لم تكن الأمسية الثالثة في مهرجان بريدة أمسية عادية.. بل كانت من أحلى الليالي وأروع الأمسيات التي احتضنتها مدينة بريدة في السنوات الأخيرة. أمسية تألقت فيها عروس القصيمبريدة شعراً وكانت مثل القمر في السماء منتصف الشهر. أمسية كان فارسها عملاقين.. ياسر التويجري وسالم مسيار.. أمسية كانت بالفعل عند حسن ظن تلك الجماهير الغفيرة التي توافدت مبكراً إلى موقع الأمسية بحثاً عن الكلمة العذبة.. وروعة الإلقاء وأصالة الحرف.. لذلك امتلأت مقاعد مسرح مركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة والتي تتسع لألفي شخص.. هذا غير الحضور النسائي الكثيف في الساحة الخضراء بالمركز. الأمسية شرَّفها بالحضور سمو الأمير متعب بن فهد الفيصل آل سعود فزادها جمالاً.. الشاعر الآسر ياسر التويجري كان في هذه الليلة كالملك المتوّج على عرش الشعر.. أبدع.. وأجاد.. وأمتع.. فسرق الأضواء والأفئدة والإعجاب خاصة وهو ينثر جديده الرائع الذي كان مفاجأة مذهلة للجماهير الذين عبَّروا عن هذا الجمال بالتصفيق المتواصل أثناء وبعد كل قصيدة. كان ياسر كما هي عادته متمكناً.. واثقاً.. ممتعاً.. فبدأ في التغزُّل بمعشوقته بريدة بقصيدة كتبها بمداد الشوق والوله عندما كان في رحلة خارج المملكة بعنوان (يا حول يا اللي ما سكن في بريدة) قصيدة افتتاحية ساحرة أعطت الأمان لهذا الجمهور الغفير أن هناك كنوزاً سيوزعها هذا الآسر في هذه الليلة.. وبالفعل توالت القصائد الجديدة فكانت قصيدة الوطن (مدد) وقصيدة (الصديق المنوفي) وقصيدة (العرقاء) وقصيدة (أبوظبي) وقصيدة (زياد)، هذا غير قصائده الشهيرة الشام تقول بابا، جنايز زار، بالإضافة إلى قصيدته الشهيرة في الأمير سلطان بن عبد العزيز وقصيدة في الأمير عبد العزيز بن ماجد.. قصائد كانت كعقد من اللؤلؤ يوزعها هذا الآسر في ليلة الشعر. فارسنا الآخر الشاعر الكويتي سالم سيار كان هو الآخر نجماً في ليلة الشعر.. فقدَّم قصائد جميلة كانت افتتاحيتها عن المملكة أعجبت الجماهير، كما قدَّم العديد من القصائد الجميلة مثل قصيدة الشهيد وقصيدة الأم وقصيدة اليتيم وقصيدة كتبها في سمو الأمير جابر الأحمد أمير دولة الكويت. الأمسية أدارها زميلنا المتألق الشاعر عبد الكريم اليوسف الذي كان هو الآخر نجماً خلف المايكروفون وكانت الانطلاقة في الأمسية من خلاله بقصيدة كتبها بهذه المناسبة فكانت هدية افتتاحية جميلة لليلة الشعر.