يخدم ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله - هذا الوطن الغالي وزيراً للدفاع منذ ما يقرب من خمسين عاماً فقد تم تعيينه وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً للجيش في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - بالمرسوم الملكي رقم 21 بتاريخ 3/6/1382ه الموافق 31/10/1962م. ففي السنتين اللتين أمضاهما وزيراً للدفاع في عهد الملك سعود تم وضع ملامح عصر جديد للقوات المسلحة السعودية، وبدأ التخطيط للانطلاقة الكبرى بالقوات المسلحة والعمل لبناء جيش قوي متطور بكفاءاته البشرية والآلية بجنود وضباط يتلقون احدث العلوم العسكرية ويحملون احدث الاسلحة. التحديث الكبير وبمبايعة فيصل بن عبد العزيز ملكاً على البلاد في 16/6/1384ه بدأت الانطلاقة الكبرى لتحديث القوات المسلحة براً وجواً وتم وضع التنظيم الاداري والمالي للتسليح والتدريب وبناء المنشآت العسكرية في جميع مناطق المملكة وباستشهاد الملك فيصل - رحمه الله - في 13/5/1395ه ومبايعة خالد بن عبد لعزيز - رحمه الله - ملكاً على البلاد واصلت القوات المسلحة السعودية نهضتها الكبرى التي بلغت ذروتها ففي 27/12/1396ه صدرت توجيهات سمو الأمير سلطان وزير الدفاع باقرار اول تنظيم يعدل مسمى الجيش العربي السعودي الى القوات البرية الملكية السعودية واعادة تشكيل رئاسة اركان حرب الجيش لتصبح «رئاسة هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة السعودية» ولقد تطورت رئاسة الاركان تطوراً كبيراً بعد ان تولى صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز مسؤولية وزارة الدفاع والطيران فقد اعيد تنظيم رئاسة هيئة الاركان العامة واحداث قيادت جديدة للقوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي مرتبطة برئيس هيئة الاركان العامة مع اعطائها ميزانيات مستقلة لضمان استمرار تقدمها واعطائها المرونة لتنفيذ خططها بالاضافة الى الهيئات التي استحدثت وهي هيئة عمليات القوات المسلحة وهيئة امدادات وتموين القوات المسلحة وهيئة استخبارات وأمن القوات المسلحة وهيئة ادارة القوات المسلحة، كما ان هناك عددا من الادارات مرتبطة برئيس هيئةالاركان العامة مباشرة وهي ادارة الشؤون الدينية للقوات المسلحة والادارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة وكلية القيادة والاركان للقوات المسلحة وإدارة الشؤون ضباط القوات المسلحة وإدارة الشؤون العامة للقوات المسلحة والادار العامة للشؤون المالية والميزانية للقوات المسلحة والادارة العامة للأسلحة والمدخرات وادارة المساحة العسكرية. وكل هذه الادارات والهيئات تتبعها ادارات فرعية. عهد الازدهار وبوفاة الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - في 21/8/1402ه الموافق 13/6/1982ه بويع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله وبدأ العصر الزاهر للقوات المسلحة السعودية. حيث تم تعيين صاحب السمو الملكي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء اضافة لرئاسته للحرس الوطني وتعيين صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز نائباً ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ليواصل جهوده في خدمة القوات المسلحة السعودية. ثم اصدر الملك فهد رحمه الله الامر الملكي السامي رقم أ/10 بتاريخ 16/1/1403ه بتعيين صاحب السمو الملكي الامير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائباً لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام بمرتبة وزير ليكون سموه الكريم الساعد الايمن لسمو شقيقه وزير الدفاع والطيران في بناء وتطوير القوات المسلحة. وفي هذه الفترة تبوأت القوات المسلحة السعودية المكانة العالية كقوة حديثة يحسب لها حساب في المنطقة واصبحت القوات السعودية تمتلك احدث ما توصلت اليه التقنية الحديثة في الصناعة الحربية في العالم لدرجة جعلت الصهيونية العالمية تحيك الدسائس والمؤامرات الخفية والظاهرة لعرقلة بناء القوات المسلحة السعودية بالتدخل لابطال بعض صفقات الاسلحة مع الشركات الاجنبية. التذكير المستمر ومع ذلك فقد حرص سلطان بن عبد العزيز منذ اول يوم تولى فيه