حينما تأتي البادرة الجميلة من ابنة الوطن فذاك يعني أن ثمة شعوراً عميقاً بالمسئولية تجاه الوطن غرس من الصغر ونما مع الجسد والعقل وترعرع داخل القلب، وحينما تكون هذه البادرة عطاءً عظيماً بعيداً كل البُعد عن مجال العمل، فهي أيضاً دلالة كبيرة على أن الدكتورة لولوة النعيم لا تبحث عن سمعة ولا تنتظر مكرمة، بل هي بدافع طبيعتها الفذة ساهمت مع الوطن في إنشاء جيل من الأجيال المتعلمة المتنورة وتمكنت بفكرتها القيمة من القضاء على الجهل ونشر العلم فلقد تبرعت الدكتورة لولوة بنت عبد الله النعيم استشارية أمراض النساء والولاة بالمستشفى الجامعي بالرياض بانشاء مبنى مدرسي للبنات بتكلفة اجمالية مقدارها (مليون وستمائة وخمسة وستون ألف ريال) ولقد تكامل إنشاء هذا المشروع الحيوي وانتقلت آلية المدرسة الثانية عشرة في حي الصالحية حيث موقع المشروع ليطلق عليها اسم (مدرسة الدكتورة لولوة النعيم الابتدائية). معلومات عن المبنى تصل مساحة الأرض التي أقيم عليها المشروع إلى 2500م فيما بلغت مساحة المبنى ستمائة متر مربع وتبلغ المساحة للمدخل وغرفة الحارس والكهرباء 150م وتصل مسطحات للمبنى 1350م وتمَّ توفير مظلة بمساحة إجمالية تصل إلى ثلاثمائة متر مربع، وبلغت فصول المدرسة 12 فصلاً بخلاف الفراغات المساندة وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمبنى 360 طالبة بينما يدرس فيها 150 طالبة بالفعل.. ويأتي هذا المشروع الحيوي ليحاكي ويحقق طموحات وآمال المختصين، وصمم المبنى على أحدث طراز حيث قام فريق من إدارة المشاريع بإدارة تعليم البنات بعنيزة بقيادة المهندس إبراهيم الوطبان والمهندس محمود مرجان والمهندس ناصر التهامي باعداد وتصميم مخطط مناسب يتناسب مع التكلفة وحجم المدرسة وتتوفر في المبنى جميع المرافق الاساسية المطلوبة بما في ذلك معمل للحاسب الآلي ويتلاءم مع طراز الوزارة في الشكل العام داخليا وخارجيا وقد أشرف على تنفيذ المبنى المختصون بالإدارة في قسم المشاريع والمهندس عامر الرميح مشرفاً من قِبل الدكتورة لولوة النعيم وقد انتهى العمل بالمشروع قبل المدة المحددة وجهز قبل بدء العام الدراسي الحالي 1425 - 1426ه، وقام وكيل الوزارة للمباني والتجهيزات المدرسية لشئون البنات بزيارة المشروع كما قام بزيارة المدرسة معالي الشيخ عبد الله العلي النعيم وفي معيته الدكتورة لولوة النعيم ولقد بدأت الدراسة مع بداية العام الدراسي الحالي 1425ه - 1426ه. آراء حول البادرة و(الجزيرة) قامت برصد بعض الآراء حول بادرة الدكتورة لولوة النعيم، فقد قال معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن أحمد الرشيد: أشكر الدكتورة لولوة بنت عبد الله العلي النعيم على تبرعها بتمويل مشروع مدرسة للبنات بمحافظة عنيزة من حسابها الخاص بمبلغ مليون وستمائة وتسعة وخمسين ألف ريال، وهذا التبرع الشخصي يدل على مواطنتها الحقة وعلى نبل وكرم أخلاقها ولا يفوتني ان أشيد باهتمام وحرص الدكتورة لولوة النعيم بكل ما من شأنه خدمة التربية والتعليم في هذه البلاد الطاهرة، وأسأل الله ألا يحرمها الأجر والمثوبة. من جانبه عبر الأستاذ إبراهيم العبيكي مدير التربية والتعليم بمحافظة عنيزة عن بالغ شكره وتقديره للدكتورة لولوة التي احتضنت هذا المشروع وتكفلت بانشائه خدمة لبنات وطنها وإخلاصاً لمدينتها التي نشأت فيها وإسهاماً منها بتوسيع بوابة التربية والتعليم. وقال الأستاذ حمد بن عبد الله القاضي رئيس تحرير المجلة العربية وعضو مجلس الشورى: لقد أثلج صدري أن تقوم طبيبة سعودية ليس لها دخل سوى ما يردها من عملها، ومع هذا تقوم بالتبرع ببناء (مدرسة) تنشر الضوء وتعلم الأطفال، هذه الطبيبة هي الدكتورة لولوة بنت الأستاذ عبد الله العلي النعيم حيث وفرت من دخلها وقامت ببناء (مدرسة حديثة) في محافظة عنيزة وذلك على أفضل وأحسن طراز وقد بدأت الدراسة فيها فعلاً!