في ظل الحرب اليومية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين، يمارس المحتلون الصهاينة حرباً أخرى خلف القضبان وفي مراكز التحقيق والاعتقال.. إنهم لا يرحمون طفلاً بريئاً غض البنيان، ضعيف القوام.. إذ تواصل المخابرات الإسرائيلية تعذيب الأطفال الفلسطينيين في السجون، حيث يتعرضون لعمليات التعذيب النفسي والجسدي، مثل تكبيل الأيادي وعصب العينين والشبح والضرب والتهديد اللفظي والعزل ومحاولات الاغتصاب، الأمر الذي يترك آثاراً سلبية تهدد مستقبلهم النفسي والصحي.. وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن الأسرى الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي يتعرضون لقمع وحشي على أيدي وحدات خاصة من جيش الاحتلال والسجانين اليهود. وحسب إفادة نقلها محامي نادي الأسير الفلسطيني رائد محاميد من الأسرى الأطفال في (سجن تلموند اليهودي) اشتكى الأطفال الأسرى من قيام وحدة قمع خاصة بالاعتداء عليهم وزجهم في الزنازين. وجاء في الإفادة الحقوقية التي وصلت (الجزيرة) نسخة منها: أن المحامي الفلسطيني - محاميد التقى مع الأسير الطفل القاصر خالد أبو الشيخ من مدينة رام الله الذي لم يتجاوز ال (15عاماً)، وقد اشتكى هذا الطفل للمحامي الفلسطيني من قيام وحدة قمع خاصة بالاعتداء على الأسرى الأشبال في سجن تلموند اليهودي، البالغ عددهم (80 أسيراً) بالضرب المبرح، وبعد ذلك إخراج عدد من المصابين ووضعهم في الزنازين الانفرادية. ونقل المحامي الفلسطيني عن الطفل الأسير خالد أبو الشيخ قوله: إن أوضاع الأطفال الأسرى في هذا السجن متردية للغاية. وإن هذا الإجراء الصهيوني القمعي بحقهم جاء بسبب قيام الأطفال الأسرى بالاحتجاج على تردي أوضاعهم المعيشية داخل السجن اليهودي، مشيراً إلى أنه أحد الذين عُوقبوا بزجهم في زنزانة انفرادية لمدة أسبوع، ومنعه من زيارة ذويه، ومن الشراء من كافتيريا السجن (الكنتين) لمدة ثلاثة شهور..!! هذا وقال تقرير صادر عن بنك المعلومات الوطني الفلسطيني تلقى مراسل (الجزيرة) نسخة منه باليد: تعتقل سلطات الاحتلال الصهيوني أكثر من (7500) فلسطيني رجالاً ونساءً، مسنين وأطفالاً؛ من بينهم (463) طفلاً، لم يبلغوا سن الثامنة عشرة في سجني تلموند والرملة اليهوديين، ويتعرضون لمعاملة قاسية من قبل السجانين اليهود. من ناحيته قال وزير الأسرى الفلسطيني هشام عبد الرازق، ل(الجزيرة): إننا ننظر بخطورة إلى تجاهل الحكومة الإسرائيلية لقضية الأطفال الأسرى، حيث إنهم يحتجزون لفترات طويلة في مراكز توقيف تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات الحياة الآدمية، واعتقالهم دون محاكمات وتعذيبهم، مما يعتبر انتهاكاً صارخاً لمواثيق حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية وفي مقدمتها اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها إسرائيل. يعانون من أمراض خطيرة تهدد حياتهم وحسب تقرير صادر عن وزارة الأسرى الفلسطينية وصل مكتب (الجزيرة) نسخة منه عبر الفاكس: فإن هناك 34 مريضاً من بين الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال، أي بما يعادل 8 % منهم. وأشار التقرير الذي تعرض (الجزيرة) أهم ما جاء فيه: إلى أن 41 % من المرضى الأطفال قد أصيبوا بأمراض جراء تعرضهم للتعذيب من قبل محققي المخابرات الإسرائيلية، وبسبب وجودهم في ظروف اعتقال بالغة القسوة داخل السجون حيث تكتظ الزنازين. وأضاف التقرير الفلسطيني أن الأطفال المرضى يعانون من أمراض خطيرة تهدد حياتهم كالسرطان وغيره، وهم بحاجة إلى علاج مكثف، منوهاً إلى أن مصلحة السجون اليهودية ترفض تقديم العلاج لهم وتمنع ذويهم من تقديم العلاج على نفقتهم الخاصة. وأفاد التقرير أن المخابرات الصهيونية تواصل تعذيب الأطفال الفلسطينيين في السجون، حيث يتعرضون لعمليات التعذيب النفسي والجسدي، مثل تكبيل الأيادي وعصب العينين والشبح والضرب والتهديد اللفظي والعزل، الأمر الذي يترك آثاراً سلبية عليهم. وذكر التقرير أن من المرضى ثلاثة أطفال يعانون من روماتيزم، وأربعة من ضيق تنفس، وثمانية مصابين بالرصاص، وستة يعانون من آلام في الرأس والعين والأسنان، وثلاثة يعانون من حساسية في الجلد، وطفلان يعانيان من أمراض الأعصاب، وطفل واحد من يعاني آلاماً في الخاصرة، وطفل آخر مصاب بالسرطان، وغيرهم مصابون بأمراض أخرى. هذا ولم يشفع الوضع الصحي المأساوي للطفل الفلسطيني، محمد السناوي، (15 عاماً) المعتقل في السجون اليهودية، ولا حداثة سنه لدى محققي جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية (الشاباك)، الذين ظلوا يعذبونه ويرفضون تقديم العلاج له. وظل الطفل السناوي، الذي هو من سكان بلدة العيزرية، قضاء مدينة القدسالمحتلة والمعتقل في سجن كفار عتصيون اليهودي منذ سبتمبر / أيلول الماضي، والمصاب بمرض سرطان الغدد الليمفاوية تحت العذاب القاسي لعدة أسابيع وعلى تهمة ملفقة. وبعد أن أنهى الطفل الفلسطيني فترة التحقيق ظلت المخابرات وقيادة المعتقل ترفض تمكين السناوي من تلقي وجبات العلاج الكيماوي، مع العلم أنه يحتاج لمثل هذا العلاج.