السعودية ترأس اجتماع المجلس التنفيذي ل«الأرابوساي»    27 سفيرا يعززون شراكات دولهم مع الشورى    المملكة تشارك في الدورة ال 29 لمؤتمر حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي    مصير غزة بعد هدنة لبنان    في «الوسط والقاع».. جولة «روشن» ال12 تنطلق ب3 مواجهات مثيرة    الداود يبدأ مع الأخضر من «خليجي 26»    1500 طائرة تزيّن سماء الرياض بلوحات مضيئة    «الدرعية لفنون المستقبل» أول مركز للوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا    وزير الصحة الصومالي: جلسات مؤتمر التوائم مبهرة    السياحة تساهم ب %10 من الاقتصاد.. و%52 من الناتج المحلي «غير نفطي»    أمانة القصيم تنجح في التعامل مع الحالة المطرية التي مرت المنطقة    سلوكياتنا.. مرآة مسؤوليتنا!    «الكوري» ظلم الهلال    شخصنة المواقف    أمير تبوك يستقبل رئيس واعضاء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم    النوم المبكر مواجهة للأمراض    وزير الرياضة: دعم القيادة نقل الرياضة إلى مصاف العالمية    نيمار يقترب ومالكوم يعود    الآسيوي يحقق في أداء حكام لقاء الهلال والسد    الملك يضيف لؤلؤة في عقد العاصمة    أنا ووسائل التواصل الاجتماعي    التركي: الأصل في الأمور الإباحة ولا جريمة ولا عقوبة إلاّ بنص    النضج الفكري بوابة التطوير    برعاية أمير مكة.. انعقاد اللقاء ال 17 للمؤسسين بمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة    الذكاء الاصطناعي والإسلام المعتدل    وفاة المعمر الأكبر في العالم عن 112 عامًا    الموارد البشرية توقّع مذكرة لتأهيل الكوادر الوطنية    قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشعر العربي    الشائعات ضد المملكة    الأسرة والأم الحنون    سعادة بطعم الرحمة    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    تميز المشاركات الوطنية بمؤتمر الابتكار في استدامة المياه    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    «واتساب» تختبر ميزة لحظر الرسائل المزعجة    في الجولة الخامسة من يوروبا ليغ.. أموريم يريد كسب جماهير مان يونايتد في مواجهة نرويجية    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة من أمير الكويت    دشن الصيدلية الافتراضية وتسلم شهادة "غينيس".. محافظ جدة يطلق أعمال المؤتمر الصحي الدولي للجودة    "الأدب" تحتفي بمسيرة 50 عاماً من إبداع اليوسف    المملكة ضيف شرف في معرض "أرتيجانو" الإيطالي    تواصل الشعوب    ورحل بهجة المجالس    إعلاميون يطمئنون على صحة العباسي    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    احتفال السيف والشريف بزواج «المهند»    يوسف العجلاتي يزف إبنيه مصعب وأحمد على أنغام «المزمار»    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هؤلاء هم المرجفون    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله السعيد:أعداء الإسلام والمنافقون وقفوا وراء الخوارج وساندوهم ونشروا الفتنة
دراسة تاريخية تكشف جذور الفكر التكفيري الإرهابي.. وأسباب ظهوره مع علاجه والوقاية منه
نشر في الجزيرة يوم 24 - 06 - 2005

أكدت دراسة حديثة بعنوان (الفكر التكفيري الإرهابي، جذوره وأسبابه وعلاجه والوقاية منه) على أهمية نشر العلم النافع بين المسلمين والرجوع إلى العلماء الراسخين في العلم والحذر من مكائد ومؤامرات أعداء الإسلام الرامية إلى تفريق كلمة المسلمين.
وأوصت الدراسة التي أعدها الشيخ عبدالله بن حسين السعيد عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالرياض، بضرورة العناية بتربية النشء تربية قرآنية على منهج الوسط والاعتدال وحسن اختيار الصحبة الصالحة، وإبعاد كل من يحمل بذور الفكر التكفيري عن أماكن توجيه الناس أو التأثير فيهم. وفيما يلي بعض ما جاء في الدراسة:
*****
عاشت البشرية قبل البعثة النبوية في ظلمات كثيرة، من الشرك، والكفر، والفجور، والجهل، ومن الظلم، والتفرق، والاختلاف الذي أدى إلى التناحر، والتقاتل، والتدابر، والتقاطع.
وقد منَّ الله على البشرية عموماً وعلى أهل الجزيرة العربية خصوصاً ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ففتح الله به قلوباً غلفاً وآذاناً صماً وأعيناً عمياً فهدى به من الضلالة وعلم به من الجهالة، وبصر به من العماية وجمع به بعد فرقة، وألف به بعد قطيعة.
قال الله تعالى عنه: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}(164) سورة آل عمران، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }(107) سورة الأنبياء، وقال تعالى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} (103) سورة آل عمران.
وهكذا تحولت الجزيرة العربية بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلى واحة أمن وإيمان وإسلام وقرآن وأخلاق وعلم وبيان ووحدة، حيث حقق الصدر الأول من المسلمين التوحيد لله والإخلاص له وحققوا أركان الإيمان والإسلام، وحققوا أسباب التمكين، وأسباب النصر، فمكن الله لهم في الأرض ونصرهم وحفظهم وأيدهم ورزقهم وفاءً لوعده سبحانه وتعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(55) سورة النور.
فجابوا أنحاء الأرض، مبشرين بهذا الدين العظيم بالدعوة وبالحكمة الموعظة الحسنة وبالمجادلة بالتي هي أحسن، وبالعدل مع المسلم والكافر حتى دخل الناس في دين الله أفواجاً، متحدين على الحق، متحابين مترابطين متآلفين.
ولما رأى أعداء الله من اليهود والنصارى والمجوس، ما آل إليه المسلمون من الصحابة والتابعين وأتباعهم من قوة ومحبة وتآلف بسبب وحدة كلمتهم على الحق اشتاطوا غضباً وامتلؤوا غيظاً وأضمروا حقداً وحسداً، عندها قاموا بتدبير المكائد والمكر والتخطيط لتفريق وحدة المسلمين وشق صفهم. وقبل ذلك كيد الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.
قال تعالى عنهم: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (109) سورة البقرة. ولكن الله كان لهم بالمرصاد في كل مكان وزمان.
وقال تعالى عنهم: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(30) سورة الأنفال، وقال تعالى عنهم: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} (15-17)سورة الطارق، وقال تعالى عنهم: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} (111) سورة آل عمران.
وجد أعداء الإسلام بغيتهم وسبيلهم عن طريق بعض المسلمين الذين انحرفوا عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وهدي صحابته رضي الله عنهم فابتدعوا في العقائد والعبادات فكانوا بداية شر على الأمة الإسلامية فخرجت الخوارج، ورفضت الرافضة، واعتزلت المعتزلة، وأرجئت المرجئة، ونصبت النواصب، وتصوفت المتصوفة. وهكذا تفرقوا في الدين الذي نهى الله عن الافتراق فيه، قال تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (13)سورة الشورى.
فأدى بهم هذا التفرق إلى التدابر والتحاسد ثم إلى التقاتل، فوقع السيف في هذه الأمة، وأول من تولى كبر هذه الفتن وسفك الدماء هم الخوارج حين اعتنقوا الفكر التكفيري الضال، فكفروا أئمة الصحابة فضلاً عن غيرهم وقتلوا بعضهم. قتلوا صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين الذي كانت تستحيي منه الملائكة، وقتلوا ابن عم الرسول وصهره علي رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين وقتلوا غيرهم من أولياء الله، وصدق فيهم حديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان) سنن أبي داود.
ولقد فرح أعداء الإسلام بصنيعهم وباركوهم وشجعوهم وآزروهم ومولوهم من حيث يشعرون أولا يشعرون.
وفي مقدمة هؤلاء الأعداء اليهود متمثلين بعبد الله بن سبأ اليهودي، حيث استغل هؤلاء الخوارج فقام بتسليطهم على المسلمين بل على أئمتهم، فشقوا عصا الطاعة، ونازعوا الأمر أهله وتمردوا على ولاة أمرهم وتسببوا في تفريق أمر المسلمين وتسليط بعضهم على بعض، وأشغلوا الولاة والبلاد والعباد بضلالاتهم وغلوهم، وهكذا على مر التاريخ بين كل آونة وأخرى يخرج من أصلابهم قوم، فكانوا حجر عثرة أمام الدعوة إلى الله ونشرها بين العباد وعائقاً أمام الفتوحات الإسلامية لإنقاذ العباد من عبادة غير الله، ولكن الله يخيبهم في كل خروج وفتنة ويسلط الله عليهم من يقمعهم ويردعهم.
