أكد الأستاذ عبد الله بن محمد الزهيري المدير العام لشركة (توطين) للتدريب والتوظيف على أهمية التركيز على الجانب التطبيقي في البرامج التدريبية بالسوق السعودي الذي يبلغ حجمه سنوياً ملياراً ونصف المليار ريال. وناشد الزهيري جميع مراكز ومعاهد التدريب بجميع فئاتها في جميع مناطق المملكة التعاون والتكامل وتقديم خبراتها لبعضها البعض لتحسين وتطوير معاييرها وأنظمتها وبرامجها التدريبية، بدلاً من المنافسة فيما بينها لا لشيء إلا لأخذ أكبر قدر من شريحة التدريب في السوق السعودي. وقال الزهيري حرصنا على تقديم برامج تطبيقية واتفقنا مع مؤسسة التمويل الدولية وهي إحدى مؤسسات البنك الدولي لتمثيلها في المملكة وتقديم برامجها التدريبية في المجالات الإدارية وإدارة ضبط الجودة والتسويق والمبيعات والمالية والمحاسبة والموارد البشرية وإدارة التشغيل للمنشآت، بالإضافة إلى أن (توطين) بدأت في البحث مع بعض شركات قطاع الخاص عن كيفية تفعيل دور المرأة وإيجاد وظائف للراغبات منهن .. إلى نص الحديث: *** * بداية.. هل تعطينا نبذة عن شركة توطين للتدريب والتوظيف؟ ومتى تم تأسيسها؟ - تأسست شركة توطين للتدريب والتوظيف بداية عام 2005 م، بعد دراسة دامت أكثر من سنة، نتج عنها إدراكنا بالحاجة الماسة إلى وجود منشأة وطنية متخصصة في توظيف الشباب السعودي في الوظائف غير الإشرافية في قطاع التجزئة (من حملة المؤهلات الابتدائية والمتوسطة والثانوية والدبلوم والبكالوريوس)، بحيث تقدم خدمات توظيف وتدريب في قطاع التجزئة في السوق السعودي في مجالات البيع وخدمات العملاء ومحاسبي الزبائن وغيرها. وقد تم تأسيس (توطين للتدريب والتوظيف) بشعار: (شبابنا ثروتنا). كما لا يفوتني أن أؤكد أن مسار التدريب في (توطين) ما هو إلا لخدمة مسار التوظيف. * وما هي أبرز البرامج والخدمات التي تقدمها (توطين)؟ - تقدم توطين عدة خدمات تضمن جودتها منها خدمات التوظيف من خلال جذب المرشحين للوظائف الشاغرة لدى العميل وتقويم وفرز السير الذاتية وإجراء المقابلات الشخصية وتقويم القدرات والتوجهات الشخصية والوظيفية وتقويم مهارات اللغة الإنجليزية ومهارات الحاسب الآلي للمرشحين نيابة عن العميل. وفي هذا السياق تقدم توطين خدمة إعداد خطط التوظيف لعملائها بمساعدتهم في تحديد العدد الذي يتوجب عليهم توظيفه ومساعدتهم في تحديد التخصصات والمؤهلات والخبرات اللازمة لتلك الوظائف، بالإضافة إلى وضع خطة توظيف توضح بالتفصيل جدولة عملية التوظيف خلال السنة. كما تقوم توطين بتصميم برامج تدريبية تناسب تطلعات عملائها في مجالات الإدارة والموارد البشرية وإدارة وضبط الجودة والمالية والمحاسبة والتسويق والمبيعات والكاشير وخدمة العملاء والتطوير الذاتي، وأشير هنا إلى أن (توطين) متخصصة في تصميم برامج تدريبية على رأس العمل، تتضمن تدريب الموظف في المنشأة المعنية ومتابعة تطوره وتقديم تقرير مفصل في نهاية تلك الفترة، بالإضافة الى تدريب المديرين على مهارات تدريب موظفيهم أثناء العمل. كما يمكن (لتوطين) تقديم خدمة مساعدة العميل في تحديد احتياجاته التدريبية بوضع خطط تدريبية شاملة لمنسوبي منشأته، ومساعدته في تقدير العائد على الاستثمار من التدريب. ولا أنسى أن أشير إلى أن (توطين) هي الشركة الأولى التي تقدم نوعين من الشهادات عند إنهاء المتدرب لبرنامجه التدريبي: الشهادة الذهبية للمتفوقين منهم، والشهادة الفضية لمن ينهي البرنامج بمعدل أقل من (ممتاز) لبث روح المنافسة في برامجها التدريبية التي هي أساس النجاح في القطاع الخاص. كما تقدم (توطين) تقريراً عن كل متدرب في نهاية كل برنامج لإدارته متضمناً التوصيات اللازمة. * ماهية الكيفية التي تعمل وفقها (توطين)؟ - تسعى (توطين)، كمنشأة يجب أن تتفاعل مع متغيرات وأدوات الوقت الراهن، الى العمل بشكل مهني وفق معايير ونظم وإجراءات الغرض منها تحقيق أعلى معدلات الرضا لدى عملائها وفي نفس الوقت تحقق النجاح في تأدية مهمتها الوطنية التي أنشئت من أجلها في توظيف الشباب السعودي وضمان استقرارهم الوظيفي والمهني. وفي أثناء ذلك تقوم (توطين) بكل ذلك دون رسوم أو التزامات مالية تجاه الشباب المتقدم لطلب الوظائف مساهمة منها في تقليل حجم البطالة المتزايدة في المملكة العربية السعودية. ومن الأساليب والنظم التي تستخدمها (توطين) في القيام بمهمتها، إنشاء موقعها الإلكتروني www.tawteen.com.sa (حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه) بحيث يتمكن الشباب من إدخال سيرهم الذاتية من أي مدينة أو قرية في أرجاء وطننا الحبيب، دون تكبد عناء الحضور شخصياً إلى مقر الشركة. حيث يتم الاتصال بالمرشح الذي يقع عليه الاختيار من قبل العميل لإجراء المقابلات والاختبارات اللازمة عن طريق شبكة المتعاونين المتخصصين في مجال التوظيف المنتشرين في مناطق مملكتنا الحبيبة. من جهة أخرى، فإن جميع العاملين لدى (توطين) هم المؤهلون في مجالي التوظيف والتدريب ويعلمون وفق سياسات وإجراءات تم تحكيمها من قبل مختصين في ضبط وإدارة الجودة وإدارة العمليات، بغرض توحيد نظام تقويم المرشحين وإعداد البرامج التدريبية ومتابعة المهام الموكلة إلينا من قبل العملاء. كما أن الهيكل التنظيمي ل(توطين) وضع ليساهم وبشكل فاعل في إيجاد المرونة اللازمة لتسهيل عمليات الشركة، ليخدم العميل والمرشح بالدرجة الأولى بعيداً عن الروتين والمركزية. بالإضافة إلى ذلك فإن مكاتب (توطين) متصلة بشبكة إلكترونية داخلياً ومع جميع المتعاونين معها في جميع أنحاء المملكة وتنهي جميع أعمالها عن طريق البريد الإلكتروني، وسيكون التعامل مع عملائها في القريب العاجل عن طريق الموقع الإلكتروني في كثير من المهام الموكلة إلى (توطين)، اختصاراً للوقت والجهد من الجانبين. هذا كما سيتم تدريب نخبة من المدربين المهنيين في كيفية تقديم برامج (توطين) التدريبية (بزنس إدج) لضمان تقديم أعلى مستويات الفائدة منها عند تقديمها لعملاء الشركة. * قامت الشركة مؤخراً بتوقيع اتفاقية مع مؤسسة التمويل الدولية إحدى مؤسسات مجموعة البنك الدولي .. ما هو مضمون هذه الاتفاقية؟ - بحكم حرص (توطين) على التعاون مع جهة تدرك الأهمية القصوى للبرامج التي تركز على الجانب التطبيقي الذي تفتقده كثير من البرامج التدريبية الحالية في السوق السعودي، اجتهدت (توطين) في البحث عن شريك متخصص في تقديم برامج تطبيقية. وبعد بحث دام أكثر من ستة أشهر، تم الاتفاق مع (مؤسسة التمويل الدولية) إحدى مؤسسات مجموعة البنك الدولي، بحيث تقوم (توطين) بموجب الاتفاق بتمثيل المؤسسة في المملكة العربية السعودية وتقديم برامجها التدريبية من سلسلة (بزنس إدج) في مجالات الإدارة وإدارة وضبط الجودة والتسويق والمبيعات والمالية والمحاسبة والموارد البشرية وإدارة التشغيل للمنشآت. ولضمان تقديم أعلى مستويات التدريب، ستقوم (توطين)، خلال شهر مايو من هذا العام، وبالتعاون مع المؤسسة الدولية بعقد برنامج تدريبي لتأهيل المدربين من (فريق مدربي توطين) في كيفية التدريب في برامج (بزنس إدج) بغرض تأهيلهم وإطلاعهم على الطرق المثلى في تقديم تلك البرامج لمنسوبي المنشآت السعودية وبالأخص منسوبي المنشآت الصغيرة والمتوسطة . * وما هي أبرز خطط واستراتيجيات (توطين) الحالية والمستقبلية؟ - وضعت (توطين) خطة خمسية تركز خلال السنتين الأوليين على توظيف وتدريب أكبر عدد ممكن من الشباب السعودي المؤهل وحديثي التخرج في القطاع الخاص وخصوصاً في قطاع التجزئة، أما بعد ذلك فسيتم التركيز على قطاعات أخرى مثل قطاعات الصناعة والخدمات. أيضاً من ضمن خطط (توطين) الحالية، البدء بمد جسور التعاون مع عدة جهات حكومية وخاصة لتمكين (توطين) من طرح برامج توظيف وتدريب في عدة مناطق غير المناطق الثلاث الرئيسة في المملكة، والوصول إلى أكبر عدد من منشآت القطاع الخاص التي هي في أمس الحاجة إلى تطوير منسوبيها وأنظمتها الداخلية. وبالأخص المنشآت الصغيرة والمتوسطة، فكما تعلم أن هذا القطاع يكوّن لا يقل عن 70% من حجم القطاع الخاص في أي دولة تعتمد اقتصادياتها على القطاع الخاص. وتطوير هذا القطاع يأتي ضمن أولويات (توطين) لدعم الاقتصاد السعودي على المدى الطويل. * ما هو في رأيكم سبب تزايد البطالة رغم كثرة وجود البرامج التدريبية المطروحة في السوق السعودي ورغم دعم صندوق تنمية الموارد البشرية بالإضافة إلى جهات خاصة أخرى؟ - هناك عدة عوامل من أهمها عدم وجود برامج تدريبية تطبيقية وعملية (على رأس العمل) كافية في سوق التدريب السعودي. الجميع يعتقد أن الحل (السريع) لتعويض نقص المهارات وتردي الأداء في المنشآت يكمن في حضور البرامج التدريبية النظرية. عامل آخر هو قلة توفر البرامج الاستشارية والمراكز المتخصصة في مساعدة الشباب السعودي على تحديد مساره الوظيفي وقدراته الشخصية (باستثناء المركز الوطني للقياس وأتمنى أن يفعل دوره بشكل أكبر مع الجهات ذات العلاقة بعملية التوظيف في القطاع الخاص). كما أن ندرة وجود مدربين متخصصين من العاملين في القطاع الخاص يعتبر من الأسباب الرئيسة في فشل كثير من البرامج التدريبية في تحقيق النتائج المرجوة منها، حيث طغى وجود المحاضرين من الأكاديميين والمنظرين في تلك البرامج التدريبية على وجود المتخصصين. هذا بالإضافة إلى غياب التوجيه المدروس من قبل العائلة والمدرسة للشاب لمساعدته في تحديد مساره الوظيفي المناسب له. * هناك انتقادات لبعض المراكز التدريبية لاستقطابها مدربين غير متخصصين؟ كيف تنظرون إلى ذلك؟ - أعتقد أن هناك خلطاً عند بعض المراكز والمعاهد التدريبية بين تعريف المدرب وتعريف المحاضر أو المنظّر أو المستشار. فتجد أن غالبية (المدربين) هم من المحاضرين في الأصل.. هذا من جانب، ومن جانب آخر نجد أن هناك فئة من المدربين الذين يأتون من خارج المملكة ولم يكونوا قد عملوا في السعودية، وبالتالي فهم بعيدون كل البعد عن ثقافة وبيئة العمل في القطاع الخاص بالمملكة مما سيؤثر سلباً على المتدربين من الشباب السعودي فيخرج المتدرب في نهاية البرنامج بحصيلة نظرية (يعتقد أنها مفيدة) وهي في الأصل لا تمت إلى الواقع بصلة. ومن المآسي التي لاحظتها أن بعض المراكز تستقطب مدربين يأتون إلى المملكة ليدربوا شبابنا في فن الإدارة