سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة.. خالد بن حمد المالك.. حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فقد قرأت في جريدتكم المباركة ص32 الأحد 21 من ذي القعدة 1425ه العدد 11784 تعقيباً عنوانه (هكذا الطرح يا دكتور) للأستاذ عبد العزيز بن علي العسكر على مقال الدكتور محمد أبو بكر حميد تحت عنوان (لا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير)، وقال في تعقيبه نسأل الله أن يكتب لك في كل حرف خطَّته يمينك أو طبعته أناملك ألف ألف حسنة، وأن يرفعك به في الدنيا والآخرة ألف ألف درجة، ونقول له: هذا كلام فيه مجازفة كبرى، ومبالغة عظمى، واعتداء في الدعاء وقد قال الله تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (55) سورة الأعراف، وليس ما خطته يمينه أو طبعته أنامله بأفضل من كلام الله تعالى، فروى الترمذي بسنده عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)، وقال الترمذي في حديث حسن صحيح.. وليس ما خطته يمينه، أو طبعته أنامله بأفضل من الجهاد في سبيل الله، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة مائة درجة أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض.. رواه البخاري. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وجبت له الجنة) فعجب لها أبو سعيد فقال: أعدها عليَّ يا رسول الله ففعل ثم قال وأخرى يُرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض قال وما هي؟ يا رسول الله قال: (الجهاد في سبيل الله.. الجهاد في سبيل الله) رواه مسلم. فعلى صاحب هذا التعقيب الاستغفار والتوبة مما تفوَّه به وكتبه، ففي الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) صححه الحاكم وحسَّنه الألباني. أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يثبتنا وإياه بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وأن يقبل العمل ويعفو عن الزلل.. إنه قريب مجيب سميع الدعاء.. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. عبد الرحمن بن صالح الدغيشم