ومن يستقرئ تاريخ البشرية يجد أن هنالك أعداء لأهل الحق يخرجون عليهم ويعادونهم منذ أن بعث الله أول رسله نوحا عليه السلام وحتى ختم الله رسالاته بمحمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ..} (112)سورة الأنعام، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ}(31) سورة الفرقان، وهكذا في كل عصر من العصور الإسلامية يخرج على جماعة المسلمين وولاة أمرهم من يحاول أن يفرق جماعتهم بفكره الضال ومن أول ذلك ما وقع في عصر عثمان وعلي رضي الله عنهما وهما من خير الصحابة فقها وفضلا ثم تتابعت فتن الخارجين على جماعة المسلمين وأئمتهم على مر القرون بأنواع من المحدثات في الاعتقادات والعبادات.
وعندما قيض الله لأهل جزيرة العرب الإمامين محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود في وقتهما - رحمهما الله - حينما قاما بتطهير هذه الجزيرة من الشرك والوثنية والبدع والخرافات ودعوا الناس إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة وإفراد نبيه صلى الله عليه وسلم بالاتباع ووفقهما الله إلى جمع كلمة المسلمين على الحق بعدما كانوا متفرقين متناحرين، وفي عصرهما وجد من يعادي هذه الدعوة الصحيحة من بعض الأفراد والمجموعات وحصل بسبب هؤلاء تفريق الكلمة والصد عن سبيل الله.
وفي عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أعز الله هذه الجزيرة بإقامة الدين وجمع كلمة المسلمين على الحق، فخرج عليه بعض الغلاة في الدين مخالفين في ذلك علماء المسلمين ومفرقين لجماعتهم وبعد زوال فتنتهم استتب الأمر في هذه الجزيرة على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وعاش أهل هذه الجزيرة زمناً طويلاً متحابين متآلفين مترابطين ببركة دعوة التوحيد.
وفي السنوات الأخيرة في هذا العصر تأثر أفراد من هذه البلاد ممن قل علمه وضعفت بصيرته بشبهات ألقاها بعض شياطين الإنس وزخرفوها لهم ورسخوا في أنفسهم تكفير ولاة أمرهم من الحكام والعلماء وزينوا لهم بشبهاتهم وجوب جهاد ولاة أمرهم من حكام وعلماء.
فقاموا بالتخطيط للقتل والتدمير والتفجير والإفساد في الأرض، فسفكوا دماءهم ودماء إخوانهم المسلمين ودماء المعاهدين والمستأمنين، ودمروا الأبنية والمساكن والطرق والسيارات والمحلات التجارية والسكنية وتسببوا في تيتيم الأطفال وترميل النساء، وقاموا بترويع الآمنين وتفزيع النساء والأطفال والشيوخ وأدخلوا الحزن إلى كثير من الأسر والدور، وأشغلوا حكام هذه البلاد وعلماءها وعبادها وعسكرها وصغيرها وكبيرها ونساءها ورجالها بفتنتهم.
وقد ارتكبوا بصنيعهم هذا الكثير من المخالفات والمنكرات والمفاسد العظام التي حرمها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أهمها:
1- قتل أنفسهم، وقد نهى الله عن قتلها بقوله {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ} (29) سورة النساء.
2- قتل المسلمين، وقد أوعد الله من فعل ذلك بقوله: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء.
3- قتل المعاهدين، وقد أوعد الرسول صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك بقوله (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة) رواه البخاري.
4- ترويع الآمنين من المسلمين، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً) سنن الترمذي.
5- تدمير المباني والمساكن والطرق والسيارات وغير ذلك وقد قال الله سبحانه وتعالى {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} (205) سورة البقرة.
إلى غير ذلك من المفاسد والمصائب والفتن.
أسباب الخروج
ولما كان الأمر بهذا الخطر والأثر السيئ وجب على جميع المسلمين التنبه للأسباب التي أدت لهذه المفاسد للحذر منها والسلامة من الوقوع فيها، فمنها:
أولا: الجهل بحقيقة الدين الإسلامي، ويتضح ذلك بجهلهم بالأمور التالية:
أ- الجهل بمسائل التكفير مثل: خطر الإقدام على التكفير وما يترتب عليه، وكذلك من يستحق التكفير ممن لا يستحقه، وكذلك جهلهم بمن له حق الإفتاء في التكفير ممن ليس كذلك.
ب - جهلهم بحق العلماء وعظم مكانتهم في الإسلام، فأدى ذلك إلى عدم رجوعهم إلى العلماء الراسخين في فهم الكتابة والسنة، ففهموا أفهاماً خاطئة وتجرؤوا على النصوص، وتسرعوا في إصدار الأحكام على الأشخاص والأحوال والمجتمعات والدول.
