السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد في البداية اود ان اشيد بما تطرحه جريدتنا العزيزة الجزيرة التي هي رمز من رموز صحافتنا المحلية ولا ننسى زميلاتها من الصحف المحلية الاخرى في وطننا الغالي، والتي تبذل قصارى جهدها لايصال المقال الهادف والشيق والسبق الصحفي والتحليل الرياضي لجميع قرائها في مختلف دول العالم، فقلما تجد مدينة في العالم لا تجد فيها عدداً من اعداد الجزيرة، وان دل على شيء فإنما يدل على حرص القائمين عليها بأن تصل الى دول العالم ليستمتع بها قراؤها من السعوديين بوجه خاص والعرب بوجه عام. أما بخصوص ما طرح في زاوية صوت القارئ في صفحة فن العدد رقم 11661 يوم الأربعاء الموافق 16 من شهر رجب 1425ه (قبل أن تبدأ يا طاش؟!) للأخ حامد العنزي، الذي أوضح بمقاله فرحته بولادة مسلسل كوميدي (طاش ما طاش) الذي نفس بعرضه الممارسات الخاطئة القابعة خلف نفوسنا ومؤسساتنا الحكومية والخاصة مما اصبح وجبة رمضانية لا نتصور أنفسنا بدونه، مما يوحي بقبوله المسلسل جملة وتفصيلاً، ثم بدأ الأخ حامد باستعراض أجزاء المسلسل الأولى وانه لم يتعرض لأي هجوم نقدي لابطال المسلسل الاستاذين عبدالله السدحان وناصر القصيبي ويحدد من الجزء الخامس الذي اعطى فيه المسلسل هامشا من الحرية لم تعط للمسلسلات الأخرى حيث كان بداية التغير لأهداف هذا المسلسل وتسليط الضوء على شخصيات معينة وإبراز سلبياتها على مدار الاحد عشر عاما، ومع مرور الأجزاء الستة الباقية كان فريق طاش قد تماشى مع شخصياته التي رسمها لنفسه ووضعها في إطار لم يقبله معظم أفراد المجتمع السعودي. مما يوضح وجهة نظره الشخصية في هذا الموضوع، ولتبادل الآراء فيما بيننا لرفعة مجتمعنا الحبيب فلا بد من الحوار السليم والمحترم بيننا كمشاهدين الهدف منها المصلحة العامة كما أوضح الاخ حامد العنزي في بداية مقاله. فمن وجهة نظري المتواضعة ومن خلال متابعتي للمسلسل الذي يعتبر من المسلسلات التي عرضت في جميع القنوات العربية والخليجية مما يتوجه نجاحا بكل مقومات النجاح على جميع المسلسلات الكوميدية التي تعرض خلال شهر رمضان المبارك مع احترامي وتقديري للمسلسلات السعودية والخليجية الأخرى. أولاً: يدعي فريق العمل كما اوضح الاخ حامد ان الهيئة التي تظهر فيها شخصيات المسلسل تعبر عن الوجه الحقيقي لافراد المجتمع وأشار الى شخصية المرأة وكيفية تقمصها العباءة السوداء حيث لم تظهر صورة العباءة الشرعية في وضعها الصحيح إلا في شخصية المرأة كبيرة السن. وهو جواب لما يريده الاخ حامد حيث يكون هناك فرق في لبس العباءة بين المرأة الشابة والمرأة المسنة بالفعل في هذا الوقت واعتقد ان غالب حلقات المسلسل الماضية كانت تلبس بالشكل الذي تراه في مجتمعنا المرئي للعوام ومن الصعب فرض لبس العباءة بالشكل الذي تقصده على ممثلات غالبيتهن لم يتعودن على لبس العباءة بالشكل الذي ترغب ان تراهن عليه، والتدخل في مثل هذه الملاحظات قد يكلف الكثير من الوقت لتصوير امرأة ملفوفة بعباءة سوداء تدخل من الخارج على هذه الهيئة فكم تحتاج من الوقت لتعود للوقوف أمام الكاميرا بعد خلع العباءة فسوف تحتاج الى اعادة المكياج وتصفيف وتسريح الشعر مما يؤخر ويهدر الوقت المخصص للتصوير فبدل ما ينتهي التصوير لمثل هذه الحلقات عدة أيام فسيحتاج الى ضعف هذه المدة. أما ما تطرقت اليه من استخدام العنصر النسائي كوسيلة جذب في المستوصفات والمستشفيات الخاصة فهذه هي الحقيقة، فأود ان اطرح عليك سؤالاً عند دخولك الى أي من المستوصفات او المستشفيات لطارئ صحي -لا سمح الله- ويقابلك رجل او امرأة بشكل غير مقبول ولست اعترض على خلق الله (ولكن إن الله جميل يحب الجمال) قأعتقد ان مرضك سيزود من الحالة النفسية التي تنتابك بكل تأكيد او قد تقف مدهوشا وتنسى مرضك، ولست هنا ادافع عن اصحاب المستشفيات والمستوصفات لكن هي من منطلق المعالجة لما يحدث فعليا على ارض الواقع الاجتماعي الذي يرغب المسلسل علاجه من جميع الجوانب الاجتماعية والاخلاقية وهو (الهدف). وكذلك التفحيط، فلكي تكون المعالجة واقعية وبعيدة عن التكلف والمبالغة في الشيء لابد من التصوير الواقعي للحدث المراد معالجته، ولابد من العرض المنطقي لكل مشكلة لتجعل المشاهد في وسط المعالجة ليستوعبها الجميع من مختلف الثقافات الاجتماعية. أما ما اشرت اليه من ان الاتجاه الى حلقات هي في الخيال يعد إفلاساً وتكملة للعدد المطلوب من الحلقات فهذا مناقض تماماً لمقالك، فلا الواقع ولا الخيال اعجبك. وما اشرت اليه كذلك في حلقة بدون محرم مما يتضح انك تقصد المبالغة في الطرح مما يثبت تحاملك على المسلسل والعمل والطاقم واتجاهك الى عدم تناول قضية الاختلاط في المستشفيات والمستوصفات التي بالغت في طرحها وتناولت الجانب السلبي الذي لا يمكن شرحه في مثل هذا المقال حتى يمكن لك ان تستوعبه، وحكومتنا الرشيدة على علم بهذا الاختلاط الشرعي الذي اوجد لعلاج المرضى من الرجال والنساء والاطفال ولا يمكن أن يكون بالشكل الذي اشرت إليه بتاتاً. واوافقك الرأي في تناول المسلسل قضية الغزو الفكري الذي يتعرض له شبابنا، وباعتقادي عند وجود نص مناسب لمثل ذلك لا اعتقد ان منتجي المسلسل يرفضون ذلك بل يرحبون في مثل هذه النصوص او اي نصوص تعالج قضيانا الاجتماعية، وما اعلاناتهم بطلب ذلك الا دليلا على ما قلت. أما عن تلمس الجانب الايجابي للشباب الملتزم فليس لنا حاجة الى ذلك ما دام هناك جانب ايجابي فهم يبحثون عن الجانب السلبي الذي يمكن معالجته في سلبيات الشباب الملتزم، والقاؤك اللوم على فريق طاش ما طاش من عدم تناوله لجميع قضايانا وانه من غير المعقول انها نوقشت فكما ذكرت سابقا بأن طاقم المسلسل ومنتجه لا يمانعون في استقبال اي نصوص تعود بالنفع ومعالجة سلبيات مجتمعنا الذي يتكون من الاسرة الصغيرة التي يوجد لديها كثير من السلبيات التي تواجهها سواء من بدون محرم او رجل كبير في السن او رجل ملتزم مزواج وما أكثرهم او ما نعانيه من المراجعات في الدوائر الحكومية. وليس الهدف من المسلسل معلاجة ما يقوم به رجال الاعمال من تصرفات خارج حدود الوطن وبشكل شخصي يقصدون منه رواج اعمالهم دون تأثير على مجتمعنا. وعجبا لما اوردته لمعالجة التطرف والتشدد الديني الذي ادى الى ممارسة بعض شبابنا للارهاب، فلو كان هناك معالجة مسبقة لمثل ذلك لما وصلنا الى ما وصلنا اليه وجعل المجتمع والاسرة تراقب ابناءها، وما اشرت اليه في بداية مقالك من ان هذا المسلسل اصبح من الموائد الرمضانية التي تجعل المشاهدين يتابعون هذا المسلسل مما يثبت ان الاختيار مفتوح لجميع المشاهدين في متابعة القناة التي يرغب في مشاهدتها ويحجب القناة التي لا يرغب ولا بد من مراقبة شبابنا وفتياتنا داخل الاسرة عما يقرأون ويشاهدون ويسمعون وتوجيههم التوجيه السليم وهو ما يرغب فريق طاش من علاجه من سلبيات كثيرة في مجتمعنا بعيدا عن الهامشية والعشوائية وما نخشاه هو ممن يأخذ الجانب السلبي من (الهدف) المقصود من الطرح الهادف للمعالجة. فهد بن حمد الصقعبي السعودية - الرياض