الحديث عن صنائع المعروف وأهلها أمر محبب للنفوس، ففيه إشادة بمن يستحق الثناء، ولا يشكر الله من لا يشكر الناس، وفيه نشر لفضائل الأعمال ليتذكر الغافل عنها فيقتدي بمن سبقوه، وهو ميدان شريف للتنافس في الخيرات والمسابقة إليها.. ومن حق كل مجتمع أن يفاخر بأهل الفضل والإحسان فيه.. بيد أن الحديث أحياناً عن أهل المآثر والخير يفرض نفسه لدى من يعلم يقيناً أثر الخير الذي بذل ويلمس نفعه على من تلقاه غير عابىء بما قد يقال عما أظهره من تقدير إن كان ستار حديثه إنما رفع عن حقائق شامخة.. وهكذا الحديث عن سلمان بن عبد العزيز.. سلمان الإنسان، الذي دعم بوجاهته وبذل من ماله وأعطى من وقته الكثير كماً ونوعاً فلا يكاد مجال للخير إلا ونجد لسلمان فيه بصمة واضحة. وهاكم باقة من حدائق سلمان.. جمعية البر بالرياض، الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالرياض (إنسان)، مشروع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، الإسكان الخيري، كما أنه من أكبر الداعمين والمساندين لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض، وجمعية الأطفال المعوقين، ومرضى الكلى، وغيرها من الخدمات الخيرية. وهذا كله سبقني إلى الحديث فيه أخيار يحبون من بذل الخير، ولكن حديثي عن دعم سمو الأمير لجمعيات أخرى مماثلة للجمعية التي يرأسها سموه، ومن الجهات الخيرية التي يدعمها سموه المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام وهي مؤسسة تعنى بتقديم الخدمات الرعائية للأيتام وبالذات ذوي الظروف الخاصة (مجهولي الأبوين) على مستوى المملكة. فبرغم أن سموه الكريم يرأس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالرياض إلا ان أياديه البيضاء امتدت لتقديم العون والمساندة للمؤسسة الخيرية لرعاية الايتام، ولم يكتف سموه بذلك كواحد ممن قدموا أكبر الدعم لها بل وجه أبناءه وأفراد أسرته الكرام ليشاركوا في الدعم المادي والمعنوي.. وهي مشاركات كان لها أطيب الأثر في نفوس منسوبي المؤسسة والمشمولين بخدماتها فقل أن تجد من يدعم جهة مماثلة لجهة يتولى إدارتها وطالما أن سموه يستطيع أن يبذل للأيتام من خلال الجمعية التي تشرفت برئاسة سموه لمجلس إدارتها كان بإمكانه أن يكتفي بذلك، لكنه علو الهمة وقمة الشعور بالمسؤولية الأبوية، والحرص على الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المحرومين في كافة أنحاء المملكة، كل ذلك دعا سموه أن يتحرى كل فرصة للبذل فيغتنمها، وكل مجال للخير فيدعمه، ولست أضيف جديداً على ما عُرف عنه، غير أن من حق المؤسسة أن تفخر بدعم سموه فهو بمثابة التزكية لجهود المؤسسة، وفيه إجابة لمن يتساءل لماذا الازدواجية في خدمة الأيتام في منطقة الرياض بين الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام والمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام ناسياً أو متناسياً أن مدينة الرياض تعد من كبريات مدن العالم الآن، وأن هذا مظهر حضاري يضاف إلى ما تتميز به من توافر الخدمات الاجتماعية وليس صورة سلبية لتجاذب المسؤوليات، وهناك تنسيق كبير بين المسؤولين في الجهتين واتفاق على تقديم الخدمة دون تواكل ولا ازدواجية، ولسلمان الخير يد بيضاء في الوصول بكلا الجهتين إلى أهدافها النبيلة. كتب الله لسموه ما يرفع به درجاته ويعلي منازله في الدارين.