ج - جهلهم بحقيقة الولاء والبراء وخلطهم بينه وبين التعامل والمعاملات الدنيوية مع غير المسلمين.
د - الجهل بهدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهدي أصحابه رضي الله عنهم في فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واعتبار المصالح و المفاسد الشرعية، وكذلك الجهل بما يتعلق بالسياسة الشرعية.
ه - جهلهم بأحكام الجهاد وضوابطه وشروطه، فخلطوا بين المحاربين من الكفار والمسالمين منهم، وأساءوا لأهل الذمة والعهد والأمان بنقض العهود والأمان.
و - جهلهم بحقوق ولاة أمر المسلمين.
ز - الجهل بخطورة سفك الدماء وما يترتب عليها من تبعات في الدنيا والآخرة.
ثانياً: إعجابهم بأنفسهم وغرورهم وكبرهم، واعتدادهم بآرائهم وعدم الاعتداء بآراء غيرهم، كذلك إساءتهم الظن بغيرهم وإحسانهم الظن بأنفسهم، وما صاحبه من جفاء طبعهم وغلظة أسلوبهم بالإضافة إلى صغر سنهم وسفاهة أحلامهم.
ثالثاً: اتباعهم للهوى وما تمليه عليهم أنفسهم، واتباعهم للظن وأخذ الناس بالظنة.
رابعاً: التلقي عن أهل البدع والأهواء بالاستماع لهم وأخذ شبهاتهم والنظر فيها عبر الوسائل الإعلامية المختلفة من إنترنت وقنوات فضائية وبعض الكتب والأشرطة وغير ذلك.
خامساً: قلة من يوجههم إلى الحق ويرد على شبهاتهم.
سادساً: الغلو في الدين الذي وقعوا فيه.
سابعاً: وجود بعض من ينتسب للدعوة ممن يحرض الناس على أمرائها وعلمائها في الأماكن العامة والخاصة.
ومن عرف أسباب الانحراف وجب عليه السعي في وقاية نفسه وأهله وغيره من المسلمين من كل هذه الأسباب، وأيضاً العلاج والتقويم والإصلاح.
الوقاية والعلاج
1- نشر العلم النافع بين المسلمين وحثهم على الفقه في الدين.
لقوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} (114)سورة طه، وقوله تعالى:{.. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ..}(9) سورة الزمر، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) رواه البخاري، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -:( طلب العلم فريضة على كل مسلم) رواه مسلم.
2- رد المسلمين إلى منهاج الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته وتابعيهم رضي الله عنهم عقيدة وعبادة وأخلاقا.
لقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ..} (7) سورة الحشر، ولقوله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } (21) سورة الأحزاب، ولقوله تعالى: {.. فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63)سورة النور، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - :(خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ) رواه ابن ماجه، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ..) رواه الترمذي، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (... وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: هي على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) رواه أهل السنن.
3- أمر المسلمين بالرجوع إلى العلماء الراسخين لفهم ما يلتبس عليهم في أمر دينهم.
لقوله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(43) سورة النحل، ولقوله تعالى: {.. وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}(83) سورة النساء.
4- أمر المسلمين بطاعة ولاة أمرهم في المعروف.
لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}(59)) سورة النساء، ولقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:( إن الله يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم..) رواه مسلم ومالك في الموطأ، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - :( عليكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد حبشي..) رواه أبو داود والترمذي.
5- بيان أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهمية التفقه فيه.
لقوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} (110)سورة آل عمران، ولقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ }(71) سورة التوبة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله :( لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان عليما فيما يأمر عليما فيما ينهى حليما فيما يأمر حليما فيما ينهى رفيقا فيما يأمر رفيقا فيما ينهى) وقال رحمه الله:( ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف، وليكن نهيك عن المنكر غير منكر) وقال رحمه الله أيضا:( وإذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يترتب عليه حصول مفاسد أعظم وفوات مصالح أعظم يكون الأمر والنهي حينئذ من باب الصد عن سبيل الله) (انظر رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
6- الأمر بالدعوة إلى الله على بصيرة.
لقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}(108) سورة يوسف، ولقوله تعالى :{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }(125) سورة النحل، وقوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ}(104) سورة آل عمران، ولقوله الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ رضي الله عنه: (إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله..) متفق عليه، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ وأبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما: ( بشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، وتطاوعا ولا تختلفا) متفق عليه.
