يأتي شهر رمضان المبارك وتقفز معه صرعة الاهتمام بالوجبات الغذائية والتي تتوقف على عادات وتقاليد الشرائح المجتمعية المختلفة.. الدكتورة منال عبد المنعم أخصائية طب أسنان الأطفال بمستشفى مغربي بجدة تنصح كل سيدة حامل تجري وراء العادات الغذائية غير المتوازنة في الشهر الكريم ولا تنسى أن صحة جنينها تتوقف على مدى ما يختزنه جسمها من عناصر غذائية متوازنة - وتضيف: ان الاهتمام بأسنان الطفل يبدأ قبل ولادتهم عن طريق الاهتمام بأسنان الأم حيث يستمد الجنين الكالسيوم اللازم للأسنان من الأم وفي هذا الحوار مع الدكتور منال نلقي مزيداً من الضوء على كيفية العناية بأسنان الطفل منذ ولادته. بداية ظهور الأسنان عند الأطفال: يبدأ ظهور الأسنان عند الأطفال منذ الأشهر الأولى من عمره وتحديداً في الشهر السادس، وتستمر الأسنان في الظهور تباعاً حتى نهاية السنة الثالثة من عمر الطفل والتي تكتمل فيها الأسنان اللبنية في الفم. بداية حدوث التسوس عند الأطفال: العناية بفم وأسنان الطفل أمر مهم جداً يبدأ حتى قبل ظهور الأسنان وتتحمل الأم هذه المسؤولية كاملة ويمكن أن نلخص كيفية العناية بأسنان الطفل في عدة نقاط: - على الأم تنظيف فم الطفل بقطعة مبللة من الشاش بعد الرضاعة لتجنب حدوث التهابات في اللثة أو قرح. - على الأم مراعاة الطريقة السليمة في الرضاعة وتجنب نوم الطفل أثناء تناوله الحليب أو أي سوائل (خاصة المحلاة بالسكر أو العسل) وتتأكد بعد انتهاء الرضاعة من عدم وجود أي بقايا للحليب في فم الطفل خاصة عند ظهور أسنان في الفم (فالرضاعة غير السليمة هي السبب الأساسي في حدوث التسوس الذي يسمى Rampantc أو Nursing bottle Caries. - يجب على الأم أن تعلم طفلها استعمال الفرشاة والمعجون يومياً خاصة قبل النوم، فالطفل في هذا السن لديه رغبة قوية في تقليد والديه لذا من السهل تعويده على استعمال الفرشاة وتنظيف أسنانه. - على الوالدين تعويد طفلهما على زيارة طبيب الأسنان حتى وان لم يكن هناك تسوس أو شكوى من الطفل. - يجب على الأم الاهتمام بتغذية طفلها منذ سن مبكرة، وعليها أن تختار له الأطعمة التي تساعد على تنظيف الأسنان مثل الخضروات والفواكه كالجزر والتفاح والكمثرى، وان تحاول إبعاده عن كثرة تناول الأطعمة التي تؤذي أسنانه كالحلويات والمشروبات الغازية. الرضاعة التي تسبب التسوس الرضاعة بطريقة غير سليمة هي أحد أهم أسباب التسويس عند الأطفال. فكثيراً ما تترك الأم طفلها ينام وهو يتناول الحليب أو أي سوائل محلاة بالسكر أو العسل وبقاء هذه المواد السكرية والكربوهيدراتية في الفم لفترات طويلة خاصة أثناء الليل تسهم في تنشيط كثير من البكتيريا والميكروبات الموجودة في الفم وتقوم بتحليل هذه المواد ومن ثم إفراز أحماض قوية مثل حمض اللاكتيك والتي بدورها تحدث تآكلاً في سطح الأسنان وانتزاع الكالسيوم منه وبمرور الوقت يحدث التسوس في الأسنان، وهذا النوع من التسوس ينتشر بشكل عنيف وسريع جداً تقريباً في جميع الأسنان ولا يكون مصاحباً بألم إلا في مراحله الأخيرة عندما يصل إلى عصب السن ويحدث تقيحات في اللثة. أهمية الأسنان اللبنية للأطفال الأسنان اللبنية مهمة للطفل تماماً كأهمية الأسنان الدائمة للإنسان البالغ، فهي مهمة لمضغ الطعام وبالتالي إمكانية هضمه والاستفادة الكاملة منه خاصة وان الطفل في مرحلة النمو، كما تساعد على نمو عظام الفكين العلوي والسفلي من خلال وظيفتها في مضغ الطعام وتعتبر العامل الوحيد المؤثر على الأسنان الدائمة بشكل طبيعي في الفم، فإصابة الأسنان اللبنية بالتسوس قد يؤثر على الأسنان الدائمة الموجودة