* عقلة الصقور - سالم بن حيلان الوهبي: يكثر الحديث هذه الأيام في عقلة الصقور عن المستشفى الذي افتتح في عام 1421ه والذي توقع الكثير من المواطنين أن يقدم لهم خدمات صحية راقية تنهي معاناة السنوات التي سبقت افتتاحه، وللوقوف على ما يتعلق بالنقص في هذه الخدمات كان ل(الجزيرة) هذه الجولة.. أهمية المستشفى يعتبر مستشفى عقلة الصقور من أهم مستشفيات المنطقة وذلك لعدة أسباب مهمة، وهو أنه المستشفى الوحيد في غرب القصيم الذي يقع بين أكثر من 50 مركزاً وقرية وهجرة، بالإضافة إلى وقوعه على الطريق المؤدي إلى المشاعر المقدسة، سواء الطريق القديم أو الطريق السريع، بالإضافة إلى أنه يقع في منطقة كبيرة جداً؛ ففي الجهة الشمالية يبعد أقرب مستشفى عن هذا المستشفى حوالي 100 كلم عبر طريق صحراوي وهو مستشفى سميراء، وفي الجنوب يبعد أقرب مستشفى عنه وهو مستشفى عفيف العام وعبر طرق صحراوية أكثر من 350 كلم، وفي الشرق يبعد أقرب مستشفى عنه 160 كلم وهو مستشفى الرس العام، وفي الغرب يقع مستشفى الحناكية الذي يبعد أكثر من 200 كلم، وبهذا فإنه يخدم منطقة كبيرة جداً ويشرف على العديد من المراكز الصحية الصغيرة ذات الخدمات المحدودة. كثرة المراجعين من خلال إحصائية نشرتها إحدى الصحف عن عدد المواليد في مستشفى عقلة الصقور في العام الماضي أثبتت أن هناك عدداً كبيراً جداً من المراجعين في هذا القسم فقط، بالإضافة إلى أن هناك أعداداً كبيرة من المراجعين، حيث يقدر متوسط المراجعين في اليوم الواحد بأكثر من 200 مراجع، وبذلك فإن أعداد المراجعين تثبت حاجة هذا المستشفى للتطوير وتقديم المزيد من الخدمات الصحية. كثافة سكانية أيضاً من خلال إحصائيات تم نشرها أن أعداد سكان عقلة الصقور بدأ في التزايد نتيجة هجرة المواطنين من القرى والهجر إلى عقلة الصقور للاستفادة من الخدمات التي وفرتها حكومتنا الرشيدة داخل عقلة الصقور؛ حيث يوجد أكثر من 25 دائرة حكومية تقدم خدماتها للمواطنين، ويقدر عدد سكان عقلة الصقور والقرى المحيطة بها بحوالي 25000 نسمة. مشكلات المستشفى في اليوم الأول من افتتاح المستشفى جنَّدت المديرية العامة للشؤون الصحية كافة طاقاتها ووجهت العديد من الأطباء والفنيين والممرضين والممرضات إلى المستشفى، واستبشر الأهالي خيراً في أن هذا الطاقم سيقدم لهم خدمات متميزة، لكن الأمر أصبح مغايراً تماماً؛ حيث عاودت المديرية سحب هؤلاء الأطباء والفنيين والممرضين والممرضات إلى مستشفيات أخرى وذلك بعد حفل افتتاح المستشفى بأيام قلائل!! ومن ثَمَّ توالت الخدمات في النقص، ومن أهم المشكلات التي يواجهها الجميع ما يلي: - كثرة التحويلات التي تتم من هذا المستشفى إلى المستشفيات الأخرى التي قد تكون لأسباب إما لعدم توفر الأجهزة الطبية اللازمة أو لعدم وجود الطبيب المعالج أو لقلة خبرة بعض الأطباء وتخوفهم وإزاحة الهم إلى طبيب آخر، والذي أظن أنه يستطيع أن يجيب عن ذلك هم الأطباء الذين يستقبلون هذه الحالات المحوَّلة في مستشفى الرس العام؛ لأنهم يعلمون جيداً هل الحالة تستدعي التحويل أم لا تستدعي. - وجود بعض الأطباء الذين انتقلوا مباشرة مع المركز الصحي القديم ولم يتغير لديهم شيء في الأداء الذي يجزم أغلب السكان أنه لم يتم الاستفادة منهم نهائياً. - يؤمن الجميع أن ارتباط المستشفى بالرعاية الصحية الأولية بالمديرية قد جعل المستشفى يعامل كمركز صحي من حيث عدة أمور، وهي أن جميع الأطباء الموجودين يتبعون إدارة الرعاية الصحية الأولية، فالشيء الغريب جداً أن هذا المستشفى يرتبط بهذه الإدارة مع أنه من المفترض أن يرتبط بإدارة المستشفيات فهو يعامل كمركز صحي. - قلة عدد الأسرَّة التي تتوفر بالمستشفى، فمثلاً قسم النساء يتكون من 15 سريراً، وقسم الرجال 15 سريراً، حتى إنه في كثير من الأحيان تُشغل هذه الأسرَّة بالكامل كما هو موضح بهذه الصورة المرفقة التي يظهر فيها مريضان على سرير واحد، والصورة الأخرى توضح بعض المرضى في أحد الممرات. - عدم وجود غرفة للعناية المركزة في هذا المستشفى، والغريب في ذلك أن المستشفى يقوم بإجراء عمليات جراحية، والسؤال الذي يفرض نفسه كيف سيتم التعامل مع الحالات التي قد تحتاج إلى عناية فائقة ومركزة، بالطبع فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو سيارة الإسعاف التي سوف تقوم بنقل المريض حوالي أكثر من 160 كلم إلى مستشفى الرس العام. - عدم وجود بنك للدم يغذي المستشفى باحتياجاته الضرورية، بالإضافة إلى أن الكثير من المواطنين يفضلون التبرع بالدم، ولكن لا يجدون مَن يستقبلهم في هذا المستشفى. - قلة الأطباء الاستشاريين في كثير من التخصصات المهمة، وسوء التنظيم في العيادات جراء ازدحام المستشفى، وهذا ليس بسبب الموظفين، بل بسبب إقفال المركز الصحي في عقلة الصقور الذي من المفترض أن يكون هو البداية في استقبال الحالات البسيطة ومن ثَمَّ التحويل إلى المستشفى كما هو معمول به في كثير من مدن المملكة. - عدم وجود حضَّانة للأطفال الذين يحتاجون إلى الحضانة داخل أجهزة متعارف عليها؛ إذ إنه في هذه الحالة يتم نقل هؤلاء الأطفال إلى مستشفى الرس العام، وكثير من الأحيان تبقى الأم في مستشفى عقلة الصقور والطفل في مستشفى الرس داخل الحضانة. - عدم وجود تنظيم جيد لاستغلال الغرف بما يخدم المريض والمراجع، وقد يكون ذلك لصغر المبنى، لكن لا يمنع ذلك من إيجاد بدائل أخرى أكثر إيجابية مما هو معمول به الآن. - عدم وجود بوابة خاصة بالنساء في العيادات؛ حيث يختلط الرجال بالنساء ودون قصد وذلك لصغر المكان وعدم الترتيب الجيد لتلك العيادات. كلمة أخيرة كثر الحديث عن تطوير المستشفى وكثر الحديث عن مطالب المواطنين لتطوير هذا المستشفى المهم، لكن الغريب في الأمر هو صمت المديرية أمام تلك المطالبات التي تصلهم من المواطنين عبر الصحف، وخصوصاً هذه الصحيفة التي تنقل صوت المواطن أياً كان موقعه.