تعد قاعدة الحبة الملتهبة أضعف نقطة فيها وأثناء ضغطها تنفجر القاعدة إلى الداخل وينتشر الالتهاب في الطبقات الداخلية من البشرة مسببا التهابا في الجلد مما يؤدي ذلك إلى تأخير الشفاء لمدة أطول وعدم التئام الجرح بسهولة، والطريقة السليمة لتعامل مع مثل هذه الحبوب هي إما بمعالجتها بمحلول بينزويل البيروكسايد أو مراجعة طبيب الجلدية. تكتسب حماية البشرة أهمية مضاعفة كون الجلد هو الأكثر احتكاكاً بالوسط الخارجي والأكثر تعرضاً للعوامل البيئية المختلفة والأذى الذي قد تحدثه لذلك من الاهمية بمكان التأكيد على حماية الجلد والعناية الدائمة به. كما ان الجلد يلعب دورا اساسيا كحاجز الدفاع الأول للجسم ضد العضويات الغريبة والعوامل الخارجية. وتكتسب العناية الدائمة والمتواصلة بالجلد أهمية عموما في كافة مراحل الحياة وتكون ملحةً عند الرضيع بصفة خاصة كما يقول موقع ميديكا سوريا، حيث تكون البنية غضة وغير مكتملة النمو والوظائف بعضها غائب وبعضها الآخر قليل التنظيم، وتستغرق بين 2 - 3 أعوام حتى تكتسب نضجها الكامل. * بنية جلد الرضيع تكون بنية جلد الرضيع مشابهة إلى حد ما لبنية جلد البالغ، باستثناء الأدمة التي تستغرق حوالي السنتين لتكتسب نضجها الكامل، ويكون عدم النضوج البنيوي هذا أكثر وضوحاً لدى الخدج. البشرة: تكون الطبقة المتقرنة في جلد الوليد المكتمل أكثر رقةً وأقل تماسكاً مما هي عليه لدى البالغين، مما يؤهب لحصول اندفاعات فقاعية خاصةً في المناطق حول العجان والسرة وفي ثنيات الرقبة، وتكون تلك الطبقة أكثر رقةً وهشاشيةً عند الخدج وتستغرق حوالي 15 يوماً لاستدراك ذلك الفرق. الأدمة: ذات سماكة أقل 3 - 4 مرات من مثيلتها لدى البالغين، وتكون هذه الأدمة انتقالية، مع عدد كبير من الأرومات الليفية وقليل من الألياف الدقيقة وغير الناضجة. الوصل الأدمي البشروي يتكون من الغشاء القاعدي البشروي والمنطقة المتاخمة، وهو يشبه في تركيبه وبنيته ما هو عليه لدى البالغين. الغدد العرقية الناتحة: تكون كاملة التكوين والعدد في جلد الرضيع مقارنةً بجلد البالغ إلا أن كثافتها تتغير تبعاً لسطح الجسم، فنجد مثلاً 120 غدة/ سم2 على الفخذ عند البالغ مقابل 500 غدة/سم2 غدة لدى الوليد المكتمل. ويظهر الاختبار العصبي أن هذه الغدد تعمل بشكل غير منتظم لأن الجهاز العصبي الذي تعمل تحت إشرافه لم يصل إلى نضجه الكامل بعد، الأمر الذي يؤدي إلى عدم نضج التنظيم الحراري وظهور الدخنيات العرقية. * الغدد العرقية تكون الغدد العرقية المفرزة متطورة بشكل جيد في جلد الرضيع، ولكنها متوقفة عن العمل في فترة الإرضاع لأنها تحت السيطرة الهرمونية. * الغدد الزهمية تعمل تحت السيطرة الهرمونية، وتكون متطورة بشكل كبير، حيث تقوم بإفراز الزهم الذي يكوّن طلاءً دهنياً يغطي جلد الرضيع عند الولادة، ويؤدي هذا السيلان الزهمي الفيزيولوجي إلى ظهور حبات الدخن والعد الوليدي وإلى التهابات الجلد الزهمية في الأشهر التالية للولادة، وبما أن أندروجينات الأم هي التي تحرض الغدد الزهمية أثناء الحياة الجنينية فإن عمل هذه الغدد سيتثبط بعد الولادة إلى ما قبل البلوغ حيث تعاود نشاطها. * الفلم المائي الدهني السطحي يتكون من الإفرازات العرقية والزهمية والتي تكون بالمحصلة شبه غائبة لأن الغدد الزهمية تكون إما متوقفة أو ضعيفة النشاط، مما يحرم جلد الوليد المكتمل من الحماية من التجفاف وينقص وظيفة الحاجز الجلدي للبشرة. * الأوبار والأشعار وهي زغب متغير الغزارة يتساقط خلال الأيام الأولى من حياة الوليد، بينما يبقى زغب فروة الرأس حتى ما يقارب الشهر الثامن، ويكون الزغب أكثر انتشاراً عند الخدج ويستغرق فترة أطول حتى يختفي. * الأوعية الدموية يكون