعضاً منها. وتبدأ العناية بالبصر منذ الصغر لارتباط العينيين بالمخ ارتباطاً وثيقاً، كما أن صفاء العينيين يدل على الصحة التي يتمتع بها الطفل، فإن عتامة القرنية أو بياضها من الأمور التي يجب أن تلفت انتباه الأبوين لأخذه إلى طبيب العيون، وبما أن العينين تتحركان بصور إرادية وغير إرادية في نفس الاتجاه وبدقة عجيبة بحيث لا تسبق إحداهما الأخرى فعند حدوث أي اختلاف قد ينتج ما يعرف بالحول ولهذا يجب أخذ الطفل إلى طبيب العيون حين يلاحظ عليه أي حول. ومن الأمور التي قد تقلق الآباء وصف النظارات فقد يستغربون حاجة الطفل للنظارة مع أنه في هذه السن المبكرة. ويجدر أن نشير هنا إلى أن الأطفال قد يكون لديهم طول نظر أو قصر نظر أو استجماتيزم يستدعي ارتداء النظارات مما يحسن رؤية الطفل ويمنع حدوث كسل العين لا سمح الله في المستقبل. ومن أمراض العيون لدى الأطفال الحول الذي لا تختلف درجاته باختلاف حركة العين (الحول غير المتغير) وهذا النوع هو الشائع لدى الأطفال والحول المتغير الذي تختلف درجته باختلاف حركة العين وينقسم الحول غير المتغير إلى الحول الإنسي الذي يكون فيه جهة انحراف العين إلى الداخل أي إلى جهة الأنف والحول الوحشي الذي يكون فيه جهة انحراف العين إلى الخارج، أما الحول المتغير فيكون غالباً قصوراً في عمل أحد الأعصاب التي تحرك العضلات ويعالج الحول. أنواع الحول لأن هناك أنواعاً من الحول تعالج تماماً بالنظارة ولا يحتاج لتدخل جراحي وهذا النوع من الحول غالباً ما يصيب الأطفال بعد سن الثانية ويكون سببه عيوباً انكسارية (بعد النظر) ولكن في المقابل توجد أنواع من الحول لا تستطيع النظارة لوحدها تعديل الحول وفي هذه الحالة لا بد من إجراء عملية لعضلات العين وأن السن المناسبة لإجراء عملية الحول تعتمد على وجود كسل في العين من عدمه الذي يكون مصاحباً للحول فعند وجود الكسل لا بد أولاً من تنشيط العين وذلك بتغطية العين السليمة لفترة يحددها الطبيب المعالج حتى تتساوى حدة الإبصار في العينيين وبعد ذلك تجرى العملية وغالباً يقتصر تصحيح الحول على عملية واحدة ولكن هناك أنواع من الحول تحتاج لإجراء عملية أخرى وهذه النسبة بسيطة. ومن الأمراض التي تصيب الأطفال مرض انسداد القناة الدمعية للأطفال حديثي الولادة، حيث يؤدي إلى الدمع المستمر مع وجود الإفرازات خصوصاً في الصباح وتبلغ نسبة الأطفال الذين يتخلصون من هذا المرض بدون تدخل جراحي حوالي 80% وتبقى النسبة المتبقية تحتاج إلى تسليك للقناة الدمعية مع احتمال وضع أنبوبة من السيليكون وتزال بعدها هذه الأنبوبة بعد انقضاء ستة أشهر وأيضاً مرض الماء الأبيض وهو يصيب الأطفال ويكون عبارة عن عتمة تصيب العدسة في إحدى العينين أو في العينين معاً وقد يكون سبب الماء الأبيض إما التهابات تصيب الأم أثناء الحمل أو أسباب أخرى وراثية. كما أن إصابات العين تؤدي إلى حدوث الماء الأبيض وأحياناً يكون السبب غير معروف ومرض الماء الأزرق وهو عبارة عن ارتفاع ضغط العين مما يؤدي إلى زيادة حجم العين بشكل لافت للنظر وغير طبيعي ومع استمرار تدميع العين والانزعاج الشديد من الضوء ويكون علاجه جراحياً وبالإضافة إلى مرض كسل العين وهو نقص في حدة الإبصار في إحدى العينين وينتج عن أحد المسببات التالية عتمة القرنية أو عتمة العدسة (الماء الأبيض) لدى الطفل في سن مبكرة مما ينتج عنه صورة معتمة تؤدي إلى كسل العين. كما أن هناك عدة أمراض تصيب العين مثل طول النظر وقصر النظر أو الاستجماتيزم (العيوب الانكسارية) التي تحتاج لنظارة، فعند إهمال لبس النظارة في السن المبكرة يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية مما يتسبب في الكسل في الحول، فانحراف إحدى العينين يصيب هذه العين بالكسل وأن أهمية الكشف الأولي للعين ينصح بإجراء كشف أولي على الطفل بعد الولادة مباشرة وذلك لاكتشاف الماء الأبيض أو ارتفاع ضغط العين أو لاكتشاف بعض العيوب الخلقية التي قد تصيب العين أو الجفون كما ينصح بالكشف على الطفل حين بلوغه سنتين وذلك لاكتشاف حالات قصر النظر أو طول النظر التي قد تحتاج لنظارة طبية وكذلك لاكتشاف كسل العين إذا وجد، ثم ينصح بإجراء الكشف حين بلوغ الطفل سن الخامسة ثم كلما دعت الحاجة لذلك وهناك بعض أنواع الإصابات التي تحدث للأطفال التي يكون مصدرها المنزل مثل الأشياء الحادة كالأقلام والسكاكين والزجاجات الفارغة أو زجاجات المياه الغازية بعد تثليجها مما يؤدي إلى انفجارها في وجه الطفل ويحدث تمزقات في العين. ومن الإصابات التي نراها بشكل كبير في العيد هي إصابات الألعاب النارية والمفرقعات، حيث يلهو الأطفال بهذه الألعاب بدون شخص بالغ يراقبهم مما يؤدي إلى أضرار بالغة على العين مما يفقد الطفل الإبصار لا سمح الله بقية حياته. د.عبد الله العتيبي استشاري طب وجراحة العيون - تخصص دقيق في طب العيون (الحول) مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي