الإنسان.. ذلك المخلوق الذي كرمه المولى عز وجل بالعقل فوظفه بكل اقتدار في تنمية وتطوير كل ما من حوله حتى بلغ في زماننا الحاضر قمة حضارته فسبق المسافة وتجاوز كل الصعاب وحقق نجاحات مبهرة في كافة مجالات الحياة بما فيها المجال الرياضي الذي بات من شواهد رقي الشعوب وتقدم الأمم وانتهج في سبيل تحقيق أهدافه منهجية علمية ترتكز على الاستراتيجيات التخطيط العلمي وكل منهما عندما يغيب ترافق الاخفاقات صاحبها كما هو الحال في نادي الاتحاد عميد الأندية السعودية. فالكيان الأصفر والأسود تتوفر له كل مقومات التفوق حالياً اكثر من أي وقت مضى مثل العناصر فهو يضم غالبية نجوم المنتخب اضافة إلى الإمكانيات المادية الضخمة ورغم ذلك تجده بعيدا كل البعد عن ملامسة تطلعات جماهيره العريضة لأسباب عديدة يمكن أن نوجزها في التالي: اللهث وراء فلول الأهلي تجاوز الاتحاد منافسه التقليدي الأهلي في السنوات الاخيرة واصبح لا يخوض لقاء ضده الا ويكسبه ومن أمامه يتلذذ بأغلى البطولات ويحقق احلى الانتصارات، وعلى ما يبدو أن ذلك لم يرق للرئيس الاتحادي الذي اعاد العميد إلى الخلف فراح يستقطب كل ما هو أهلاوي وكأن به يريد أن ينقل اخفاقات القلعة للعميد. الواكد والبداية كانت عندما تعاقد مع اللاعب عبدالله الواكد والذي لعب موسماً للأهلي لم يقدم فيه ما يذكر ورغم ذلك وجد مكاناً له في الاتحاد وهو الذي بواقعية تامة لم يظهر بمستوى لافت مع فريقه الجديد وللانصاف لم يكن شيئا ولكن غيبته الاصابة لفترة طويلة ثم عاد كلاعب عادي لم يمثل أي إضافة للاتحاد رغم الملايين التي دفعت للتعاقد معه والتي لو وضعت في مكانها الصحيح لاستفاد منها الاتحاد كثيراً. دابو بلاشك فإن محمد أمين دابو يعتبر ابرز مهاجم مثل الأهلي وكان اكثر ما ينجلي في لقاءات المنافس التقليدي الاتحاد ويتميز اضافة إلى ذلك بإثارته للجماهير الاتحادية وهز الشباك الصفراء ورغم ذلك استقطبه الرئيس الاتحادي لتدريب البراعم ومنحه لقاء ذلك مميزات يسال لها اللعاب في حين أن المدربين الاتحاديين الوطنيين لا يحصلون سوى على مبالغ ضئيلة لا تقارن اطلاقاً بما يحصل عليه اللاعب والمدرب الأهلاوي دابو. سالم سويد قبل اقرار نظام الاحتراف انتقل اللاعب الاتحادي سالم سويد إلى صفوف الأهلي في قضية اثارة حفيظة الاتحاديين جميعا واحدثت خلافاً كبيراً بين بعض أعضاء الشرف والرئيس الاتحادي آنذاك طلعت لامي احتجاجاً على انتقال السويد إلى الفريق المنافس ورغم ذلك اعاده البلوي ليكون مساعدا للمدرب الأهلاوي دابو براتب مجزٍ لا يحصل عليه أي مدرب وطني اتحادي وسط دهشة الاتحاديين المخلصين للعميد فكيف يمكن أن يعود لاعب اتحادي باع النادي بأرخص الاثمان؟ ابراهيم سويد لاشك في ان إبراهيم سويد (شقيق سالم) لاعب صاحب امكانيات عالية ولكن بواقعية تامة لا يحتاجه الاتحاد نظرا لانه يلعب في مركز الوسط الايمن وهو المركز الذي يلعب فيه افضل لاعب سعودي أي محمد نور لذلك نجد أن السويد وهو الذي يلعب للمنتخب لازال أسير مقاعد الاحتياط في الاتحاد في الكثير من المباريات وهو الذي دفع فيه النادي أكثر من أربعة ملايين ريال في صفقة احتج عليها كثيراً شقيقه محمد السويد والذي لعب لفترة طويلة للاتحاد وكان إبانها محبوب الجماهير الاتحادية. القهوجي كان خالد قهوجي لاعباً مميزاً خلال مرحلة سابقة ولكنه سجل في السنتين الاخيرتين تراجعاً في مستواه الأمر الذي افقده مركزه الأساسي في صفوف الأهلي وإذا بالبلوي يتعاقد معه لا نعلم لماذا؟ لاسيما وأنه إضافة إلى ذلك هناك مناف ابو شقير اللاعب الاتحادي الموهوب يلعب في نفس مركزه وكذلك ماريو الكرواتي إضافة إلى إمكانية لعب الحسن اليامي والودعاني في هذا المركز وبالتالي فلم يكن هناك أي داع لابرام هذه الصفقة وانفاق الملايين عليها والغريب أن مشاكل لوكا والقهوجي انتقلت إلى الإتحاد فرفض المدرب اللاعب وابعده عن التشكيلة الاتحادية. القوزي لعب حسين القوزي للأهلي ولم يقم المستوى المأمول فما كان من الإدارة الأهلاوية إلاأن تنازل عنه لمصلحة الفريق الوحداوي وهناك ايضاً لم يضف جديداً فأسقط من الكشوفات الوحداوية. وإذا به فجأة ينضم إلى صفوف الاتحاد ولكنه كذلك لم ينجح في تقديم ما يذكر لذلك تم استبعاده.. لهذه الدرجة وصل الحال الاتحادي اللهث وراء كل ما هو أهلاوي لدرجة تبعث على الاستغراب والدهشة فاللون الاخضر مرحب به في العميد وبأغلى الأثمان. لوكا في مرحلة كان يعج فيها الفريق الأهلاوي بالنجوم تعاقد مع المدرب لوكا والذي اخفق رغم كل مقومات التفوق المتاحة لديه في ملامسة التطلعات الأهلاوية الأمر الذي دفع إدارة النادي إلى الغاء عقده والبحث عن بديل، وفي قطر وعندما كان فريق السد عبارة عن المنتخب القطري كذلك لم يفلح لوكا في تحقيق الآمال السداوية ولكن رغم ذلك تعاقد معه البلوي فأصبح الفريق الاتحادي يرسم أي جمل تكتيكية داخل الملعب ولا يقدم المستوى الذي يليق بالنجوم الذين تعج بهم صفوف الفريق والاخفاق الأول مع المدرب الأهلاوي كان في لقاء الأهلي القطري والذي يحتل المركز الثامن من أصل عشرة فرق ولم يحقق سوى فوز واحد من (11) لقاء ولكنه تمكن من الفوزعلى بطل آسيا وتغنى بهذا النصر المستحق في ظل تخبيص الإدارة الإتحادية التي تمتلك كل مفاتيح التفوق ولكنها بسذاجة تبعثرها وتضيع بالتالي فرصة تحقيق العميد لبطولات في متناول اليد كانت كفيلة برفع رصيده من الانجازات والبطولات في زمن يحتسب للاتحاد ولكنه للاسف لا يعيشه. فلقد حذرت غير مرة من التعاقد مع هذا المدرب المتواضع ولكن داء الأهلي استشرى في الرئيس لدرجة جعلته لا يرى امامه سوى اللون الأخضر الذي قاد الاصفر للاخفاقات وما رباعية الهلال وضياع بطولة التضامن ضد الإرهاب إلا البداية والقادم بلاشك سيكون اسوأ ما لم تتغير المنهجية التي بدأ بها نادي الاتحاد وإن لم يكن فعلى الإدارة الحالية الرحيل وترك الفرصة