أشفق على أعينهم أن تحرقها شرارات النظر.. إن لم تكن أعينهم تطلق ذات الشرر! أشفق على حالهم.. وأترحم على بقايا العقل المتبقي فيهم.. وأبكى ذهاب الرقة من قلوبهم..!! من أشفق عليهم.. هم أولئك أصحاب (الكراهية بالوراثة!!) هم من يعلقون مصابيح الكره.. يستخدمون شموع الحقد.. يتواصلون بلغة القطيعة. قد تستغرب اشد الاستغراب حينما لا ترى الفرق بين عالمهم وجاهلهم.. فكلهم في الكراهية سواء! قد تكون بعمر أحد أبنائهم.. أو قريبا قرب ثيابهم.. أو بعيد بعد عقولهم.. لكنك ما تزال كريههم المفضل! تكتشف فظاظة قلوبهم بينهم في عصر كان الالتحام للصف الواحد من أجل أُمّة تجابه الظلم وتشكي القهر! كون الكره بسبب ارتباط مشكلة ذهبت دقائق تفاصيلها مع الريح وولاها الزمن ظهره بأحد أقربائك! أو كون أحد والديك لا ينتمي لطبقة غرورهم وتصنعهم بل ربما بني الكره من أجل تداول حديث لم يكن للصحة مكان في حروفه.. وتتعدد الأسباب وتتفرق.. لكنها تصب جميعا في قالب (من السخف أن تبني نظرتك من أجل أسباب بنيت كما تبنى بيوت العناكب) استغرب حقا من عدم فهمي لنظراتهم المتقدة حقدا وعيونهم اللامعة بغضا والتي ما تلبث أن تزول حينما تحدث أحدهم.. ويكشف بداخلك فيضا من الأمل ومعينا من الصدق ثم تتناقل وسائل الإعلام العينية النظرات وتتبادل الغمزات والهمزات ثم ينسل أحدهم تابعا ل (أحدهم) الذي يحدثك والأعجب من ذلك.. أنك قد تصادف رؤية ذلك الأحد الذي تحدث وإياك فترى مقدمة عينيه القرب منك وفي أقصاها البعد عنك!! تطلق فكرك عن سبب التغير الطارئ بعد (العيش والملح) الذي كان بينكما.. لتقف على موجة من (تغيير ترددات القرب) لأن أحد الأحدهم عاود إعطاؤه إبرة KRH نحوك وانه من الجرم أن يعاودوا الحديث معك!! أتعجب فعلا من سير حياتهم..؟ ليس إشفاقا على نفسي لكوني لم أكن محبوبا من قبلهم. . فلست أطمح أن أجبر نفسي على تغيير ماهيتها وإلحافها لحاف (الكراهية ورثا وتراثا!) لكني أتعجب من قلوبهم.. كيف تحمل كل هذه الكميات من الجفاء والقسوة! أتعجب من قيامهم وصيامهم.. وبكائهم وخشيتهم.. ألا تلين قلوبهم القاسية من أجل لا شئ. أتعجب من كونهم (إنسانا) يحمل قلبا نابضا بالحياة متجها للصفاء! وأعود لأتساءل لم الكراهية؟ من كتبت عنهم بداية.. يتواجدون في محيط حياتنا , تراهم وتخاطبهم في المجالس , الزيارات , المدارس , الاحتفالات.. وفي الكثير. وفي أغلب الأحيان تزداد نسبتهم في محيط القرابة!! شخصيا تعرضت لنفس الموقف (إذا كان الحديث المتردد دائما أن الفلان فيهم وفيهم .. لدرجة أني أصبت بنوبة من وجع القلب حينما -قدر الله- أن أكون أنا وأحد بنات الفلان في نفس القسم وتحت نفس الفرقة. بداية الفصل الدراسي كان الحديث بيننا مجرد (كلمة ورد غطاها) عن نفسي لم يكن قلة حديثي معها كرها لها.. لكن كثرة الحديث عنهم جعلني في وضع (انكماش) ناحيتها.. لأني فعلا لا أعرف عنها سوى ما يذكر عنهم وإن كان الحديث لا يخصها بعينها لكنها تندرج ضمن أحد أفراد عائلة من يدور الحديث عنهم! بعدها لم احتمل الوضع.. من غير المعقول أن نظل هكذا! بالفعل حاولت إدخالها ضمن محيط (الشلة) انضمت معنا والآن.. لا أستطيع أن أتخلى عنها :) لكن المفاجأة.. أنها أيضا قد أدرجتني ضمن (ممنوع الاقتراب) لذات السبب الذي جعلني في وضع (انكماش) ناحيتها!! ففهمت الآن معنى (لا تصدق.. حتى ترى بأم عينيك!) وفي رواية أخرى (لا تحكم .. حتى تخالط!!) لكن ما زال هناك أناس قد تربع الحقد في قلوبهم واتخذ له عرشا وخدماً.. وما زال يشرع في الاستيطان وبناء المستعمرات! فمن يغير هؤلاء؟ ومن يقطع ألسنة ناقلي الأخبار الملفقة؟ خالص تحياتي