اطلعت على ما كتبه الأخ: أيمن التميمي في جريدة الجزيرة عدد 11887 حول تدريس اللغة الانجليزية في المرحلة الابتدائية حيث أبدى تحفظه في تدريس تلك اللغة للصفوف الأولية، أوافقه في هذا التحفظ، وذلك للأسباب الآتية: 1- حتى لا تزاحم اللغة الانجليزية، اللغة العربية فتحظى باهتمام التلاميذ والاندفاع لتعلمها، والتفاخر بالرطانة بها سواء من قبل التلاميذ أو من قبل ذويهم، وهذا واقع لا محالة، فاللغة الانجليزية لغة جديدة على التلميذ والجديد مرغوب فيه، ويتردد صدى ذكرها بين الناس، والتلميذ يسمع ذلك فيرسخ في ذهنه أفضليتها على لغته العربية، فإذا كان التلميذ منذ نعومة أظفاره مبهوراً ومأخوذاً بما عند الغير، فكيف الحال به إذا اشتد عوده وأمته في أمس الحاجة له، وهو يعتقد أفضلية غيرها عليها. 2- التلميذ في المرحلة الابتدائية يعاني من كثرة المواد الدراسية، وتنوعها وصعوبة استذكارها، وتدريسه للغة الانجليزية يزيد من معاناته واجهاده. 3- يجد ذوو التلميذ صعوبة في مراجعة مواضيع مادة الرياضيات، وغيرها من المواد الدراسية مع أبنائهم، لعدم اتقانهم للكثير منها، فكيف يكون حالهم إذا درس ابناؤهم اللغة الانجليزية. 4- الصعوبات التي سيجدها ذوو التلاميذ، ستدفعهم للاستعانة بالمدرس الخصوصي، ومدرسو تلك المادة قلة. لذا سترتفع أجور معلميها، وهذا مما سيثقل كاهل ولي أمر الطالب، وتعبه مادياً ومدعاة ايضاً لزيادة انتشار الدروس الخصوصية. 5- الاعتقاد بأن تدريس هذه اللغة في المرحلة الابتدائية، مجد في التغلب على ضعف بعض الطلاب فيها في المرحلة المتوسطة والثانوي اعتقاد خاطىء، فالطالب في هاتين المرحلتين يظهر ضعفه في غيرها من المواد الدراسية مثل: الرياضيات وبعض مواد اللغة العربية، وهو يدرس هذه المواد منذ التحاقه بالمرحلة الابتدائية وحتى التخرج منها، ويظهر ضعف بعض الطلاب في مادتي الكيمياء والفيزياء، فهل العلاج لضعفهم في هاتين المادتين فرض تدريسهما في المرحلة الابتدائية. 6- تدريس اللغة الانجليزية في المرحلة الابتدائية، سيؤخر في سعودة معلمي هذه المادة. وفي الختام: يظل السؤال الآتي: لماذا التركيز على تعلم اللغة الانجليزية فقط؟ فاللغة الانجليزية ليست لغة علوم العصر، فهناك دول لا تتحدث هذه اللغة، مشهورة بجودة انتاجها وكثافته وإقبال الناس عليه كما ان اتقان اللغة الانجليزية لا يفتق الاذهان ويجعل متحدثيها في مصاف المفكرين والمخترعين، فلو كان الأمر كذلك، لأصبحت الشعوب الانجليزية رجالها ونساءها، وعقلاءها وسفهاءها علماء يشار إليهم بالبنان، إنما الجد والاجتهاد واجراء التجارب، وعدم استعجال النتائج ومواصلة العمل مهما تكن الصعوبات والمعوقات، هو سبيل النجاح، فما من أمة تدرك ذلك وتعمل به الا ويكون النجاح حليفها، وما عدا ذلك فتعلق بقشور لا تسمن ولا تغني من جوع. وللتغلب على ضعف الطلاب فيها، لو يقتصر على تعلم أبجدياتها مع المسميات الشائع استعمالها، لطلبة الصف الأول متوسط ثم يتوسع في تعلمها في الصف الثاني، وهكذا مع بقية الصفوف. والله ولي التوفيق..