الشباب هم وقود الأمة وأمل الغد، الشباب بهم تنهض الأمم ، وبهم تنحط الشعوب.. الشباب يشرق بهم حاضر مجيد يرفع قدر أمتهم ويعز شأنها.. الشباب هم فخر الأمة وعزها؛ فأمَّة من دون شباب ماذا يكون حالها وإلى أي مصير مآلها ؟ بأي شيء تفخر وأي أمل ترجوه وكيف تكون تطلعاتها ؟ لا أحد يستطيع ان يتصور أمة من دون شباب؟!! الشباب كنز للأمم لا يفنى.. بل هم ثروة.. بل إن قلت هم شريان الحياة لا أكون مبالغا، فلا حياة من دون شريان إن حافظ المجتمع على هذا الشريان فإن الحياة بإذن الله ستكون مشرقة لأمة مزدهرة تأمل أن تجاري باقي الشعوب وأن تضع لنفسها أهمية بين الأمم، وإن الحفاظ على هذا الشريان الحياتي لهو مطلب ملِحّ لكل أفراد المجتمع، إنْ تكاتف المجتمع للحافظ عليه وتنشئته نشأة صالحة كان الأمل بهم كبيراً. إنَّ هاجس الأمة في شبابها حمايتهم من الألم وتحويلهم إلى الأمل الذي ترجوه، فالشباب هم ألم وأمل.. ألم بتركهم لأمتهم في أحوج الظروف والأوقات والجري خلف حضارات زائفة وذلك بالتقليد الأعمى، ألم بتضييعهم حقوق الله وواجباتهم تجاهه واشتغالهم بالملهيات والمنكرات، ألم بسلوكهم طريق الانحراف والضياع كالإدمان للمخدرات ونحوه، ألم بتضييع أوقاتهم في أمور لا فائدة منها بل قد تكون محرمة شرعاً كالتفحيط، ألم بأن يجعلوا جُل اهتماماتهم وتطلعاتهم وطموحاتهم هي المعاكسات في الأسواق، ألم بأن يقتلوا ويفجروا إخوانهم المسلمين والمعاهدين الذين حرم الله ورسوله قتلهم، ألم بأن مصادر التلقي عندهم هي قنوات فضائية منحلة الأخلاق والفكر، ألم بأن لا يعرفوا من دينهم إلا الاسم فقط.. وألم.. وألم. والأمل بأنهم حاضر الأمة ومستقبلها، بهم تُشيَّد الحضارات وتنموا البلدان، أمل بمجد رفيع لوطنهم بالإخلاص والتفاني، أمل بأن يسدوا حاجات البلد بنشر العلم والخبرات؛ فبهم يكون الاكتفاء الذاتي بالكادر السعودي ،إذا عملوا وثابروا وتسلحوا بالعلم، أمل بأن يأخذوا تجارب آبائهم وأجدادهم في الحياة وخدمة مجتمعهم ودينهم ويمزجوا بين الحاضر والماضي، أمل بالمحافظة على عادات وتقاليد هذا البلد الذي أسس على شريعة الله، أمل بنشر هذا الدين بالمعاملة الحسنة والقول اللين وترك العنف ونبذه، وأمل بأن يكون أخلاقهم القرآن، أمل بأن يخافوا الله في السر والعلن ، أمل بأن يحافظوا على شرف هذه الأمة، أمل بأن يكونوا دعاة لدينهم بأخلاقم وإظهار سماحته، وأمل.. وأمل فالشباب هم الأمل فإذا صلح الشباب صلحت الأمة فيخاف الأعداء منا ونضع لنا أهمية بين الأمم ، لا كما يعتقدون أننا أمة متخلفة. فهم كما أسلفت شريان الحياة، فينبغي أن نحافظ على هذا الشريان ونحميه ونذود عنه بالمال والنفس؛ لأنهم هم أملنا بعد الله بأن تبقى هذه الأمة على أصالتها محافظة على أمور دينها. والفتيات لا يقللن أهمية عن الشباب، بل هن أعظم شأناً من الشباب؛ فنحن ننتظر من الفتاة بأن تكون مركزاً للإعداد السليم كما قال الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق وكما قيل وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة، فالفتاة على عاتقها