منذ إطلالة الفجر.. ظلت الآلاف المؤلفة من العيون ظمآنة لرؤية سموه مع الصباح الباكر.. كانت تحدق في تطلع وترقب مستمر.. كل فرد كان دائب الحركة يعانقه الفرح العميق.. مخبراً.. ومظهراً.. وعلى كل المستويات للتشرف بمقابلة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ومرافقوه من كبار المسؤولين في الدولة رجال الصحافة.. وخرجت المدينة عن بكرة أبيها متوشحة بزيتها وجمالها.. كل من فيها.. ومن يمت إليها بصلة في بلدة الزلفي وما لاصقها من مدن.. وما جاورها من ضواحٍ وقرى.. متاخمة ونائية وصلت الزلفي لتحظى بالمشاركة الفعلية.. وتنال فخر اللقاء.. تعبيراً جياشاً عن سرورها.. بمقدم سموه.. كانت سمات الحبور تتعالى عن الدروب.. ويثقب صداها الأفق بالشوق ترحيباً وتعبيراً.. إدراكاً من (أبناء الزلفي) إن تلك الزيارة المضيئة تفي بأكثر من غرض.. وتعني أكبر معنى.. لأنها تتعدى حدود الرسميات وتتجاوز آفاق اللقاءات العابرة.. حيث الاجتماع.. والمعايشة والتفهم.. وجهاً.. لوجه.. عن قرب.. وكسب كبير.. تحققه أصالة المحبة الصادقة والتعاون الوثيق الصلة.. بين المسؤولين في هذا البلد وأبنائهم المواطنين.. من هنا نفهم أبعاد ذلك اللقاء الكبير الذي انبسطت له القلوب والأفئدة.. وعطر المدينة الباسقة المستبشرة خيراً.. لتتحسس الخير الذي توده وترجوه.. كان صدق التعبير المخلص واضحاً.. مرتسماً في كل حدقات العيون الشابة.. والأعناق المتطلعة.. يقيناً من أهالي (الزلفي) بأن الهدف من هذا اللقاء.. كبير.. وكبير حقاً.. لأنه يحقق الكثير من الآمال.. المرتقبة في أقصر وقت.. حيث يقف مسؤول كبير بنفسه ويلمس كل احتياجات تلك الرقعة الواسعة من بلاده.. ويتعرف عليها ملماً بكل صغيرة.. وكبيرة على صعيد من الألفة والقرب.. إنها المعايشة الصحيحة في قمة معانيها.. وما تلك الهتافات الفرحة، واللافتات، والشعارات المكتوبة والأعلام المرفوعة، والمناظر، والكلمات والقصائد المعبرة التي القيت في الحفل والاستعراضات الرياضية بمختلف أنواعها وتشكيلاتها.. وما تلك المشاهد الرائعة.. ككل إلا تأكيد.. وتجسيد للخير الذي ينشده (أهالي الزلفي) من هذا المحك جاءت تلبية الدعوة والزيارة المنطلقة من الروح الإنسانية.. في التوقيت الموفق والمناسب بالنسبة لها.. أساساً للتكاتف والوئام السائد بين المسؤول والمواطن.. وما ذلك المجهود الضخم الذي بذله أبناء (الزلفي) وما جاورها من عطاء خلاق لإظهار اللقاء المتكامل ومرافقيه إلا تأصيلاً لتلك الصورة الحقيقية لتعاون أبناء هذا البلد وما يتوقعون إليه في التعمير.. والبناء.. وفق التنسيقات المطلوبة على الصعيد العملي المنتصب في مسارات الحياة.. ونظرته البعيدة في إعطاء النتائج.. في أبهى أشكالها.. ومحتوياتها.. إن تلك المشاعر الطموحة لأهل الزلفي، والتي استطاعت أن تطوي مسيرة مسافة ما يقارب لثلاثمائة كيلو متر في لحظة لجديرة بأن تحرز فيضاً من العطاء.. والمكاسب.. والتقدير بعد تعرف صاحب السمو الأمير سلمان بن عبد العزيز وإلمامه الشامل بكل مشكلة.. ووقوفه بنفسه عليها من خلال الزيارة العميقة المضامين.. وحق لكل منا أن يفخر ويفاخر بمثل هذه الزيارات.. وما يتبعها من أصداء.. وما يظهر فيها من إبداع مبكر لكل عمل عظيم.. ما هو إلا صورة مشرقة.. وبليغة للعمل المخلص من أجل التجاوب المخلص في جميع الجوانب.. والمرافق الحيوية ما دام يسندها ذلك الرصيد الحي من أبناء الزلفي.. وطموحهم الإنساني المتوثب في كل حقل.. وما ذلك المهرجان المقام على شرف الأمير سلمان بن عبد العزيز في أرضه (الزلفي) وإحلاله بين إخوانه ومن في معيته.. المتمثل في كل حارة وشارع.. وميدان.. من الزلفي بالزينات إلا مظهراً رائعاً من مظاهر المحبة في أحلى حليها.. وأنضر انطباعاتها.. ذلك كله يعني الاستجابة الواضحة.. وتكريس الجهد لتعم الفائدة كل المنطقة.