7- تعريف المسلمين بالحقوق والواجبات تجاه المسلمين وغير المسلمين.
لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ }(108) سورة الحجرات، ولقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}(11) سورة الحجرات، ولقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً} (12) سورة الحجرات، ولقوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ } (58)سورة الأنفال، قال ابن قتيبة - رحمه الله - في كتابه (تأويل مشكل القرآن) عن معنى هذه الآية:( أي: يا محمد إن كان بينك وبين قوم عهد وميثاق وخفت منهم أن ينقضوه وأردت أنت أن تنقضه فأعلمهم بنقضك لذلك العهد لكي تكون أنت وهم بنقض ذلك العهد والميثاق على سواء، {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} ).
8- أمر الناس بالاهتمام بالتوحيد تعلما وتعليما وتحقيقا وتحذيرهم من الشرك قولا وفعلا ظاهرا وباطنا صغيرا وكبيرا لقوله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً} (36) سورة النساء، ولقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات، ولقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}(19) سورة محمد، وقوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً}(151) سورة الأنعام.
9 - الأمر بالاتباع والتحذير من البدع والمبتدعين في الدين.
لقوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}(31) سورة آل عمران، ولقوله تعالى: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(158) سورة الأعراف، ولقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(63) سورة النور، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - :(خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) رواه مسلم، وقوله - صلى الله عليه وسلم - :( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) رواه البخاري ومسلم.
10 - وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة واجتماع الكلمة والترهيب من التفرق والاختلاف في الدين.
لقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }(103) سورة آل عمران، وقوله تعالى: {وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}(101) سورة آل عمران، ولقوله تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (105)سورة آل عمران، ولقوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً} (31- 32)سورة الروم، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( الجماعة رحمة والفرقة عذاب) رواه أحمد.
11- الحذر والتحذير من شبهات أهل الأهواء وكشف باطلها.
لقوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}(7) سورة آل عمران، ولقوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (68) سورة الأنعام، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام) متفق عليه، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( .. حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسها جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) رواه مسلم.
12- الترهيب من اتباع الظن وما تهوى الأنفس.
لقوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} (28)سورة الكهف، ولقوله تعالى: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ } (23) سورة النجم، ولقوله تعالى: {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً}(28) سورة النجم، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) متفق عليه.
13- التحذير من الدعوات والتحزبات المخالفة لدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه. لقوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}(153) سورة الأنعام، ولقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(63) سورة النور، ولقوله تعالى: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}(77) سورة المائدة، وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا مستقيما ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطا عن يمين ذلك الخط وشماله، ثم قال: هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه) رواه الترمذي.
14- الحذر من اتباع الشيطان وتزيين النفس الأمارة بالسوء.
لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } (21)سورة النور، وقوله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً}(6) سورة فاطر، ولقوله تعالى: {وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (33) سورة لقمان، ولقوله تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} (53) سورة يوسف، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) رواه مسلم.
وقد قال الشاعر:
وخالف النفس والشيطان واعصهما
وإن هما محّضاك النصح فاتهم
15- أخذ الحيطة من مكائد أعداء الإسلام لسعيهم إلى تفريق كلمة المسلمين.
لقوله تعالى: {خُذُواْ حِذْرَكُمْ} (71) سورة النساء، ولقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}(100) سورة آل عمران، ولقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}(118) سورة آل عمران.
16- تربية الأبناء تربية قرآنية نبوية بغرس منهج الوسط والاعتدال في نفوسهم واختيار الصحبة الصالحة لهم.
لقوله تعالى حكاية عن لقمان: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } (13-18) سورة لقمان.
وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي) رواه أبو داود والترمذي والدارمي، وقال - صلى الله عليه وسلم :( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أحمد وأبو داود والترمذي والبيهقي.
وقد قال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
17- توضيح مفهوم الجهاد الصحيح بضوابطه وشروطه وأحكامه.
18 - تبيين مفهوم الولاء والبراء على الوجه الصحيح، وبيان أن حسن المعاملة والتعامل مع الكفار في البيع والشراء والمعاهدات والصلح وغير ذلك لا يعتبر موالاة وتوليا لهم.
19- بيان أن التكفير له شروط وموانع، ولا يجوز لأي أحد كان الإقدام عليه لعظم خطورته.
20- إبعاد كل من يحمل الفكر التكفيري المنحرف عن أماكن توجيه الناس وتعليمهم وإرشادهم وغير ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.