قرأت ما خطه الأخ عبد العزيز السلامة في جريدتكم الغراء بعنوان (لا رهبة ولا خوف.. من الاختبارات اليوم)، يوم الجمعة 19 ربيع الآخر 1426ه الموافق 27 أيار (مايو) 2005م العدد 11929، وتحدث في مقاله على خوف الطلاب من اختباراتهم، وأود في مشاركتي هذه والاختبارات على الأبواب أن أقوم بطرح اقتراح يساعد الجميع في أداء امتحاناتهم واختبارتهم. وقد استعنت بخبرتي وتجربتي في الامتحانات والاختبارات، واستعنت ببعض خبرات الآخرين في كتابة هذا المقال الذي أرجو الله أن يوفقك في الاستفادة منه ليساعدك في جميع اختباراتك وامتحاناتك. أولا عليك عزيزي الطالب بالالتجاء إلى الله بالدعاء، وتوكل على الله تعالى آخذاً بالأسباب الشرعية، وتجنب المعاصي. ضع لنفسك جدولاً زمنياً للمذاكرة والمراجعة، ولا تعتمد على المراجعة في اللحظات الأخيرة قبل الاختبار، ذاكر أولاً بأول، حتى تعلق المادة في ذهنك. بعد ذلك عليك أخي الطالب أن تستعد بالنوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً حتى يتسنى لك المراجعة والذهاب إلى قاعة الامتحان في الوقت المحدد، ولا تنسى أن تحضر جميع أداوتك المطلوبة والمسموح بها في مادة الامتحان كالأقلام وأدوات الهندسة، وآلتك الحاسبة إذا كان مسموحاً بها، لأن حسن الاستعداد يعين على الإجابة.وعند خروجك من المنزل أذكر دعاء الخروج: بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل، أو أَذل أو أُذل، أو أًظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يُجهل علي. وتذكر أن تقول هذا الدعاء في كل مرة تخرج فيها من المنزل، وأخلص في نيتك، فاذكر هذا الدعاء دائماً، حتى يوفقك الله، وليس من أجل الاختبار فقط، ولا تنس التماس رضا والديك فدعوتهما لك مستجابة.. اختر مكانًا جيداً للجلوس أثناء الاختبار ما أمكنك، ذا إضاءة ممتازة لتستطيع القراءة جيداً، وحافظ على استقامة ظهرك وأجلس جلسة صحية. وعند استلامك ورقة الإجابة سمي بالله قبل البدء، لأن التسمية مشروعة في ابتداء كل عمل مباح وفيها بركة واستعانة بالله وهي من أسباب التوفيق. وتفاءل في نفسك ولا تقلق وتتوتر، وإذا استغلقت عليك مسألة فادع الله أن يهونها عليك، وافعل فعل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذا استغلق عليه فهم شيء يقول: يا معلم إبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني.ولا تنس هذا الدعاء: اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحَزَنَ إذا شئت سهلاً يا رب العالمين. تصفح أسئلة الامتحان بدقة وعمق وحدد الكلمات المهمة وخطط لحل الأسئلة السهلة أولاً والصعبة لاحقًا، وأثناء قراءة الأسئلة أكتب ملاحظات وأفكاراً لتستخدمها لاحقاً في الإجابة، وأجب على الأسئلة حسب الأهمية، وابتدئ بحل الأسئلة السهلة التي تعرفها، ثم اشرع في حل الأسئلة ذات العلامات الأعلى وأخر الأسئلة التي لا تعرف جوابها أو ترى أنها ستأخذ وقتًا للتوصل إلى نتيجة فيها، أو التي خصص لها درجات أقل، وتأن في الإجابة. واسأل عن كل ما يصعب عليك معلم المادة أو أي أحد له خبرة في ذلك. أكتب النقطة الرئيسة للإجابة في أول السطر، لأن هذا ما يبحث عنه المصحح وقد لا يرى المطلوب إذا كان داخل العبارات والسطور وكان المصحح في عجلة. وخذ وقتك في المراجعة وخصوصاً في العمليات الرياضية وكتابة الأرقام، وقاوم الرغبة في تسليم ورقة الامتحان بسرعة ولا يزعجنك تبكير بعض الخارجين فقد يكونون ممن استسلموا مبكراً، وتذكر أن وقت الامتحان من حقك لا يستطيع المراقب أن يأخذه منك بسحب ورقتك منك. وإذا اكتشفت بعد الاختبار أنك أخطأت في بعض الإجابات لا قدر الله فخذ درساً في أهمية المزيد من الاستعداد مستقبلاً أو عدم الاستعجال في الإجابة وارض بقضاء الله، ولا تقع فريسة للإحباط واليأس، وتقول لو أني فعلت كذا كان كذا، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث: (قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان). واعلم عزيزي الطالب بأن الغش محرم سواء في مادة اللغة الأجنبية أو غيرها، وتذكر أنه من غشنا فليس منا، وهو ظلم وطريقة محرمة للحصول على ما ليس بحق لك من الدرجات والشهادات وغيرها، وأن الاتّفاق على الغش هو تعاون على الإثم والعدوان. ولا تستعن بالذين يروجون للأسئلة ويبيعونها، فبدلا من مذاكرة هذه الأسئلة فقط، وإضاعة وقتك ونقودك، وقد تكون هذه الأسئلة غير مضمونة، ناهيك أن هذا الفعل محرم، فذاكر دروسك واستفد من وقتك ولا تهدر نقودك، ونل رضا الله حتى يوفقك في اختبارك.