مصالح أمة ذات شعوب تقدر بمليار مسلم، فإذا صلحت هذه الفتاة أصلحت أولادها وبصلاح الاولاد أنظر ماذا يكون للأمة من منافع عظيمة. فحسن التربية والأخلاق يكون بداية وانطلاقاً من عند الفتاة. فالفتاة هي أمل قبل أن تكون ألم، أمل بتمسكها بأمور دينها من حجاب والتزامها ببقية أمور دينها، أمل بأن تكون مربية لأبطال الغد تربية إسلامية كما أمر الله ورسوله، أمل بأن تكون ذات خلق وحسن تربية، أمل بأن تكون مربية داعية في بيتها، أمل بأن تبتعد عن أماكن الشبه والملذات، أمل بأن تكون محافظة على عادات وتقاليد دينها وبلدها، أمل بأن تتمسك بأصالتها العربية المسلمة وألا يكون لحرية الغرب المزعومة تأثير عليها، فانظري ماذا جنت هذه الحرية المزعومة من تشتتات أسرية، ومن خيانات زوجية وإجهاضات متكررة قد تكون بالآلاف وأولاد الزنا - والعياذ بالله - ملأوا الملاجئ والشوارع - نسأل الله الستر والعافية - والنتيجة تفشي الأمراض وبعدها.. إما انتحار أو تشرد، فأي حرية يزعمون وإلى أي تحضر يدعون، مجتمع متشتت، أخلاق تطفو عليها رائحة الرذيلة والعهر والمجون بسبب انسلاخهم وتمردهم على الدين، فلا دين لهم رادع ولا قيم وعادات لهم مانع، فاحذري أختي الفتاة أن تنساقي وتركضي خلف مظاهر الحرية المزعومة الكاذبة فانظري ما بداخل المجتمع الغربي من الجرائم بعدها تعلمي أن الإسلام حفظ لك كرامتك وشرفك وصانك عن العهر والمجون. إن المجتمعات الغربية خالية من العطف والرحمة والبر وخير شاهد أنه إذا أصبح الشخص طاعناً في السن محتاجا لأولاده وأقاربه تركوه في الشوارع عالة على المجتمع ، والجيد وصاحب الخلق عندهم يضعه في أحد الملاجئ ودور الرعاية، وبعدها.. لا سؤال ولا زيارة .. أهذه هي الحضارة..؟ أهذه هي الحرية..؟ الإسلام جعل من أسباب دخول الجنة البرَّ بالوالدين وجعل الأم متفاضلة على الرجل بثلاث مراتب وخصَّص ورغَّب بذلك وجعل دخول الجنة تحت قدميها - أي الأم - حاثاً على البر بها وجعل لها الأولوية بالبر والصحبة ، إنها ما أروعها من حقوق وحفظ للكرامة والحريات. وأخيراً.. الفتاة ألم، عندما تكون هي الوسيلة لسقوط هذه الأمة وسبباً لضياع الدين باستخدامها وسيلة لصرف همم الشباب وغرس الشهوات والملذات في نفوسهم وصرف اهتماماتهم في أمور الرذيلة والبعد عن الدين. فينبغي منا كمربين من أفراد الأسرة أو في المدرسة أو الشارع وفي كل مكان أن نهتم بالنشء ونحميهم من الانحراف والبعد عن الدين أو الغلو والتشدد فيه فالتوسط أمر محمود؛ فقد جعلت هذه الأمة أمة وسطاً كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} وإن خير وسيلة للحفاظ على الشباب تثقيفهم بمخاطر الانحراف والضلال والتقليد، وتحصينهم بالعلم الشرعي فالعلم حصن منيع قاهر للأعداء، فلا أحد يستطيع غزو أفكارهم وإدخال الشبه إليهم، وإن كانوا بلا علم ولا بصيرة أصبحوا فريسة سهلة المنال لأعدائنا يقلبونهم كيفما شاءوا. وأخيراً.. أسأل الله أن يحمي شبابنا من كيد الأعداء وأن يجعلهم خير أمل لأمتهم ووطنهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.