طالعت مقالاً رائعاً عبر جريدتنا المميزة بأساليبها الهادفة والمفيدة وتحديداً في صفحة عزيزتي الجزيرة يوم الخميس 13 من رجب 1426ه 18 من أغسطس (آب) 2005م عدد 12012 بقلم الأستاذ عبد الله بن سعد الغانم تحدث فيه الكاتب عن لجوء العبد إلى ربه عندما تنزل به الشدائد والكرب فبودي هنا أن أشكر الكاتب جزيل الشكر والامتنان ووافر التقدير والاحترام الذي سخر قلمه وفكره لطرحه لمثل هذه المواضيع الهادفة والمفيدة لدى المجتمع، فما أن أقلب صحيفتي العزيزة كل يوم تجذبني كتاباته وتشدني هذه الأطروحات التي ليست بغريبة على رجل مسلم لديه غيرة على إخوانه وحرصه كل الحرص على كل ما هو مفيد ونافع، فبعد قراءتي للموضوع الذي استفدت منه كثيراً أقول: إن العبد المسلم مهما حصل له من أمور الدنيا من كرب وغم وهموم ومشاكل ومحن، ومهما نزلت به مصيبة عليه اللجوء إلى البارىء الرحمان الرازق المعطي الوهاب جل جلاله، وتقدست أسماؤه إذا ألمت بنا مصيبة من ناجي إليه أنه الله إذا كنت في عسر من الميسر أنه الله إذا ضاقت عليك الدنيا من المفرج؟ إنه الله نعم أقولها بحق تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة بقربنا إلى الله ينزاح منا جميع الكرب والشدائد بإذن الله، فقد أرجع بفكري أبا سعد إلى الوراء عندما كنت طالباً إبان دراستي بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، وفيه أتذكر ان أحد الزملاء بدأ يتحدث معي بشيء قليل من الأحاديث الشيقة، ثم بدأ يتحدث عن الزواج، ويريد أن يكمل نصف دينه وليس عنده ما يكفي لقضاء حاجيات الزواج وما يترتب عليه من لوازم عش الزوجية فإذا به يسمع لخطبة أحد المشايخ من انطراح العبد إلى ربه عند لزومه شيئاً من أمور الدنيا، فبدأ يطرق باب المولى جل جلاله في الثلث الأخير من الليل يوما بعد يوم فإذا به تنفرج عليه من كل مكان تصور يا أخي المسلم لقد حدثني وقال لقد طرق على الباب فلان وأعطاني ظرفاً مزخرف فيه قليلاً من المال والآخر من خلف الباب، وكذا وكذا فإذا بها تفوق الخمسة والثلاثين ألف ريال والحمد لله من فضل ربي. وأخيراً ان أحد الطلبة تخرج من الجامعة ثم بدأ يطرق أبواب الخلق يريد واسطة منهم ونسي خالق الخلق فمضى على تخرجه السنتان فأكثر، فإذا به يقابل رجلاً بالصدفة وقال له حدثني يا بني عن أخبارك قال الشوارع تحتضنني ليس لدي عمل قال الرجل المسن هل لجأت إلى كاشف الكرب الله سبحانه وتعالى، ألم تقرأ القصص والعبر في القرآن الكريم التي تدل على أن الرازق هو الله فعندما سار الرجل من عنده بدأ الابن يعاتب نفسه على صنعه، ثم فكر بما قال الرجل وبدأ يقوم من الليل ويناجي فيه ربه ويتضرع إليه ويبكي بكاء حاراً يوما بعد يوم وتمضي الأشهر، ثم يأتيه ما يصبو إليه وأتاه الفرج والخير جميعاً فصدر تعيينه في إحدى الدوائر الحكومية والحمد لله على عطائه. فيا أخي المسلم عليك بكاشف الكرب إذا ألم بك خطب الجأ إلى المولى جل جلاله إذا نزلت بك مصيبة ولعواء انطرح وتضرع وصل واستغفر الله فالباب مفتوح دائماً أقرع أبواب السماوات فبإذن الله سوف ينزاح خطبك ومصابك وما أدلهم عليك من ضائقة وكرب. قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. وقال- صلى الله عليه وسلم- (لو تتوكلون على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً) وفي الختام أشكر الكاتب أبا سعد وأشكر جريدتي المفضلة أن أتاحت لي الفرصة للمشاركة. خالد بن ناصر الحميدي