، لا أملك إلا أن احيي هذه الطبيبة الفاضلة التي كما تخدم وطنها من خلال عملها وعلاجها لأمراض الأفراد فهي تخدم مجتمعها وتسهم في علاج أمراض أخرى وأهمها الجهل، لقد سعدت هذه المرأة بضوء العلم وأرادت أن تسهم وتسعد غيرها بنشر ضوء العلم في عقول غيرها، استشرف ان تكون هذه المرأة (المواطنة العادية) إذ ليست من ذوات الثروات أو سيدات الأعمال، واستشرف ان تكون أسوة حسنة لغيرها من بنات هذا الوطن الغالي القادرات وفي الوقت ذاته تكون أسوة لمن يكنزون الذهب والفضة ولا يفيدون وطنهم وأبناء وطنهم ببعض ما أفاد الله به عليهم. وقالت السيد نوال السليم - حرم محافظ عنيزة، نشكر الدكتورة لولوة النعيم على بادرتها الطيبة وتبرعها بانشاء مدرسة ابتدائية في محافظة عنيزة وهذا المشروع ليس غريباً على ابنة البلد وابنة عنيزة بالذات.. بل هذا جزء من ولائها وإخلاصها، إن هذا العمل المشرف يستحق أن نقف له اجلالا وتقديرا وان نصفق بأيدينا لهذه الشخصية المتميزة والتي أثبتت وطنيتها من خلال عملها المشرف الذي تفخر فيه محافظة عنيزة وأهلها، شكرا للدكتورة الفاضلة، لا عجب فلقد كان لوالدك معالي الشيخ عبد الله النعيم من قبل بصمات رائعة على وجه هذه المدينة الحالمة. وقالت الأستاذة فاطمة عثمان القاضي، مديرة إدارة الاشراف التربوي بعنيزة: كم هو سعيد من يجعل وقفات الخير محطات تسكن دروب أيامه يتوقف عندها كلما خبا وميض هذه السعادة فيروي بذور العطاء لترتفع سامقة تزهو بالثمار فهو عند كل وقفة سيشعر بدعم ساحر يجري في عروقه ويبث فيها إحساساً بالارتياح لا يعادله أي إحساس انها دعوة لتفجير ينابيع الخير في نفوس الأخيار ليحسنوا كما أحسن الله إليهم. وفي مدينة عنيزة تتواصل ملحمة الوفاء من أبنائها البررة لترجمة روح الانتماء ويتجلى ذلك بالمبادرات الخيّرة من القطاع الخاص لمساندة المؤسسات الحكومية وتقديم الدعم المادي للمساهمة في الانفاق على التعليم وفي وقت لا تزال تملأ أفئدة أبناء عنيزة الغبطة وتعيش بين جوانبه مشاعر التقدير والعرفان لما قدّمه ابنها البار الشيخ سليمان بن صالح العليان رحمه الله من دعم تجسَّد في مجمع تعليمي سجل اسمه بحروف مضيئة في ذاكرة أبناء المدينة تطل علينا مبادرة من أجل المبادرة تستحق الاشادة.. انها موقف خالد لابنة بارة تفردت بعمل اجتماعي سيترك بصمة قيمة في ذاكرة الزمان والأجيال المتتابعة فقد بادرت الدكتورة لولوة بنت عبد الله بن علي النعيم بخطى وثابة لتطوير بيئة صرح تعليمي فجادت نفسها بمبلغ وفير لتشييد مبنى حديث للابتدائية الثانية عشرة بمحافظة عنيزة. إنه عمل رائع، وجهد مثمر، أصل ثابت، وأجر دائم سيعبق شذاه في بقاع شتى وستستظل فاعلته - إن شاء الله - بظل الصدقة الجارية من مولى كريم في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. فشكراً لكم يا من عمَّر قلوبكم حب الخير وسارعت أياديكم لبذل المعروف استثماراً للوفاء ورداً لجميل الوطن المعطاء.. صادق الدعاء لكم بالقبول والمضاعفة وأن تروا آثار خيركم بركة ونماء في الدنيا ورفقة وكرامة في الآخرة، رزقنا الله وإياكم شرف الاستمرار في خدمة الدين والعلم والوطن ونفع بكم مجتمعاً يدين لكم بالعطاء. وقالت بدرية بنت ناصر الأحمدي رئيسة العلاقات العامة بإدارة الاشراف التربوي بعنيزة حتماً رائعة ولو لم أعرف شيئاً من سيرتها الذاتية لكن يكفيني انها ابنة البلد جسَّدت الوفاء له بشخصها، وأي وفاء، أدركت أين تغرس لتعرف كيف تجني وما سوف تجني.