وزارة الدفاع والطيران على الاهتمام بتأهيل العنصر البشري جسديا وايمانياً. ولا يفوته في كل كلمة يقولها من تذكير قواته المسلحة ان القوة الحقيقية للقوات المسلحة السعودية بكافة قياداتها واركانها وضباطها وافرادها تكمن في الايمان الوطيد الراسخ بالله سبحانه وتعالى وبالتمسك بتعاليم الدين الحنيف عملاً بالقاعدة القرآنية الايمانية التي تقول: «ولينصرن الله من ينصره» وقوله تعالى «ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم» وبهذا الايمان انتصر الملك عبد العزيز على اعدائه بعدد قليل من الرجال وعدد اقل من العتاد. ويذكِّر سلطان قواته المسلحة دائما ان القوة المادية وحدها لا تكفي ويحذر من الاتكال عليها وحدها دون الايمان الراسخ بأن النصر من عند الله ولمن يعمل صالحاً ومن أصلح الاعمال بناء الاوطان وخدمة الدفاع عنها. وهكذا خطت القوات المسلحة السعودية في وزارة سلطان خلال عقود ذهبية زاهرة خطوات ثابتة نحو التقدم واصبحت تضم ثلاثة عشر فرعاً ذات ميزانيات مستقلة كما تحققت في هذه العقود انجازات رائعة، ونفذت مشاريع جبارة على مستويات القوات البرية وسلاح الجو وسلاح البحرية وجميع القطاعات في مختلف مناطق المملكة حتى اصبحت القوات المسلحة السعودية محط أنظار واعجاب الجميع. قليل من كثير وقد ركز سمو ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز في بنائه للقوات المسلحة السعودية بفروعها خلال العقود الزاهرة على عدة جوانب نذكر بعضاً منها وهي قليل من كثير: التأهيل العلمي للقوة البشرية وذلك ببناء القوة البشرية المسلحة بالعلم قبل العتاد المادي من خلال توسعة الكليات والمعاهد والمدارس ومراكز التدريب العسكرية الجديدة لاستيعاب اكبر عدد من المجندين والشباب المتعلم وارسال البعثات العسكرية للالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية المتقدمة في الدول الاجنبية الاكثر تطوراً. التنظيم وتجديد الدماء اعادة تنظيم وزارة الدفاع والطيران ورئاسة هيئة الاركان العامة واحداث قيادات جديدة متعلمة وواعية بمتطلبات المرحلة للقوات البرية والجوية والبحرية مع اعطائها ميزانيات مستقلة لضمان استمرار تقدمها واعطائها المرونة لتنفيذ مشروعاتها. توسعة الصناعة الحربية الاهتمام الكبير بالصناعة الحربية المبتدئة وتحويلها الى مؤسسة عامة للصناعات الحربية واعطائها الميزانية الكافية التي تمكنها من تحقيق التطور المنشود في صناعاتها واتاحة الفرصة لها بالمشاركة مع القطاع في التصنيع. انشاء المدن والقواعد العسكرية كان بناء المدن العسكرية والقواعد الجوية والبحرية من أولويات وزير الدفاع فضلاً عن مجموعات الدفاع الجوي واتمام مشروعات الكليات التي تضم كافة المرافق والخدمات كالاسكان والمدارس والمراكز الصحية ومراكز التدريب العسكري والمهني. التوازن الاقتصادي اعتماد سمو وزير الدفاع لبرنامج التوازن الاقتصادي مع الدول المصدرة للسلاح وأنظمة الدفاع بأن ينفق 35% من قيمة عقود التسليح والمشروعات الدفاعية في المملكة بموجب مشروعات صناعية متقدمة مشتركة مع القطاع الأهلي السعودي والمؤسسة العامة للصناعات الحربية وهي خطوة لم يسبق المملكة اليها الا القليل من الدول. تطوير نظم الدفاع اهتم ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز ببناء نظم جديدة للدفاع مثل نظام القيادة والسيطرة ومركز الدفاع الوطني ومراكز القيادة والسيطرة لفروع القوات المسلحة ونظم المعلومات المالية والادارية والتموين التي تكون في مجموعها نظاما دفاعياً متطوراً. التوسع في بناء المستشفيات العسكرية حرص سمو ولي العهد وزير الدفاع على التوسع في بناء المستشفيات العسكرية وتوفير كافة التخصصات لدرجة وصلت فيها سمعتها الطبية الى مستوى عالمي فأصبحت تقدم ارقى الخدمات الطبية ليس فقط لافراد القوات المسلح وعائلاتهم بل لابناء الشعب السعودي ايضا كما تم انشاء اسطول جوي للاخلاء الطبي كما انشئت اكاديمية طبية في المجمع الطبي في مدينة الملك فهد العسكرية. الادارات المتعددة الخدمات عمل سمو ولي العهد وزير الدفاع على تخصيص ادارات لكافة الخدمات التي تحتاجها القوات المسلحة السعودية فأنشأ ادارة مركزية للاشغال العسكرية وادارات