تكوُّن الأوعية الدموية لدى الوليد غزيراً جداً وغير منتظم مع اضطرابات حركية وعائية متكررة وأورام وعائية. ينتج احمرار الوليد المكتمل عن كثافة الضفائر الوعائية السطحية، ويبدأ خلال أيام قليلة توضع شبكة حليمية مشابهة لتلك التي عند البالغ، إلا في الوجنتين حيث تحتفظ بسحنة وردية اللون. * التعصيب يتابع الوليد نضجه بعد الولادة، لذا تكون الحركية الوعائية لدى الوليد غير ناضجة لأنها تحت السيطرة العصبية، وهذا ما يفسر الازرقاق الشبكي المرافق لصراخ الطفل. ** ويقوم الجلد بعدة وظائف هامة كالتالي: 1 - الحماية الميكانيكية للجلد: ترتبط الحماية الميكانيكية للجلد ببنية البشرة الحية وبنية الوصل الأدمي البشروي، وتكون فعالة لدى الوليد المكتمل كما هي لدى البالغ، في حين تكون غير متينة لدى الخديج. 2 - الحماية الكيميائية للجلد: تتمركز الوظيفة الحاجزية للجلد في الطبقة المتقرنة، وقد أجمع الباحثون على القول بأن نفوذية الجلد عند الوليد المكتمل تكون مماثلة لما هي عليه لدى البالغ، إلا أن هناك عدة عوامل تتدخل لتفسر الحوادث التي يخشى منها لدى الأطفال والتي تنجم عن الامتصاص الجلدي: سماكة الطبقة المتقرنة: تكون سماكة الطبقة المتقرنة أقل بوضوح لدى الخدج، وتتفاوت هذه السماكة حسب الموقع التشريحي، ويؤثر ذلك على الامتصاص الموضعي، فكلما كانت الطبقة المتقرنة أرق كلما كان الامتصاص أكبر، كما أن ترقق الطبقة المتقرنة المحدث لدى تطبيق لاصق بلاستيكي يمكن أن يؤثر أيضاً على الامتصاص الجلدي. سلامة الطبقة المتقرنة: يمكن لأي تقرح أن يزيد من الجاهزية الحيوية للدواء المطبق موضعياً، وقد يترتب على ذلك نتائج خطيرة. تغطية الجلد: تضاعف تغطية الجلد سواء كانت صنعية (حفاض) أو طبيعية (ثنيات) من قابلية امتصاص الجلد عشر مرات، وتعد منطقة ما حول العجان - حيث تتكرر تطبيقات الأدوية الموضعية - إحدى المناطق الأكثر نفوذية، فعامل الامتصاص الصفني يساوي 42 بينما لا يساوي إلا 1 على الوجه الداخلي لمنطقة الساعد المأخوذة كشاهد. علاقة سطح الجلد - الوزن: تكون أكبر بثلاث مرات لدى الرضع منها لدى البالغين، وهذا ما يزيد التركيز النسيجي للمادة المطبقة على ذات المساحة السطحية، وقد تبين في إحدى الدراسات أن كمية حمض الصفصاف الداخلة إلى الدوران الدموي كانت بتركيز 3 ملغ/كغ لدى الرضيع مقابل 1 ملغ/كغ لدى البالغ وذلك عند تطبيق المادة بصورة متماثلة. ثوابت الحركية الدوائية: تشرح هذه الثوابت الخطر المتزايد للتسمم الجهازي عند التطبيق الموضعي للأدوية لدى الوليد المكتمل، فحجم التوزيع يكون أكثر ارتفاعاً ويعزى ذلك إلى وجود جزء حر بكمية كبيرة، وقابلية التسمم تكون أكبر ويعزى ذلك إلى عدم كفاية إزالة السمية الكبدية وإلى قصور التصفية الكلوية الكبية (التي تكون أضعف بمرتين)، ويساهم عدم نضج الحاجز الدموي الدماغي وارتفاع الوزن النسبي للدماغ بازدياد خطر السمية العصبية. يزداد خطر التسمم الجهازي بعد التطبيق الموضعي عندما تشكل مساحة التطبيق أكثر من 20 من سطح الجلد، وهناك حالياً بعض التطبيقات الموضعية التي يمنع استخدامها عند الرضع قبل سن 30 - 36 شهراً كالكافور وحمض البور، ويوصى بتوخي الحذر لدى استخدام أدوية أخرى كاليود وحمض الصفصاف، ويجب تجنب استخدام العطور الكحولية التي يمكن أن تسبب تسمماً حاداً. إن عدم النضج الوظيفي لجلد الرضيع يستوجب من جهة حذراً كبيراً في استخدام الأدوية الموضعية، ومن جهة أخرى اختبار المستحضرات المتوافقة مع البشرة والتي تدعم دفاعها من جهة أخرى، ويجب أن تكون المستحضرات التجميلية مصاغة بضوابط صيدلانية خاصة فيما يتعلق باختيار المواد الأولية ومراقبتها في مختلف مراحل الإنتاج، ويجب أن تولي الاختبارات المتعلقة بالخواص الخافضة للحساسية اهتماماً خاصاً. 