تحتها في العظم وخلعها مبكراً قد يؤدي إلى تأخر ظهور الأسنان الدائمة أو ظهورها في غير أماكنها الصحيحة، وأخيراً فالأسنان اللبنية مهمة جداً من حيث المظهر الجمالي لوجه الطفل وبالتالي يؤثر ذلك على نفسية الطفل بالمقارنة مع أصدقائه ومن حوله. متى يزور الطفل طبيب الأسنان على الوالدين أن يعودا الطفل على زيارة طبيب الأسنان في المراحل الأولى لظهور أسنانه وبدءاً من عمر عامين حتى ولو لم يكن هناك شكوى، فالزيارة المبكرة وتكرارها على فترات متقاربة بين 3 - 6 شهور ينشىء علاقة جيدة بين الطفل والطبيب ويجعل هناك نوعاً من الصداقة والثقة التي قد يحتاجها الطبيب عندما يصاب الطفل بالتسوس. ويستطيع طبيب الأسنان اكتشاف أنواع من التسوس قد لا يراها الوالدان وقد لا تكون مسببة لأي ألم للطفل في بدايتها مثل تلك الموجودة بين الأسنان وبعضها وعلاجها في بدايتها يوفر على الطفل الكثير من المعاناة والألم التي يشعر بها إذا ما ترك هذا التسوس لفترات طويلة. كما يمكن طبيب الأسنان اكتشاف أي تغير في نمو الفك العلوي أو السفلي أو تغير في انتظام الأسنان في الفم دون أن تدري الأم وذلك نتيجة عادة ما قد يمارسها الطفل مثل مص الأصابع أو التنفس من الفم بدلاً من الأنف.. واكتشاف مثل هذه العادات مبكراً أمراً مهماً للغاية فهي تمكن الطبيب من التدخل المبكر لإيقافها وتعديل ما قد تسببه من اعوجاج في الأسنان أو عظام الفك. كيف تتعامل معه التعامل مع الطفل أمر صعب للغاية، لذا فمن الضروري أن يتحلى الطبيب بالصبر وحبه الفطري للأطفال حتى يمكنه محاورة الطفل وإزالة أي خوف لديه واكتساب ثقته وفي هذه الحالة يصبح علاجه أسهل مما يمكن، ومن هنا برزت الحاجة الملحة لضرورة وجود طبيب مختص بطب أسنان الأطفال. ولكن في بعض الحالات يصبح علاج الطفل أمراً صعباً.. بل مستحيلاً مثل الأطفال صغار السن من 2 - 4 سنوات أو أولئك المصابين بتسوس متقدم في معظم الأسنان، أو الأطفال الذين لديهم تجربة مؤلمة من قبل مع طبيب الأسنان، وهذه تعتبر من أصعب الحالات التي نواجهها بالعيادة. العلاج دون ألم في مثل هذه الحالات نقوم بالعلاج اللازم تحت تأثير مخدر عام، وبهذا نستطيع أن نجنب الطفل الإحساس بأي ألم وكذلك نجنبه الزيارات المتكررة التي قد يتطلبها العلاج ورغم تخوف بعض الآباء والأمهات من العلاج تحت تأثير المخدر العام.. إلا إنني أؤكد لهم أنها عملية سهلة جداً وآمنة وسريعة للغاية حيث لا يتطلب وضع الطفل تحت التخدير إلا بضع ساعات قليلة، ومن أهم مزايا هذه الطريقة أن الطفل لا يشعر بعدها بأية آلام تقريباً خاصة وأننا نحاول إنهاء معظم العمل الذي يتطلبه العلاج في جلسة واحدة بدلاً من عدة جلسات.. وهي تعتبر من عمليات اليوم الواحد. وتوضح الدكتورة منال أن الطبيب ليس له دور علاجي فقط.. لأن العلاج يقدم عند حدوث المرض، لكن طبيب الأسنان له دور أهم وهو الدور الوقائي الذي يقدم حتى يتجنب ظهور المرض أو بمعنى آخر حتى نتجنب ظهور التسويس، فالطبيب يمكنه أن يمنع أو يقلل من حدوث التسويس وذلك بوضع مادة معينة تسمى Fissur Sealant تلتصق بأسطح المضغ في الأضراس الخلفية والتي بدورها تمنع تجمع بقايا الطعام في النتوءات والتجاويف الموجودة في الأضراس ومن ثم منع حدوث التسويس .. هذه المادة يتم تكرار وضعها كل 6 شهور إلى عام حتى يصبح الطفل قادراً على المحافظة على أسنانه بطريقة سليمة. كما يقوم الطبيب بوضع مادة الفلورايد Fluoride على الأسنان والتي بدورها تساعد على تقوية أسنان الطفل وذلك بإحداث تغير في المواد المكونة للأسنان نفسها وتحويلها إلى مادة أخرى أكثر مقاومة للتسويس.