عقدت ندوة حوارية بمدارس منارات الرياض حول كتاب المعلم لتنمية مهارات التفكير والذي يعتبر أول كتاب في مشروع وزارة التربية والتعليم لتنمية مهارات التفكير في العملية التعليمية. وقد دعي لها العديد من أولياء الأمور والتربويين وتحدث فيها الدكتور عبدالرحمن الصائغ أستاذ التربية بجامعة الملك سعود والدكتور وجيه القاسم مشرف برنامج تنمية مهارات التفكير بوزارة التربية والتعليم وكذلك الأستاذ محمد الأسمري الكاتب والصحفي المعروف. واشتملت الندوة على تقارير لعرض آراء المعلمين حول الدليل والخطوات العملية لتنفيذه ثم حوار مفتوح تحدث فيه سعادة الأستاذ سعد بن علي أبو قيس مدير المدارس عن ادخال مهارات التفكير في المناهج الدراسية من خلال هذا الدليل بالإضافة إلى دورات تدريبية خاصة لتنمية التفكير واستثمار طاقات العقل مما يؤدي إلى مخرجات تربوية أفضل، والتي من أهمها تعليم الطالب كيف يفكر مما يساعد على تكوين فهم أعمق للحياة وأحداثها الأمر الذي يحقق له الاستقلالية في التفكير والعمل على الانتقال من التعليم المعرفي الكمي الذي يركز على حفظ المعلومة إلى التعليم النوعي الذي يركز على توظيف المعلومة واستخدامها في تنمية مهارات التفكير. ويعد مشروع تنمية التفكير نقلة متميزة في تلقي الطالب للعلوم والمعارف. هذا وقد طرح الأستاذ إبراهيم الخميس مدير القسم الثانوي بالمدارس تعريفاً شاملاً للكتاب حيث أوضح أن الدليل ركز على توظيف المعلومة واستخدامها ويعد خطوة في سبيل تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب والطالبات ويشتمل على أربعة محاور: المحور الأول حول مصطلحات ومفاهيم عن التفكير وأنواعه مثل التفكير الإبداعي والأساسي والتباعدي والتقاربي والجانبي والعلمي والرأسي والمنطقي والناقد وغيرها. وجاء المحور الثاني حول مهارات التفكير ومنها التخطيط وتحديد الهدف وجمع المعلومات وتنظيم المعلومات والوصف والتلخيص والربط والتطبيق والتحليل والمقارنة والتركيب والتوليف والإنشاء والتقويم والتعرف على الأخطاء وإعادة البناء والاستنباط والاستقراء وغيرها من المهارات بينما جاء المحور الثالث ليوضح بعض الاستراتيجيات والطرائق التي تسهم في تنمية التفكير أما المحور الرابع فتناول نماذج تطبيقية في تنمية التفكير. وبين الخميس أن توظيف النهج التفكيري والإبداعي في المناهج التربوية مع تطوير المناهج الدراسية لمواكبة القفزة الهامة في تنمية المدارك وجعل الإنسان أكثر فاعلية في مواجهة مشكلاته وأقدر على الإنتاج الإبداعي الذي يعد من أهم المرتكزات الرئيسة للتطوير الكبير في العملية التعليمية في بلادنا. ومن جانبه أكد سعادة الدكتور محمود المساد المدير الأكاديمي للمدارس على ضرورة التدريس للمعلمين فهم المعنيون في تعليم الطلاب كيف يفكرون ويتجهون إلى المشاركة في بناء الحضارة الإنسانية بكفاءة وفاعلية مشيراً إلى أن تعليم مهارات التفكير والتدريب عليها هو استثمار أمثل في الإنسان بل في أغلى ما يملك وهو العقل الذي وهبه الله إياه وجعله مناطاً للتكليف. وفي نهاية الندوة جاءت التوصيات بضرورة تفعيل مهارات التفكير في المناهج وطرائق التدريس لتأسيس وعي شامل يجعل التفكير المنتج أحد المرتكزات الرئيسة في تحسين العملية التعليمية وتطويرها.