لا أعرف من أين أبتدئ في الكلام عن فخر السعودية برجالها وأبطالها البواسل الذين منهم الرائد طلال المانع لأني مهما كتبتُ عن الشهيد لا أستطيع أن أوفيه حقه وحق زملائه الذين استشهدوا على أرض الوطن وعلى أيدي هؤلاء الحثالة الذين يعجز لساني عن النطق بهم ووصفهم لشعوري باشمئزاز في ذلك والذين يدّعون الدين والإسلام! والإسلام والله بريء منهم وكل من يسفك دماء المسلمين الأبرياء من أجل التكفير، فأي دين وإسلام يدعو لذلك؟! أقف هنا قليلا وأطرح سؤالا يدون في خاطري وكثير من حولي. ما ذنب هؤلاء الأبرياء بأن يقتلوا؟! ما ذنب هؤلاء الأطفال بأن تيتموا؟! لقد خنقتني العبرات عندما شاهدت بعض الصور التي نشرت في إحدى الصحف عن أبناء الشهيد طلال وهم نواف الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره وفجر الطفلة الصغيرة التي ولدت بعد وفاة والدها ببضعة أشهر والتي حرموها من رؤية والدها. كما حزنت حزناً شديداً عندما لمستُ الحزن العميق في نفوس عائلة وزوجة الشهيد من خلال سماع وقراءتي لبعض اللقاءات التي أجريت مع أشقاء الشهيد سواء في التلفاز أو الصحف المحلية أو المقالات التي كتبت عنه كمقالة أخت الشهيد الأستاذة سلطانة المانع في الجزيرة ورسالة زوجة الشهيد أم نواف التي كتبتها ووجهتها إلى أبنائها. وها أنا أوجه رسالته إلى أم نواف صحيح أن ابنيك لا يعرفان أين ذهب والدهما لصغر سنهما ولكن سوف يعرفان فيما بعد بأن والدهما استشهد لأجل أن يحمي دينه ووطنه ويحميهما ويحمي غيرهما من هؤلاء الشرذمة. ولا تنسي يا أم نواف أن أبا نواف قد أقسم بالله على كتابه الكريم بأن يؤدي عمله كرجل أمن ليحافظ على دينه ووطنه وها هو قد أدى مهمته على أكمل وجه. ولا تنسي بأنه كان يتمنى الاستشهاد وها هو قد تحققت أمنيته ومات شهيداً. فيا أم نواف افتخري بأنك زوجة هذا الشهيد وأن الله رزقك هذين الطفلين من هذا البطل الشجاع المقدام الكريم الذي أسأل الله أن يغفر له وأن يحفظ أبناءك لك. وها نحن نشاهد الإرهاب بفضل الله ثم بعزم حماة الوطن يتساقط وينهزم وأخذ الله حقكم منهم فإن الله يمهل ولا يهمل. صحيح بأني لا أعرفكم ولكن أعرف شعوركم نحو فقيدكم وما علي إلا أن أرفع باسمي واسم الشعب السعودي عزاءنا ومواساتنا لكم وأننا نشارككم حزنكم على فقيدكم وفقيد الوطن. وأخيراً سوف تظل مملكتنا الغالية دائماً تنعم بإذن الله بالأمن والاستقرار تحت ظل الدين ثم ولاة الأمر وسوف يظل وطننا فخوراً شامخاً بوجود أمثال الشهيد الرائد طلال عبدالرحمن المانع، وغيره من رجال الأمن وليس لنا إلا الدعاء له ولشهدائنا البواسل رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته.