إن الأمراض الجنسية هي مجموعة من الأمراض التي قد تكون خطيرة وتسبب مضاعفات قد تودي بحياة الإنسان.. وتنتقل تلك الأمراض عن طريق الملامسة الجنسية وليس عن طريق الاتصال الجنسي فقط.. وهناك سوء فهم شديد بالنسبة لتلك الأمراض فبعض الأشخاص يعتقدون أنهم قد يتجنبوا تلك الأمراض باستخدام الواقي الذكري ولكن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً وخال من الصحة.. فالأمراض الجنسية قد تنتقل عن طريق التنفس - اللعاب - التلامس الجلدي - الفم - الأعضاء التناسلية - سوائل الجسد مثل العرق وغيرها... * أمثلة من الأمراض الجنسية وطرق العدوى: 1- أمراض تنتقل عن طريق التنفس: مثل مرض الدرن الرئوي وهو من الأمراض الخطيرة التي زاد انتشارها مؤخراً ولا يؤثر هذا المرض في الرئتين فقط بل ينتشر في الجسم ويؤدي إلى التهابات خطيرة بالجهاز الهضمي - العظام - العمود الفقري - المخ وغيرها من الأعضاء الحيوية وهو مرض مزمن يحتاج إلى فترات طويلة من العلاج وقد يسبب مضاعفات خطيرة تهدد حياة الشخص.. وهناك عدد كبير من الأمراض التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي فجميع أنواع الميكروبات والفيروسات قد تكون موجودة بالفم والجهاز التنفسي ويسهل انتقالها من شخص إلى شخص من خلال الملامسة الجنسية. 2- أمراض تنتقل عن طريق اللعاب: ومن أخطرها الأمراض الفيروسية مثل فيروس مرض الإيدز ومرض الالتهاب الكبدي الوبائي. ناهيك عن غيرها من الأمراض البكتيرية والفطرية التي قد تسبب تقرحات مزمنة بالفم تكون مصحوبة بآلام شديدة بالفم واللثة والحلق وصعوبة في البلع وحتى في الكلام.. وقد تنتقل هذه الأمراض من الفم إلى الجهاز التناسلي وبالعكس. 3- أمراض تنتقل عن طريق الجلد: ومن أهمها وأكثرها انتشاراً مرض الجرب وهو مرض سريع العدوى والانتشار ويسبب حكة شديدة وطفحاً جلدياً خاصة باليدين والبطن وفي الأفخاذ وفي الأعضاء التناسلية وخاصة أثناء الليل.. ومن تلك الأمراض أيضاً القمل وخاصة قمل العانة الذي يسبب التهابات وتقرحات وحكة شديدة بمنطقة العانة حول الأعضاء التناسلية.. جميع الأمراض الجلدية الفطرية مثل اليتنيا وهو مرض جلدي يسبب طفحاً جلدياً ملوناً وحكة والكانديدا وهو مرض جلدي يسبب أيضاً طفحاً جلدياً وحكة.. ومن الأمراض الجلدية الخطيرة التي قد تنتقل عن طريق الجلد مرض الهربس التناسلي وهو مرض فيروسي خطير قد ينتقل عن طريق تلامس الأعضاء التناسلي ويسبب تقرحات مؤلمة ومزمنة ومتكررة بالأعضاء التناسلية وحولها ويبدأ على هيئة بثور أو ثآليل تنتشر على الأعضاء التناسلية.. وخطورة هذا المرض أنه قد ينتقل من الزوج إلى الزوجة حيث يسبب تشوهات بالجنين وقد يسبب إجهاضاً للمرأة الحامل. 4- أمراض تنتقل عن طريق الدم: وقد يتساءل البعض كيف يختلط الدم عن طريق الاتصال الجنسي والإجابة بأنه إذا كان هناك تقرحات بالأعضاء التناسلية وخاصة بالأنثى حيث تكون غير مرئية مثل قرحة عنق الرحم فقد يتم انتقال العدوى من تلك التقرحات التي تسمح بمرور بعض الفيروسات والميكروبات من وإلى الدم وخاصة فيروس الإيدز والإلتهاب الكبدي الوبائي وكذلك عن طريق تقرحات الفم والتهابات اللثة.. كذلك عن طريق الجروح بالجلد.. 5- أمراض تنتقل عن طريق الأعضاء التناسلية: وتلك مجموعة خطيرة جداً من الأمراض مثل مرض الزهري وهو مرض بكتيري يسبب قرحة على الأعضاء التناسلية أو الفم وينتقل هذا المرض من طوره الأول إلى الطور الثاني الذي ينتشر على هيئة طفح جلدي عام ثم الطور الثالث وهو طور خطر يسبب مضاعفات مرض السيلان وهو مرض تناسلي واسع الانتشار وتعتبر الأنثى حاملة هذا المرض مصدراً سريع الانتشار العدوى ويسبب هذا المرض آلام شديدة وحرقان عند التبول وإفرازات تناسلية صفراء ذات رائحه كريهة تظهر عند طرق مجرى البول وقد يسبب هذا المرض التهابات مزمنة بالمسالك البولية وقد يؤدي إلى العقم وهناك عدد لانهائي من الميكروبات التي قد تسبب التهاب الأعضاء التناسلية والمسالك البولية مثل الكلاميديا وهو مرض سريع العدوى وقد يسبب التهابات مزمنة بالبروستاتا مما قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان البروستات إذا أهمل علاجه. خطورة تلك الأمراض إن خطورة تلك الأمراض تكمن في أن بعضها قد تكون أمراضاً صامته وقد تتسلل إلى جسم الإنسان وتنتهي بمضاعفات خطيرة وقد تؤدي إلى الوفاة مثل مرض الإيدز - الزهري - الالتهاب الكبدي الوبائي. وبعضها قد يؤدي إلى السرطان إذا أهمل علاجه مثل الكلاميديا وبعضها قد يؤدي إلى العقم مثل السيلان وغيرها من إصابات الجهاز البولي والتناسلي كما أن بعض تلك الأمراض قد تكون مزمنة ومتكررة مثل مرض الهربس التناسلي الذي يصاحب الشخص المصاب طيلة حياته ويؤدي إلى الإجهاض وتشوهات الجنين بالنسبة للزوجة. كيفية الوقاية من تلك الأمراض إن الاعتقاد بأن استعمال الواقي الذكري قد يقي من تلك الأمراض هو اعتقاد خاطئ تماما فهذه الأمراض تنتشر عن طريق عدة طرق وليس عن طريق الأعضاء التناسلية فقط وبذلك تجنب العلاقات المشبوهة هو الطريق الوحيد للسلامة والوقاية من هذه الأمراض الخطيرة. إن الوقاية خير من العلاج وهنا يأتي دور الطبيب في نشر الوعي الصحي والثقافة الطبية والجنسية حتى يتسنى للشباب معرفة طرق انتشار تلك الأمراض وخطورتها قبل الإقدام على أية مغامرة قد تهدد صحتهم أو تودي بحياتهم. لقد أصبح فحص ما قبل الزواج ضرورة تفرضها انتشار تلك الأمراض حتى نجنب أبناءنا وبناتنا خطورة الإصابة بها. فقد يصبح المصاب بأحد هذه الأمراض موصوماً ومنبوذا من المجتمع فلا يستطيع حتى الزواج أو العمل. وأخيرا أتوجه بهذا السؤال إلى الشباب: هل تساوي لحظه متعه عابرة أن تضحي بحياتك؟ د. إيهاب عبد الله خطابي طبيب الأسرة- مستشفى المركز التخصصي الطبي