أخرى لكافة الفروع تدار بأعلى مستويات نظم الادارة والتشغيل وبكفاءات سعودية مؤهلة. كما انشأ ادارة عامة للمساحة العسكرية وادارات متخصصة تهتم ببناء شخصية الجندي السعودي إيمانيا واجتماعيا وعسكريا ومعيشياً مثل ادارة الشؤون الدينية وادارة المتقاعدين ... الخ. تطوير الطيران المدني باشراف سموه المباشر على تنفيذ المشروعات المدنية التابعة لوزارة الدفاع والطيران ثم التوسع في بناء المطارات المحلية والدولية وتحديث الاسطول الجوي المدني السعودي والوصول به الى أرقى المستويات. مراحل لاتنسى في تاريخ القوات المسلحة السعودية * سلطان وزيراً للدفاع والطيران وفي عام 1382ه «1962م» عين ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً للجيش بالمرسوم الملكي رقم 21 وتاريخ 3/6/1382ه الموافق 31 اكتوبر 1962م وبهذا بدأ العهد الذهبي للقوات المسلحة السعودية على يدي سموه الكريم. * الانطلاقة الكبرى وفي 16/6/1384ه بويع صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد، وبدأت الانطلاقة الكبرى للتنمية الشاملة في جميع المجالات ومن بينها القوات المسلحة السعودية التي خطت خطوات كبيرة نحو التطوير والتحديث وتمثل ذلك بالتنظيم الاداري والمالي والتسليح والتدريب وبناء المنشآت العسكرية في جميع مناطق المملكة. * الطفرة التي شملت القوات المسلحة تم بتاريخ 10/5/1389ه تعيين صاحب السمو الامير تركي بن عبدالعزيز نائباً لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام بعد استشهاد جلالة الملك فيصل يرحمه الله في 13/3/1395ه بويع صاحب السمو الملكي الامير خالد بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد، وفي عهده يرحمه الله واصلت المملكة مسيرتها التنموية الشاملة، حيث استمرت الدولة في تطبيق خطة التنمية الثانية وجزء من خطة التنمية الثالثة، فلقد شهدت البلاد في ذلك العهد طفرة هائلة في كافة المجالات ومن بينها القوات المسلحة التي حققت قفزات رائعة في جميع قطاعاتها، وقد تمت الزيادة الكبيرة في مرتبات العسكريين من ضباط وافراد بموجب مرسوم ملكي عام 1401ه. * القوات البرية الملكية السعودية وفي تاريخ 27/12/1396ه صدرت توجيهات سمو وزير الدفاع بإقرار اول تنظيم يعدل مسمى الجيش العربي السعودي الى القوات البرية الملكية السعودية وإعادة تشكيل رئاسة اركان حرب الجيش لتصبح رئاسة هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة السعودية. * بداية عصر الملك فهد وبعد وفاة جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز يرحمه الله يوم 21/8/1402ه الموافق 13/6/1982م بويع صاحب السمو الملكي الامير فهد بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد، فاختار اخاه الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء اضافة الى رئاسته للحرس الوطني. * تعيين سلطان نائباً ثانياً تعيين ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ليواصل سموه الكريم جهوده البناءة لتطوير القوات المسلحة. * عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائباً لوزير الدفاع وفي عام 1403ه صدر الامر الملكي السامي رقم أ/10 وتاريخ 16/1/1403ه ويقضي بتعيين صاحب السمو الملكي الامير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائباً لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام بمرتبة وزير ليكون سموه الكريم الساعد الايمن لسمو شقيقه الكريم في بناء وتطوير القوات المسلحة. مهمة وزارة الدفاع والطيران تنفيذ السياسة الدفاعية التي يقررها القائد الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء الموقر وذلك بإعداد وتدريب وتجهيز القوات المسلحة للدفاع عن الوطن، وهي بتحقيقها هذه المهمة تشارك في التنمية الاقتصادية والتعليمية والصحية وذلك عن طريق منجزاتها الصناعية ومشاريعها الانشائية ومعاهدها العسكرية، بالاضافة الى الاشراف على مصلحة الطيران المدني ومصلحة الارصاد الجوية ومؤسسة الخطوط الجوية العربية السعودية. وفي هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز تستشرف القوات المسلحة السعودية مرحلة جديدة من التطوير الواعد بإذن الله.