لم تؤثر موجة البرد القارصة التي تعرضت لها مدينة تبوك خلال اليومين الماضيين على توجه المواطنين لتسجيل بياناتهم وحصولهم على بطاقات الناخبين في العديد من المراكز الانتخابية، فقد لوحظ أن الفترات الأولى من أيام الانتخابات قد شهدت إقبالاً جيداً من المواطنين ولكن قل الإقبال بعد المغرب وبعد العشاء نظراً لاشتداد برودة الجو وانخفاض درجة الحرارة المستمر. وأبدى العديد من المواطنين سعادتهم من سهولة الإجراءات المتبعة وسرعة إكمال عملية التسجيل التي لا تتجاوز خمس دقائق بما فيها استخراج البطاقة. وكان المركز الانتخابي 532 الذي يتخذ من مركز الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي مقراً له قد شهد إقبالاً وتوافداً كبيراً من رجال الأعمال والمشايخ والأعيان والمواطنين الذين حضروا قبل موعد انطلاق مرحلة قيد الناخبين بأكثر من ساعة بغية المبادرة والظفر بالمقاعد الأولى للتسجيل إيماناً منهم بأهمية المبادرة للتسجيل في المراكز الانتخابية والشعور بالمواطنة والمسؤولية المشتركة مع الدولة -أيدها الله-. وكان رئيس بلدية منطقة تبوك رئيس لجنة الإشراف المحلية على الانتخابات البلدية بالمنطقة الدكتور علي بن سالم العصيفير في مقدمة الحضور في المركز الانتخابي 532 حيث تفقد سير العمل واطلع على كافة التجهيزات التي تم إعدادها لإنجاح سير الانتخابات وسجل سعادته انطباعاً جيداً عما شاهده في المركز الانتخابي من حسن تنظيم واستقبال وحث الدكتور العصيفير العاملين على بذل المزيد من الجهود في سبيل تحقيق النجاح لمثل هذه الأعمال الرائدة كما حث جميع المواطنين على التفاعل مع هذه الانتخابات ممتدحاً البداية الجيدة التي شهدها المركز مع اليوم الأول للانتخابات من خلال حضورهم المبكر والاستفسار والاهتمام الذي بدا على محياهم في مستهل انطلاق الانتخابات ونوه الدكتور العصيفير بدور وزارة الشؤون البلدية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية في تهيئة المراكز الانتخابية وتجهيزها بأحدث التجهيزات، مشيراً إلى أن المركز الانتخابي 532 بمركز الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي قد تم تزويده بثلاثة خطوط هاتفية لاستقبال تساؤلات المواطنين وهي: 044245300 - 044245100 - 044245200 . من جانبه أكّد مدير شرطة تبوك اللواء ناصر بن سعود العرفج أنه تم تكليف أربعة من منسوبي الأمن للإشراف الأمني على المركز بشكلٍ يومي بقيادة العقيد علي بن راشد الزهراني ومما يلفت الانتباه خلال جولتنا هو عدم العمل او تسليم الناخبين المسجلين (بطاقات ناخب) والاكتفاء فقط بتسليم الناخب صورة من طلب قيد الناخب وبرر رئيس بلدية منطقة تبوك هذا الإجراء بعدم ضرورة تلك البطاقات، مشيراً إلى أن حصول الناخب على صورة من طلب القيد يكفي لاتمام تسجيله حيث إن الاعتماد الأساسي هو على نموذج طلب قيد الناخب (نموذج 101) الذي يعتمد على التسجيل اليدوي ويتم رفعه للوزارة ويصدر على أساسه بيان الناخبين عبر الحاسب الآلي. وقد أعرب الشيخ سالم بن عيد بن حرب شيخ قبيلة بني عطية في تصريحٍ ل(الجزيرة) عن سعادته وهو يسجل اسمه في قيد الناخبين مؤكداً أن عملية الانتخابات البلدية هي نقلة حضارية تشهدها بلادنا وذلك عبر إتاحة الفرصة للمواطن للمشاركة في صنع القرار كما أن هذه الانتخابات ستكون دافعاً قوياً لتطوير الخدمات البلدية في مدينة تبوك ومحافظات المنطقة، ونفى الشيخ ابن حرب وجود أي تكتلات قبلية خلال التسجيل موضحاً أن صوته سوف يعطيه لمن يستحقه دون النظر إلى انتماءات قبلية، ودعا جميع المواطنين إلى المبادرة لتسجيل أسمائهم وعدم التخاذل عما دعا إليه ولاة أمر هذه البلاد وحمل الأمانة والإخلاص في العمل وإعطاء الصوت لكل مرشح غيور ومخلص لدينه ووطنه. من جانبه أكد رجل الأعمال عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة تبوك ورئيس اللجنة السياحية أحمد عطية الحارثي أن الانتخابات البلدية فرصة للمواطن للمشاركة في اختيار الكفاءات الوطنية التي تخدم المصلحة العامة للمنطقة، وقال الحارثي إن هذه التجربة الفريدة التي نمارسها الآن -إن شاء الله- ستكون فأل خير على تطور الخدمات البلدية، وقال إنني حريصٌ على المشاركة في الانتخابات والعمل على إنجاحها بعيداً عن العنصرية أو العواطف. كما أبدى نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بتبوك رجل الأعمال المعروف محمد حماد الوابصي تفاؤله الشديد بنجاح تجربة الانتخابات البلدية بمنطقة تبوك في ظل التجاوب الكبير الذي شهده المركز الانتخابي رقم 532 بمركز الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي مؤكداً أن هذا الإقبال الشديد يدل على وعي المواطن بدوره الاجتماعي ورغبته في المشاركة في صنع القرارات التي تمس حياته. وأشار الوابصي إلى أن تفاعل المواطنين مع هذه التجربة الرائدة هو تأكيد لتجاوبه الإيجابي مع النداء الوطني في توسيع المشاركة في اتخاذ القرار بما يضمن الوصول إلى قرارات موضوعية وعلمية تلبي الاحتياجات الفعلية للمواطن من خدمات عمرانية وصحية وبيئية وتعليمية. وأضاف: وإذا كان من الممكن عمل استشراف مستقبلي فإنني أجزم بنجاح التجربة السعودية في الانتخابات البلدية النابعة من الإرادة السياسية والرغبة الداخلية في الإصلاح والتغيير. وأردف قائلاً: ومن العناصر الأساسية التي تدعم نجاح التجربة بإذن الله الاستعدادات الضخمة التي وفرتها وزارة الشؤون البلدية والقروية من خلال التقنيات الإدارية الحديثة جداً التي تعتمد على أسس الحكومة الإلكترونية مثل موقع الانتخابات على الإنترنت والنماذج المبسطة والأدلة والإرشادات الإعلامية وأشاد الوابصي بالدور الرائد والكبير الذي تقوم به لجنة الإشراف المحلية بمنطقة تبوك برئاسة الدكتور علي بن سالم العصيفير من خلال إنشاء 20 مركزاً تم تجهيزها بالكامل وتوفير الكوارد الإدارية والفنية الملائمة في كل مركز انتخابي.