اجتماع مجلس إدارة الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الذي عقد منتصف الأسبوع الماضي وما تمخض عن قرارات وتوصيات لقيت ترحيباً لدى معظم المهتمين بالشئون الرياضية المحلية وباستعراض نتائج الاجتماع أجد أن إقرار برنامج منتخبنا الوطني للمشاركة في نهائيات كأس العالم والمقرر إقامتها بألمانيا خلال شهر يونيو 2006م، وهذا البرنامج الدقيق المنظم والمبكر في صدوره قبل مدة من موعد البطولة يدل على أننا موعودون -إن شاء الله- بمشاركة مميزة ومستوى فني مشرّف للكرة السعودية بصفة خاصة والعربية عامة، كما أن قرار تحديد المشاركات الخارجية للأندية بحيث يكون لكل نادٍ مشاركة واحدة للحفاظ على استمرارية البرنامج المحلي. وتجنب كثرة المشاركات للاعبين وما يترتب عليها من مساوئ عديدة على المستوى الفني واللياقي والصحي للاعب، أما أهم القرارات من وجهة نظري وأجملها تحديد عدد اللاعبين المنتقلين والمعارين لكل نادٍ خلال الموسم الواحد. وإن كنت أتمنى أن القرار لم يسمح إلا بحالتي إعارة وحالة واحدة انتقال أو حالتي انتقال وحالة واحدة إعارة. بمعنى ما مجموعه ثلاثة لاعبين فقط.. مع زيادة لاعب للفريقين الصاعدين حديثاً لدوري كأس خادم الحرمين كدعم فني للصاعدين. كما أن قرار منع شراء نقل المباريات في مسابقة كأس سمو ولي العهد أعتقد أن منعه فيه ضرر مادي للأندية ذات الطموح والإمكانات المادية المحدودة ويجب إعادة النظر فيه. كما هي حالة إلغاء الإيقاف بالإنذارات بالمدة وليس بالمباريات. المحللون واختلاف المفاهيم * لعل ما يميز (النقلة) الإعلامية الحديثة هي محاولة مجاراة الإعلام بمختلف مشاربه وأذواقه المتعددة لعقلية وتفكير جيل (الثورة) المعلوماتية والذكاء الفطري!! و(الوصول) لأهدافه وغاياته وكسب ثقته.. ولأجل تحقيق هذا الهدف نلاحظ حرص وسائل الإعلام على استقطاب عناصر متخصصة وخبيرة في مجالات التدريب والتحكيم ومن لديهم المقدرة في جذب المتابعين.. ورغم وجود عناصر مشهود لها بالمعرفة والخبرة إلى أن المتلقي أصبح في حيرة من أمره بسبب الاختلاف في الطرح والتناقض في التحليل والآراء وغدا المتابع لما يجري يبحث عن مصلحة فريقه ويستشهد برأي فلان وعلان متظاهراً به حتى لو أن هذه الرؤية تخالف قناعاته الشخصية ولا سيما إذا كان ذلك في مجال أحداث تحكيمية وتطبيق لقانون كرة القدم، ومن هذا المنطلق فإن آراء القانونيين والحكام المتقاعدين يجب أن يحرص محللوها على تقدير الموقف أو الحالة على أنه يعيش مع ما يعايشه الحكم أو المساعد من أحداث وضغوط وسرعة في اتخاذ القرار وليس كمن هو جالس خلف الشاشة وتعادله الحالة من مختلف الزوايا. إن هناك حالات يستطيع المشاهد أن يحكم عليها من أول مرة. وهذا ما يمكن الجزم به أما ما يختلف عليه اثنان فيجب ان يكون القرار مؤيداً للحكم. شخصياً ومن خلال تحليلي للمباريات إذا لم تكن اللقطة واضحة من زاوية الحكم من خلال كاميرا واحدة وزاوية واحدة أكون في صف الحكم ليس تعاطفاً معه ولكن تقديراً لبشريته. تناتيف * ليس من العدل أو المساواة بين اللاعبين المحترفين أن يتم تحديد سقف (أعلى) لسعر أو قيمة شراء عقود اللاعبين لا يمكن تجاوزه رغم اختلاف الإمكانات والموهبة بين بني البشر. ثم ان موضوع تحديد قيمة العقد لا يمكن إخضاعه للتعليمات واللوائح ولكنه يخضع للعرض والطلب. وإذا ما تم تحديد سقف أعلى للعقود فإن فيه (قتلاً) للاحتراف.. و(وأداً) للمواهب.. كما أنه يقلل من تفعيل نظام الاحتراف.. واعتراف رسمي بضعف قيمة اللاعب السعودي وتقليل من مكانته!! * كثر الحديث والطرح من قِبل الصحافة حول تجربة الاستعانة بالحكام الأجانب وما هي الفوارق بين التحكيم السعودي والتحكيم الأجنبي واختلف الجميع بين مؤيدٍ ومعارض وان كان المؤيدون للحكم الأجنبي يفوقون فئة المعارضين إلا أنني ومن واقع مشاهدة فإن الفرق بينهما أن الحكام السعوديين يخطئون ولا تُقبل أخطاؤهم بينما الحكام الأجانب يخطئون وتقبل أخطاؤهم. وكما قيل (زامر الحي لا يطرب)!! * تدخل لجنة تطوير الحكام في الاستعانة بخبرات ومحاضرين للدورة التي تُقام حالياً بمدينة أبها من خلال جلبها للرئيس السابق للجنة الحكام بإيطاليا السيد رميوريستا. ونائب رئيس اللجنة الإيطالية حالياً السيد ليوجي شيلي. يدل على أن لجنة التطوير قد وضعت يدها على الأسباب الكامنة في ضعف برامج الدورات السابقة وما يتخللها من ضعف في البرامج والمحاضرات. وأجزم بأن كل حكم أو مهتم بالشؤون التحكيمية يهمه متابعة مثل هؤلاء المحاضرين أصحاب القدرات العالمية. * طالت (التدخلات) الخارجية و(المؤثرات) المختلفة في إلغاء عددٍ من البرامج التي تم الإعلان عنها من قِبل التلفزيون السعودي وبالذات القناة الرياضية. أين احترام المشاهد.. وأين البحث عن المنافسة.. وإذا كان الإعلان والتنويه مهماً للمشاهدين قبل بث بعض البرامج.. ففي مثل هذه الحالات عدم التنويه والإعلان أرحم من الفشيلة وسوء الاعتذار!! ** اختيار موفق وقرار صائب بتعيين الأستاذ فيصل العبد الهادي أميناً عاماً للاتحاد السعودي لكرة القدم وعضواً في دورته القادمة. ** الدكتور خالد الباحوث: تمنيت كما هي أمنية جل من قراء موضوعك أنك أمطت اللثام عن اسم اللاعب الدولي الذي امتنع عن المشاركة وتلبية دعوة المسؤولين عن إحدى دور البر للالتقاء بشباب وأطفال الدار ما لم يتسلم عشرين ألفاً مقابل ذلك!! إن مثل هذا اللاعب ومنهم على شاكلته يستحقون الوخز والإعلان للملأ. * ما يحدث من بعض الكتّاب الرياضيين (المخضرمين) للأسف من تراشق بالكلمات.. وتسابق في الهجمات وما يكتب من همز ولمز تصريح وتلميح.. تذكرنا بأيام الجاهلية الأولى وتعود بنا إلى الوراء إلى السنوات الغابرة. اللهم رحماك.. ألا توأخذنا بما يفعله سفهاء القلم.. وان تردهم إلى الحق رداً.. أو تنزعهم عن الإعلام نزعاً. ** الترشيح المستحق للحكم الدولي والخبير القانوني الأستاذ محمد فودة لعضوية لجنة الحكام العرب هو تتويج لقدرة قانونية ومكسب للتحكيم العربي يستاهل الصديق ابو (فهد).. مع الدعاء له بالتوفيق في مهمته.