لأخرى ستكون بلاشك قادرة على توظيف كل الايجابيات المتاحة له التوظيف الامثل الذي يلامس تطلعات جماهيره العريضة. أجانب الاتحاد نسمع عن أرقام خرافية للتعاقد مع اللاعبين الاجانب ولكن في واقع الأمر لم نلمس أي اضافة قدمها لاعب اجنبي تعاقد مع البلوي سوى تشكيك والذي رحل وسط ظروف غامضة، والغريب أن الإدارة الاتحادية لا تتعظ من الدروس السابقة فلقد تعاقدت مع اكثر من لاعب كبير في السن ولم يقدم أي شيء للاتحاد رغم تاريخه الناصع ورغم ذلك تعاود الكرة وهذه المرة كانت مع ميكوفيتش الذي بلغ من العمر (33) عاما ولم يسعفه سنه للظهوربمستوى يضاهي الملايين التي انفقت للتعاقد معه، ولا زال هريرا صاحب العشرة ملايين يتدرب مع الفريق وسيرجيو الذي افلس بمثله كأساسي وماريو الذي لم يمثل أي إضافة يرتدي الشعار الإتحادي واخيراً أوبينا الذي رفضه المدرب رغم الملايين العشرة التي انفقت للتعاقد معه!! الجهاز الإداري نظرية التفوق الرياضية تعتمد في نجاحاتها على تضافر جهود المدرب واللاعبين والجهاز الإداري والقصور في أي من هذا الثالوث يلقي بظلاله على العنصرين الآخرين، وفي الاتحاد يكاد يكون دور الجهاز الإداري معدوما فالصنيع لا يملك من الخبرة ما يشفع له بتولي منصب المشرف على الكرة وبالتالي دوره لا يذكر.. ومن هنا اختلت نظرية التفوق الاتحادية والتي انهارت بوجود مدرب متواضع مثل لوكا الذي اثبت اخفاقه في كل منصب تقلده ورغم ذلك وجد له مكاناً في العميد، وأصرت الإدارة على استمراره ليكون إلى جوار الجهاز الإداري محوري الفشل الاتحادي الذريع والذي بلاشك سيتواصل ويتفاقم مع اصرار الإدارة الاتحادية على استمرارها لانها على ما يبدو تريد منفذاً لتعليماتها ولا ترغب اطلاقاً في افكار فعالة يقدمها هذا أو ذاك. روح العميد عندما تعود بالذاكرة إلى الخلف قليلاً تجد أن الاتحاد إبان الثلاثية والرباعية لم يكن لديه لاعبون بهذا الكم. والكيف ولكنه رغم ذلك كان يحقق انجازات عملاقة اولاً لوجود الروح العالية التي تغطي على كافة نقاط القصور ثم لقيام الجهاز الإداري بدوره على الوجه المطلوب واخيراً لفاعلية المدرب إلى جوار بطبيعة الحال جهود اللاعبين ولكن للأسف فإن ملايين البلوي وصفقاته الفاشلة قضت على أهم مقومات تفوق الاتحاد وعبر التاريخ الا وهي الروح، وفي تصوري انها لن تعود مجدداً للاتحاد في ظل المنهجية التي سلكتها الإدارة والمتمثلة في احضار من هب ودب للاتحاد. الحلول الناجعة وانطلاقاً من المصلحة العامة فإنني سوف أضع في السطور التالية الحلول التي من شأنها أن تعيد للاتحاد توهجه أملاً في تصحيح المسار فإما أن يأخذ بها الرئيس أو أن يرحل ويترك الفرصة لإدارة أخرى، لربما تلامس تطلعات جماهير الاتحاد: فريق عمل للتعاقدات أولاً: تكوين فريق عمل للتعاقدات فلقد اثبتت التجربة عدم مقدرة الرئيس على ابرام أي صفقة إيجابية للعميد وبالتالي من الواجب تكوين فريق عمل يقوم بالبحث عن مدربين ولاعبين اجانب فيكون إضافة للعميد امثال عبدالله بكر وجمال فرحان وأحمد جميل وعبدالله فوال أو غيرهم من الكفاءات الاتحادية. رحيل لوكا ثانياً: إلغاء عقد لوكا فوراً والبحث عن بديل له عن طريق فريق العمل سالف الذكر فاستمراره عبارة عن إضاعة للوقت ومزيد من التفريط فالرجل مفلس ولا أعلم كيف تم التعاقد معه؟! وإنما يأتي ذلك امتداداً للتوجه الأهلاوي من قبل إدارة البلوي وكأن العميد بات يدار برموت أهلاوي. الأجانب بلا رجعة ثالثا: قرار التعاقد مع لاعبين أجانب عبارة عن فرصة ذهبية قدمها الاتحاد السعودي لكرة القدم للأندية ولكن للأسف الكثير منها لم يستفد من هذه الفرصة ومنها الاتحاد الذي لم يتعاقد مع اي لاعب عليه القيمة وفي ظل ذلك فإن القرار الأمثل يتجسد في رحيل كل من: ماريو وهيريرا وسيرجيو وبيكوفتش وعلى ما يبدو أن اوبينا من نفس فصيلة الفشل الاتحادية. ومن ثم البحث عن طريق فريق العمل عن لاعبين مؤثرين يحتاجهم الاتحاد بالتنسيق مع مدرب الفريق وليس كما اتفق. الجهاز الإداري رابعاً: من المفترض أن يكون هناك جهاز إداري فعال مع الفريق له رأي وفكر ومشورة ويستطيع أن يهيئ المناخ الملائم للاعبين وينسق بفاعلية مع المدرب وليس فقط مباركة كل خطوات الرئيس ونقل كافة المعلومات من وإلى الإدارة، ومن الأفضل تعيين عبدالله بكر و عبدالله فوال أو جمال فرحان لتولي هذه المهمة. تسريح أنصاف اللاعبين خامساً: من المفترض في ظل تخمة النجوم الذين يعج بهم الفريق ان يتم تسريح اولئك الذين لم يقدموا أي شيء للاتحاد امثال مسفر القحطاني وحمد العيسى وماجد المولد وابو ربع والحقوي والودعاني وغيرهم من اللاعبين الذين لا يقدمون ولا يوخرون وإنما يتقاضون رواتب ومكافآت دون أي مقابل. مجلس الإدارة سادسا: تفعيل دور مجلس الإدارة وعدم الانفراد بالرؤى، فكما يقولون إن الإدارة الاتحادية لم تجتمع مكتملة قط وإنما يتخذ القرار الرئيس ويباركه الاعضاء المقربون دون الحاجة إلى الاجتماعات وذلك خطأ كبير من المفترض أن يتم تصحيحه. أعضاء الشرف سابعاً: لم يهمش فقط دور أعضاء الشرف في نادي الاتحاد الا في فترة رئاسة البلوي ويأتي ذلك في إطار أحادية الرأي الأمر الذي انعكس بسلبياته على النادي فمن المهم أن يكون هناك رأي آخر وتنسيق مشترك لتحقيق المصلحة الاتحادية التي اكثر من يحرص عليها اعضاء الشرف. الابتعاد عن الاتحاد ثامناً: من الأهمية بمكانة تواجد رئيس النادي بصفة مستمرة مع الفرق المختلفة والالتصاق باللاعبين لأن ترك الفريق امر لا يخدم المصلحة الاتحادية لذلك على الرئيس أن يزيد اهتمامه بالآمال الاتحادية المختلفة ونهج استراتيجيات علمية تكفل للنادي تحقيق الأهداف التي ترضي عشاق هذا الكيان اما الاستمرار على الارتجالية وأحادية الرأي فلن يخدم العميد وبالتالي فعليه الرحيل وعندها بكل تأكيد فلا خوف على الاتحاد وذلك ما تؤكده التجارب التي مر بها النادي عبر عمره المديد.