3 - الاستقلاب الجلدي: يعتبر الجلد العضو الأساسي في اصطناع الفيتامين D، ويكون دوره هذا في غاية الأهمية عند الطفل الذي يكيف استقلابه لفيتامين D مع حاجته إليه بخلاف البالغ الذي يملك مخزوناً من فيتامين D يحافظ عليه خلال الشتاء، كما يساهم جلد الطفل في إتمام استقلابات مواد أخرى كالأندروجين، والاستروجين، والبروجسترون، وحمض الآراشيدونيك والريتينوئيدات. ويستطيع الجلد أيضاً أن يشارك في التحطيم السمي لأنه يملك ما يعادل 2 من إمكانية الاستقلاب الكبدي. 4 - الحماية الحرارية: يلعب الإفراز العرقي دوراً أكبر من دور الجملة الوعائية الجلدية في تأمين الحماية الحرارية، ويمكن للوليد المكتمل أن يتعرق بخلاف الطفل الخديج، ولكن تكون درجة تحريض التعرق أكثر ارتفاعاً منها عند البالغ (فتكون 36 م بدلاً من 30م)، وهذا ما يزيد من تأثير ضربات الشمس وضربات الحرارة، وتشير العلاقة بين النشاط الكهربائي والحراري في أطوار النوم إلى أن الرضيع يتعرق بغزارة عندما ينام. فإن عدم نضج التحكم العصبي للإفراز العرقي وللحركية الوعائية يؤدي إلى تنظيم حراري غير صحيح قبل بلوغ عمر السنتين. 5 - الحماية المضادة للإنتان: يساهم تجدد البشرة في المقاومة ضد الإنتانات، ويشارك في ذلك الفلم المائي الدهني ودرجة الحموضة الجلدية، حيث تكون درجة حموضة الجلد عند الوليد حتى عمر أسبوعين قريبة من الاعتدال (pH قريبة من 7) بينما تكون القيم لدى البالغ متراوحة بين 2,4 و6,5 لذا تكون مقاومة الإنتان أضعف لدى الوليد خلال تلك الفترة. من جهة أخرى يكون الفلم الدهني قليل التواجد والمناعة الموضعية تكون غير ناضجة. يعزى جزء من دفاع الطفل حديث الولادة إلى مجموعة من الجراثيم المتعايشة على جلد الطفل، حيث يكتسب الطفل هذه المجموعة من الجراثيم (المكورات العنقودية، العصيات القولونية، المكورات العقدية، الوتديات) إما عند عبوره للمنطقة التناسلية، أو في فترة لاحقة بالنسبة للأطفال المولودين بعملية قيصرية حيث يولد80 من هؤلاء الأطفال بجلد عقيم.يؤمن هذا التعايش البيئي الجلدي مقاومة لنمو العضويات الممرضة بالتنافس الغذائي وبإفراز المواد المضادة حيوياً وبتنشيط المناعة.إن اجتياح الجلد بجراثيم البروبيونيات العدية يحدث في فترة ما قبل البلوغ، ويكون المحمول الأنفي من المكورات العنقودية الذهبية أكثر شيوعاً لدى الأطفال منه لدى البالغين، وتكون أيضاً أكثر انتشاراً على جلد الطفل المصاب بالتهاب الجلد الاستشرائي حيث تشكل90 من الفلورا الجلدية. 6 - الحماية الضوئية تكون الخلايا القتامينية في جلد الوليد المكتمل ضعيفة من الناحية الوظيفية، وبالتالي لا يكون هناك إلا فروق بسيطة في اللون بين الرضع، وتكون الحماية الضوئية التي تؤمنها تلك الخلايا ضعيفة، لذا لا ينصح بتعريض الطفل إلى أشعة الشمس خاصة تحت سن 6 أشهر حيث أن التنظيم الحراري لا يكون ناضجاً لديه ويكون خطر إصابته بضربة شمس كبيراً، وبعد هذا السن يصبح استخدام مستحضرات الوقاية من الشمس ضرورياً لحماية الرضيع الضعيف تجاه أشعة الشمس، وأمام ازدياد حوادث الورم القتاميني الخبيث والموت المرتبط به. أخذت الهيئات العلمية بعين الاعتبار التأثير المؤذي لكامل الطيف الشمسي خاصةً لدى الأطفال حيث يمتص الجلد في هذه الفترة 30 - 50 من مجموع الطاقة الشمسية التي تلامسه طوال الحياة، لذا يجب حماية الأطفال الصغار باستخدام عاكسات ضوئية ذات قرينة حماية عالية، وكذلك باستخدام المستحضرات الخالية من المرشحات الكيميائية لتجنب الامتصاص الموضعي الكبير لها - والذي يكون أكبر ب- 3 مرات من الامتصاص عند البالغ - ولتفادي التحسس الجلدي والضوئي التماسي.