منذ أسابيع قليلة صدر مرسوم ملكي بالمصادقة على نظام جامعة الرياض، وإن هذا ليعتبر إيذاناً من لدن جلالة الملك الفيصل المفدى لجامعة الرياض أن تتبوأ مكانها اللائق بين جامعات العالم العريقة، وإنني الآن وكأني أرى المستقبل القريب الذي ينتظره الشباب بوجه عام والسعودي بوجه خاص من جامعة الرياض منهل العلم والمعرفة - إنني أحس بأن الجامعة لن تقتصر على عدد محدود من الكليات في بعض المجالات دون المجالات الأخرى، بل إنها ستفتح جميع الكليات في إطارها المتين وفي تنسيق رائع، بحيث تضمن للشباب السعودي الناهض تقدماً أفقياً وآخر رأسياً. وأقصد بالتقدم الأفقي التعدد النوعي للكليات: كلية الهندسة - كلية الطب - كلية الصيدلة - كلية البترول والثروة المعدنية - كلية العلوم - التجارة - كلية الشريعة - كلية التربية.. الخ. وهكذا على سبيل المثال وليس الحصر - بعض هذه الكليات موجود والبعض الآخر هو مجال التوسع الأفقي. وأقصد بالتوسع الرأسي وهو ما أعني بهذا المقال أن ينشأ بالكليات الموجودة حالياً نظام الدراسات العليا فبعد أن يتخرج الطالب من جامعة الرياض ويحصل على الليسانس أو البكالوريوس لا يتجه إلى جامعات الخارج، بل يجب أن تكون جامعة الرياض هي وجهته الأولى في الدراسات العليا.. بل إن وجود قسم الدراسات العليا لبعض كليات جامعة الرياض يشجع الشباب السعودي الناهض خريجي الجامعة - على الاستمرار في أن ينهل من العلم حيثما شاء وبقدر ما يستوعب دون أن تعوقه ظروف المال والولد أو صعوبة الانتقال أو اختلاف اللغة، خصوصاً إذا كانت الخيرات متوفرة بالجامعة على المستوى المطلوب، كما أنه يمكن الاستعانة بالخبرات الأخرى بالمملكة خارج الجامعة ولأضرب لذلك مثلاً بإحدى كليات جامعة الرياض ولتكن كلية التجارة يمكن أن تنشأ بها أقسام عدة للدراسات العليا مثال قسم الإدارة والمعاملات الإسلامية - قسم المحاسبة والتكاليف - قسم تسويق المنتجات البترولية.. الخ وهكذا بالنسبة لباقي الكليات الموجودة التي سيتسنى لها المساهمة في رفع مستوى الشباب المثقف من جهة وفي المساهمة العلمية في النهضة الداخلية بالبلاد من جهة أخرى. إن جامعة الرياض التي تحمل مشعل النور والعلم في قلب الأمة الإسلامية النابض يجب أن تكون منارة يتجه إليها أبناء الوطن الإسلامي من كل مكان للدراسات العليا في جميع التخصصات وفي كل المجالات قدر الإمكان رأسياً وأفقياً وفي الغد القريب. وإنني أنظر بمنظار المستقبل لأرى حضرة صاحب الجلالة الفيصل المعظم في حفل بهيج يمنح بيده الكريمة درجة الماجستير والدكتوراه ودبلوم الدراسات العليا للشباب السعودي خريجي تلك الدراسات لجميع كليات جامعة الرياض على اختلاف توسعها العريض.