ناقشت فعاليات اليوم الثاني من المنتدى الأول للإعلام العربي وحقوق الطفل قضية الإعلام وحقوق الطفل من منظور المسؤولية الأخلاقية، دور الإعلام في قضايا حقوق الطفل، موضوع إعداد ميثاق عربي للإعلام وحقوق الطفل، كما عقدت عدة ورش عمل ناقشت مواضيع تتعلق بقضايا الطفل. وافتتحت أعمال اليوم الثاني بجلسة بعنوان الإعلام وحقوق الطفل من منظار المسؤولية الأخلاقية حاضر خلالها بهية الجشي عضو مجلس الشورى البحريني، د. عبد الكريم الحيزاوي من جامعة تونس، د. خولة مطر من منظمة العمل الدولية، ناصر جيلاني من تلفزيون أبوظبي. وتحدث الدكتور الحيزاوي عن المسؤولية الأخلاقية لوسائل الإعلام تجاه الأطفال والتي تتمثل في الحق بالوصول إلى المعلومات، الحق في حرية التعبير، الحق في المشاركة في وسائل الإعلام والحق في الحماية من المضامين الإعلامية المضرة. وقال الدكتور الحيزاوي خلال مداخلته (إن ما يطلبه الأطفال من الكبار يتمثل في تمكينهم من الحديث باسمهم دون تدخل من الكبار، معاملتهم كذوات بشرية مساوية، سبر آرائهم بخصوص المواضيع التي تتناولها وسائل الإعلام، اعطاؤهم الفرصة للتحدث بحرية للكبار كما يتحدثون بحرية بينهم، اعتبارهم أفراداً، يحملون أفكاراً وطموحات ومشاغل شخصية، تثمين تجربتهم، إذ بالرغم من حداثة سنهم، فقد تكونت لهم تجربة ومعرفة بالحياة، الاعتراف بحقهم في ان يكونوا كما هم، لا كما يريدهم الآخرون ان يكونوا، وأخذ آرائهم بجدية). وتطرق الدكتور الحيزاوي إلى التربية الإعلامية وخصائصها حيث قال (على التربية الإعلامية أن تشمل كل وسائط الاتصال بما في ذلك الصحافة المكتوبة، الإذاعة المسموعة، التلفزة، الألعاب الإلكترونية والإنترنت. وتهدف التربية الإعلامية إلى تنمية قدرات الأطفال على فهم أساليب عمل وسائل الإعلام وتفاعلها مع المجتمع). واستعرضت الدكتورة خولة مطر مشكلة عمل الأطفال، حيث ذكرت ان هناك ما يقرب من 13 مليون طفل عامل في المنطقة العربية، في مختلف القطاعات الزراعية والصناعية وخدمة المنازل، إلى جانب الأطفال الذين يمارسون أعمالا غير نظامية وأطفال الشوارع. وأكدت الدكتورة مطر أن الأطفال يتعرضون لاستغلال جسدي ونفسي وجنسي، كما انهم يعملون ساعات عمل طويلة ويتعرضون لظروف عمل خطيرة. مشيرة إلى أن أسباب عمل الأطفال تتلخص في الفقر، العادات والتقاليد، مستوى التعليم والتهميش. وقالت الدكتورة مطر (حتى السنوات الأخيرة لم يكن عمل الأطفال ضمن أجندة الإعلام العربي. وقد بدأت وسائل الإعلام مؤخرا الاهتمام بهذا الموضوع، وخاصة من قبل المحطات الفضائية. ومن غير شك فإن الإعلام العربي يشكل أحد أهم أسباب مواجهة ظاهرة عمل الأطفال، حيث إن القضاء على عمل الأطفال يبدأ بنشر الوعي، ثم تحفيز المعنيين وخاصة الحكومات العربية، وذلك عن طريق وسائل الإعلام أيضاً). أما الجلسة الثانية فقد استعرضت دور وسائل الإعلام في قضايا حقوق الطفل، حيث تحدث خلال هذه الجلسة كل من مهند الخطيب من تلفزيون العربية ، د. حاتم قطران عضو اللجنة الدولية لحقوق الطفل، الدكتورة منى فياض من مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث والدكتور محمد عماد الدقر من مكتب اليونيسيف في سوريا. وتطرق الدكتور قطران إلى موضوع الأطفال والمنازعات الدولية في العالم العربي، وكيفية التعامل مع الطفل خلال هذه المنازعات، وكيف تؤثر مثل هذه الأوضاع على واقع الطفل العربي ومستقبله. كما تحدث الدكتور محمد عماد الدقر حول الإعلام وقضايا الايدز، ودور الإعلام في التصدي لهذا المرض الخطير، من خلال نشر الوعي حول السبل الكفيلة بالحد من انتشار هذا المرض الذي بات يهدد أعداداً متنامية من البشر. كما تحدثت منى فياض عن قضية التمييز في دراسة حول المراهقات في العالم العربي، والتي خلصت إلى ضرورة إجراء العديد من التغييرات على صعيد الصحة، التعليم والمجتمع بشكل عام. وفي جلسة حول إعداد ميثاق عربي للإعلام وحقوق الطفل، تحدث الدكتور عبد الباسط بن حسن مدير المعهد العربي لحقوق الإنسان حول المبادئ الأساسية لهذا التقرير، كما شرح أسلوب العمل والخطوات المستقبلية لإعداد هذا التقرير. وعقدت خلال أعمال اليوم الثاني للمنتدى 3 ورش عمل، ناقشت الأولى قضية المسؤولية الأخلاقية ومقاربة حقوق الإنسان، وحاضر خلالها محمد أنيس سالم مدير الإعلام الاقليمي في اليونيسيف. في حين تعرضت ورشة العمل الثانية لموضوع حماية حقوق الطفل، وتحدث خلالها الدكتور حاتم قطران. كما بحثت الورشة الأخيرة مسألة نشر ثقافة حقوق الطفل، وتحدث خلالها الدكتور عبد الباسط بن حسن. الجدير بالذكر أن المنتدى الأول للإعلام العربي وحقوق الطفل، الذي تنظمه منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) يقام برعاية مدينة دبي للإغاثة، وبالتعاون مع المعهد العربي لحقوق الإنسان، نادي دبي للصحافة وجريدة البيان الإماراتية. وتستمر فعاليات المنتدى الذي يقام في فندق تريدرز بدبي لغاية التاسع من ديسمبر 2004م.