المساجد بيوت الله يرتادها المسلمون خمس مرات في اليوم والليلة لأداء الصلاة فيها جماعة.. ومنذ صدر الإسلام وهي دور للعلم ومن خلالها تدرس علوم الفقه والتوحيد والمعلومة الإسلامية وهي مكان لتحفيظ الأبناء القرآن الكريم ولا تزال حتى عهدنا الحاضر. وهنا نتحدث بإطلالة سريعة عن المساجد القديمة بحوطة سدير، والتي كانت على مدى قرون مضت مقراً للكتاتيب، حيث يقوم العلماء والمرشدون وأئمة المساجد بتدريس مبادئ الدين في المسجد بعد صلاة الفجر في الغالب وكذلك بعد صلاة العصر، والمتلقي لهذه الدروس هم معظمهم من فئة الشباب، حيث يقوم الأئمة المرشدون في ذلك العصر بتلقين العوام وفق الأسئلة المشهورة آنذاك من ربك.. وما دينك ومن نبيك.. إلخ. أما في شهر رمضان فيكون هناك ما يُسمى بالدرس بعد صلاة العصر مباشرة حيث يقبل الكبار من الرجال على الاستماع داخل المسجد والنساء خارجه يجلسن في الخارج قرب نوافذ المسجد ليسمعن الإمام وهو يقرأ الدرس بوضوح وفي الغالب يوضع مكان مخصص للنساء في (سرحة المسجد) محاط بساتر لهن من القماش الخام أو رواق أو (طربال) وهكذا يؤدي المسجد في الحي دوره التوجيهي وكذلك قبيل المغرب في رمضان يأتي الميسورون والباحثون عن الأجر والمثوبة من الله الى المسجد ومعهم ما تيسر من لبن وتمر وماء لمن هم قادمون من خارج البلد وعابري السبيل وللمؤذن (إفطار صائم) والذي تطورت الآن أداته. وفي الحديث عن المساجد القديمة في حوطة سدير التي شيدت منذ سنوات مضت، لعل أحدث المساجد القديمة، ما تمَّ تشييده عام 1353ه. أما أقدم المساجد فهو كما ذكر الشيخ عبد الله بن عبد الكريم المعجل - رحمه الله - في كتابه حوطة سدير هو مسجد ابن سلطان، وقد كان أول من أمّ المصلين فيه الشيخ محمد بن عبد الرحمن النصر الله، والشيخ صالح بن عبد الرحمن بن نصر الله، والشيخ صالح بن غصون قاضي حوطة سدير أواخر الستينيات الهجرية والشيخ محمد بن عبد الكريم الزكري مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حوطة سدير سابقاً، - رحمهم الله - جميعاً وإمام المسجد (مسجد بن سلطان) الحالي هو الأخ إبراهيم بن دخيل النصار أحد منسوبي قطاع التعليم بحوطة سدير. ويأتي من بعد مسجد ابن سلطان في القدم الجامع الأوسط بحوطة سدير وقد أمَّ فيه كل من الشيخ ابن عبيد وإبراهيم بن محمد بن علي المنيف وعبد الله بن عبد الرحمن الزكري وإبراهيم بن ناصر المنيف، وفي أواخر السبعينيات الهجرية أمَّ المصلين في المسجد الأوسط عبد الكريم بن صالح النصر الله.. وعبد الكريم - رحمه الله - يعتبر من أوائل رواد التعليم النظامي بحوطة سدير وأول مدير للمدرسة السعودية بحوطة سدير، وقد استمرت إمامته للمسجد - رحمه الله - قرابة 40 عاماً وإمام المسجد الحالي هو عبد الرحمن بن محمد الليفان. أما المسجد الجامع (المعروف بجامع الديرة) فقد أمَّ فيه كل من الشيخ عمر بن عبد الله بن حسين وأخيه علي بن عبد الله الحسين وأحمد بن محمد بن إسماعيل وفي عام 1340ه محمد بن أحمد بن محمد بن اسماعيل ومحمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن منصور وعلي بن سويد وصالح بن نصر الله وإبراهيم بن صالح النصر الله والذي تولى معظم أعمال والده وهو معروف عند أهل بلدته بالثقة وموثوق بقلمه عند الجميع - رحمهم الله - جميعاً والآن إمام وخطيب جامع الديرة بحوطة سدير الشيخ فهد بن جاسر الزكري مدير معهد حوطة سدير العلمي سابقاً. أما مسجد (الدروازة) والذي يُعد أحدث مساجد الديرة القديمة، فقد تمَّ بناؤه عام 1353ه فقد أمَّ فيه كل من الشيخ عثمان بن علي المنيف والشيخ عبد العزيز الحسين.. وإمامه الحالي هو محمد عبد الله السويلم، إضافة الى ان هناك العديد من المساجد في نطاق المزارع.. والآن في هذا العهد الزاهر فإن الجوامع بحوطة سدير هي خمسة جوامع في كل من حي الديرة - حي الشفا - حي المدارس - حي العزيزية - حي النهضة.. وأما مساجد الحوطة فقد قاربت 40 مسجداً وهناك العديد من الجوامع والمساجد تحت الإنشاء مع توسعة الحوطة سكنياً ومعمارياً وبها مكتب فرع لوزارة الشؤون الإسلامية يشرف على مئات الجوامع والمساجد والأوقاف في سدير.