وهم (أي المدربين) لم يتقلدوا في حياتهم منصباً إدارياً. فمن غير المنطقي أن تأتي بمستشار لم يعمل في حياته في مجال الإدارة ليدرب مديري شركتك في فن الإدارة. هناك نصيحة لجميع المسؤولين في الشركات والمؤسسات، هي أن يتم طلب السيرة الذاتية للمدرب قبل الموافقة على إرسال الموظف إلى البرنامج التدريبي، للتأكد من أن الموظف سيتعلم شيئاً عملياً وواقعياً من شخص ذي خبرة لها علاقة بطبيعة عمل المتدرب. * إذاً ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه مراكز التدريب والمعاهد لتأهيل وتوظيف الشباب السعودي؟ - أود أن أناشد جميع مراكز ومعاهد التدريب بجميع فئاتها في جميع مناطق المملكة التعاون والتكامل وتقديم خبراتها لبعضها البعض لتحسين وتطوير معاييرها وأنظمتها وبرامجها التدريبية، بدلاً من المنافسة فيما بينها لا لشيء إلا لأخذ أكبر قدر من شريحة التدريب في السوق السعودي. لو تم فتح قنوات تعاون بين جميع المراكز والمعاهد كل في تخصصه لتحسن مستوى البرامج التدريبية ولوجدنا شباباً أكثر كفاءة ومنشآت أكثر فاعلية. أنا ضد المنافسة بين مراكز ومعاهد التدريب بالشكل الذي نراه اليوم. الجميع يحاول طرح برامج تدريبية بتخفيضات (هائلة) دون ضمان لجودتها. الخدمة المتميزة يجب أن يكون لها قيمتها. التعليم الجيد له قيمته الباهظة، فما بالك بالتدريب الجيّد؟! * تعتبر نسبة توظيف النساء في القطاع الخاص قليلة ومتدنية.. ما الدور الذي يمكن أن تقوم به شركات التوظيف أمثال (توطين) لزيادة هذه النسبة؟ - يعتبر تفعيل عملية توظيف النساء في القطاع الخاص من أولويات شركة (توطين)، لكن للأسف نجد أن الفرص الوظيفية لهن لا تزال محدودة وبشكل كبير على الرغم من الطلبات المتزايدة من طالبات العمل لدينا. نحن نعلم أن مشكلة البطالة النسائية في مجتمعنا في تزايد مستمر، ويساهم فيها كثرة المخرجات التعليمية والتدريبية وندرة المدخلات المهنية. يجب على الجميع البحث عن حلول مبتكرة لمثل هذه المشكلات. و(توطين) قد بدأت بالفعل في العمل مع بعض شركات القطاع الخاص بالبحث في كيفية تفعيل دور المرأة فيها مع المحافظة على مبادئ وقيم وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. * وما هو دور القطاع الخاص للمساهمة الفاعلة في توظيف الشباب السعودي؟ - ينبغي على شركات القطاع الخاص تغيير نظرته إلى الشاب السعودي على أنه شاب غير ملتزم وأن له أولويات أخرى غير عمله. أنا متأكد من أن الشاب السعودي ملتزم إذا تم تقديره بحوافز تساعده على الاستقرار في حياته الوظيفية والأسرية. الشاب السعودي يبحث عن التطوير الوظيفي والمادي، لكن مع الأسف لا نزال نرى بعض الشركات التي تصر على أنه يجب على الشاب السعودي أن يقبل بما كان يقبله العامل (غير السعودي). نحن مقبلون على مرحلة جديدة تختلف عن تلك المرحلة التي كان يشغلها العامل غير السعودي ذو الدخل المتدني. تكلفة المعيشة في تزايد مستمر وأرباح الشركات في تزايد مستمر أيضاً. والاستثمار في التعليم والتدريب يكلف عائلاتنا السعودية ما لا تطيق. فالواجب على الجميع الاعتراف بأن شبابنا هم ثروتنا الحقيقية التي يجب أن نستثمر فيها وأن نجاهد من أجل أن نفخر بهم في القريب العاجل. وإذا كانت هناك فئة من الشباب لم تلتزم ولم تشعر بالمسؤولية تجاه مجتمعها، فالواجب علينا عدم تعميم سلوكياتها على أنها سلوكيات الشباب السعودي عامة.